هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يُريني سقامي الموتَ أدنى من الضحى
وعَوْدَكَ أقصى منه إن أنتَ ترحمُ

فنَلْ أجرَ إحياءِ الورى يا جميعَهُمْ
بإحياءِ نفسٍ عن هلاكٍ تترجمُ

لقد علمَ العذّالُ فرط محبّتي
فقلتُ لنفسي أنتَ أدرى وأعلمُ

ومهما يكن ذنبي رثيتَ لحالتي
فكيف وذنبي أنني بكَ مُغرَمُ

عبدالرحمن الشيخ ديب

جديرٌ بأن يبكي على نفسه أسىً
فتىً كلَّما تُرجى له توبةٌ تُرجا

جبَانٌ عن التقوى جَريءٌ على الهوى
قريبٌ من المهوى بعيدٌ عن الملجا

جَرَى في مجالِ اللَّهوِ مِلءَ عنانِه
إلى الآنَ ما ألقى لِجاماً ولا سَرجا

جنى ما جنى واستسهل الأمرَ في الصِّبا
فلما نهاهُ الشَّيبُ عن فعله لجَّا

مالك بن المرَّحل

كيفَ السّبيلُ إلى طَيفٍ يُزاوِرهُ
والنّومُ في جُملةِ الأحبابِ هاجِرُهُ

الحُبُّ آمِرُهُ والصّونُ زاجِرُهُ
والصّبرُ أوّلُ ما يأتي وآخِرُهُ

أنا الّذي إن صبا أو شفّهُ غَزلٌ
فَللعفافِ وللتّقوى مآزِرُهُ

وأشرفُ النّاسِ أهلُ الحُبّ منزلةً
وأشرفُ الحبِّ ما عفّت سرائرُهُ

ما بالُ ليليَ لا تسري كواكبُهُ
وطيفُ عزّةَ لا يعتادُ زائرُهُ

مَن لا ينامُ فَلا صبرٌ يؤازِرُهُ
ولا خيالٌ على شَحطٍ يُزاوِرُهُ

يا ساهِرًا لَعِبت أيدي الفِراقِ بهِ
فَالصّبرُ خَاذِلُهُ والدّمعُ ناصِرُهُ

إنّ الحبيبَ الّذي هَامَ الفؤادُ بِهِ
ينامُ عَن طولِ ليلٍ أنتَ ساهِرُهُ

ما أنسَ لا أنسَ يومَ البَينِ موقِفنا
والشّوقُ يَنهى البُكا عنّي ويأمُرُهُ

وقولَها ودموعُ العَينِ واكِفةٌ
هذا الفِراقُ الّذي كُنّا نُحاذِرُهُ

أبو فراس الحمداني

أَرى كُلَّ حَيٍّ هالِكًا وَابنَ هالِكٍ
وَذا نَسَبٍ في الهالِكينَ عَريقِ

فَقُل لِقَريبِ الدارِ إِنَّكَ ظاعِنٌ
إِلى مَنزِلٍ نائي المَحَلِّ سَحيقِ

إِذا امتَحَنَ الدُنيا لَبيبٌ تَكَشَّفَت
لَهُ عَن عَدوٍّ في ثِيابِ صَديقِ

أبو نواس

يُروي العِطاشَ لَها عَذبٌ مُقَبَّلُهُ
في جيدِ آدَمَ زانَتهُ التَهاويلُ

حَليٌ يَشُبُّ بَياضَ النَحرِ واقِدُهُ
كَما تُصَوَّرُ في الدَيرِ التَماثيلُ

الأخطل

وَقالوا لِقاءُ الناسِ أُنسٌ وَراحَةٌ
وَلَو كُنتُ أَرضى الناسَ ماكُنتُ مُفَردا

الشريف الرضي

وَكَيفَ أَلُومُ النَّاسَ فِي الغَدْرِ بَعدَمَا
رَأَيتُ شَبَابِي قَد تَغَيَّرَ عَهدُهُ

البارودي

خمسون َمنشورٍ ولمْ تتغيّري
وقصائدٌ حيرى ولمْ تتأثري

ما زلتِ صامتةً ولستُ مصدّقاً
صمتاً يخالفُ لهفة ً في الجوهرِ

تضعين َ إعجاباً كأيِّ متابع ٍ
من دونِ تعليق ٍ وقلبٍ أحمرِ

عندي الدليل على اهتمامكِ فانصتي
لقصيدتي إيّاكِ أن تتوتري

تتجسّسينَ على شؤوني خلسةً
بفضاء صفحتك ِالمضاءِ بأخضر

وتتابعينَ الأصدقاءَ بحرفةٍ
والسيداتِ إذا دخلنَ بأسطري

أخشى عليك ِمن انهيارٍ قادمٍ
وأخافُ بعدَ الصمت أنْ تتعثري

فدعي الغرورَ وراء ظهركِ واقبلي
إن اختفاءكِ غيرُ مُجدٍ فاظهري

.....

لم يبقَ لي وطنٌ في الأرض يحرسني
إلا عيونك يا من لست أنساها

كل الجهات التي قد كنت أسلكها
تبعثرت وتشظت في زواياها

إلا جهاتك يا أماه كم بَعُدت
عني وما زلت رغم البُعدِ ألقاها

أنت التي كلما غنيت أغنيةً
أو كلما قلت شعرا كان معناها

أو كلما عشقتني في الهوى امرأةٌ
رأيت وجهك يعلو في محياها

أنا بدونك يا أماه لا امرأةٌ
تلملم القلب مهما كان مرآها

بك الزمان الذي يقسو نلينه
فكم دموعٍ إذا مرت مسحناها

وبسمةُ منكِ يا أمي تُعلمُنا
أسرارَ عمرٍ طويلٍ كم جهلناها

حكيمةٌ أنتِ يا أمي معلمةٌ
فحكمةُ الدهرِ قد أعطتتك يمناها

إن البلاد التي عاشت تتطاردنا
لولا عيونكِ يا أمي تركناها

لولا وجودكِ فيها لم يكن أبدا
فيها ابتسامٌ ولا هشت ثناياها

أنا ابنك العاشقُ المفتونُ سيدتي
وأنت من في صميمِ الروح مثواها

.....

يَا رِحلَةَ العُمرِ هَل ضَلَّ الطَّريقُ بِنا
‏أحلَامُنَا صَدِئَتْ وَالرَّكبُ لَم يَصِلِ

.....