هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

بَردٌ وَلَيلٌ يَا هُمُومُ تَلَطَّفِي
أخشَى عَلَى قَلبِي بُرُودَةَ مِعطَفِي

مَطَرٌ وَحُزنٌ لَا مظَلَّة هَا هُنَا
تَحمِي الرُّؤُوسَ مِنَ الخَيَالِ المُسرِفِ

كُونِي بقُربِي يَا حَبيبَةُ لَم يَعدُ
هَذا الشِّتَاءُ لِعَاشِقِينَ بمُنصِفِ

.....

‏يا ليتها تبكي لأفهم حزنها
‏موجوعةٌ بالصبر لا تتكلمُ
‏
لا ترحميني بالتصبِّر واسكبي
‏دمعًا فدمعكِ يا حبيبةُ أرحمُ

.....

أنشدت فيك الشوقَ حَتَّى مَلَّنِي
ونَسيت نفسي في غِيَابِكَ يَا أَنَا

وعزلت عمري صدفَةً كَي نَلْتَقِي
وَبَكَيتُ حَتَّى رَقَّ لِي دَمعُ الضَّنَى

يَاسَارِقَاً دِفءَ الْفُؤَادِ أَعِدَهُ لِي
قَلْبِي تَجَمَّدَ إِذْ بَدَا لِي مُوهَنَا

.....

‏إذا الأحبابُ عن عينيكَ غابوا
ففي الأحلامِ يَنعقِدُ الرًّجاءُ

وكيف تنامُ عينُكَ وهْي تشكو
غيابَهمُ ويُرهِقُها البكاءُ

.....

ضَحوكَةِ الوَجهِ يُغرينا تَبَسُّمُها
إِن نَجتَديها وَيَثنينا تَثَنّيها

وَناهِدٍ حَجَبَت عَن كُلِّ ذي بَصَرٍ
حَشاشَتي خِدرُها وَالقَلبُ ناديها

في كُلِّ جارِحَــةٍ مِنّي لَها أَثَرٌ
وَالدارُ صاحِبُها أَدرى بِما فيها

.....

‏ياحُلوةَ العينِ إنّ السّحرَ يُغرقني
قلبي ضعيفٌ ولا يقوى على الدّعجِ

ياحلوةَ الوجهِ رقّي إنني بشرٌ
تفديكِ نفسي وتفدي فتنةَ الغنجِ

.....

بكيت على الشّباب بدمع عيني
فلــم يغــن البــكاء ولا النّحيب

فــيا أسفًا أسفت عـلى شبــاب
نعـاه الشّيب والرّأس الخضيب

عـريت من الشّباب وكنت غضًا
كما يعرى مــن الورق الـقضيب

فــيا ليــت الشّباب يــعود يومًا
فـــأخبره بـمـا فـعــل الــمشيب

.....

‌‎أيَا قَمَرًا يُغَازِلُ مُقْلتَيها
وَ يَسْرِقُ نُورَهُ مِنْ وَجنَتَيها

حَبَاكَ اللَّهُ حَظًّا لَمْ أَنَلْهُ
فأنْتَ تُطلُّ أحيانًا عليها

.....

‌‎لَهَا وَجهٌ كَصَحنِ البَدرِ فَخمٌ
وَمُنسَجِرٌ عَلى المَتنَينِ سُودُ

وَقَد عَبِقَ العَبيرُ بِها وَمِسكٌ
يُخالِطُهُ مِنَ الهِندِيِّ عُودُ

.....

‏البدرُ يسرقُ نورهُ من وجههِ
والمسكُ من جيدِ الحبيبِ تضوّعا

.....