هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

اللهُ يعلمُ مَا نَشكُو منَ الألمِ
وَما نُعانيه مِن ضيقٍ ومن سقَمِ

لكنْ لنَا فيهِ ظنٌّ لا يُخيّبُنا
حاشاهُ أنْ ترجِعَ الأيدي بِلا نِعمِ

كمْ جاد مِن فَضله قَبل السؤالِ وكمْ
أعطَى وأغنَى بمحضِ الجُود والكرمِ

.....

أنا متعبٌ والعاصفاتُ بداخلي
‏تأبى السكون وليلُها لا ينجلي

‏أنا مُرهقٌ جرَّاء كل مشاعري
‏وسئمتُ أن تبقى بصدرٍ مُمتلي

‏كم بح صوتي للقنوطِ مُحاربًا
‏فُرسانهُ لا تدخلي لا تدخلي

‏والله ما شئتُ التشاؤم إنما
‏لا صُبح في أفقي يلوحُ ويعتلي

‏صبري عجولٌ والترقبُ موجعٌ
‏وغدا سؤالي حائرًا ماذا يلي

.....

لاتعتذر من بعد كسرك خاطري
فالروح ليست كالعظام لتجبرا

والقلب لامثل الضلوع أنينها
قد لايدوم إذا عمدت تكسرا

ياخير من كسر الخواطر ربما
يوما ستأتي حافيا عند الثرى

لاتستهين بخافقي أعددته
كيما يثور وكم يذيق تحسرا

يوما ستلتقي الوجوه وعندها
يوما ستجتمع العيون لتخبرا

إن كنت أدمنت الرحيل فربما
يوما سترجع لو علمت تحيرا

وأنا على عرش الغرام تربعا
ألقيك في جب الغرام وقد ترى


أحمد عبد الحي

لما أتيتك من وجدي لتنقذني
مالي أراك وقد شتت أشتاتي

كنت الرفيق الذي أسعى فيخبرني
لما هممت بما تنبأه آناتي

لكن وجدتك ما أخشاه من بئسي
كالظن ساء ولم تفطن حكاياتي

.....

آماه جئت مجرجرا خيباتي
طعنوا الفؤاد وكسروا منساتي

آماه تهت عن القبور محيرا
اي اللحود دفنت يا مولاتي

إن هزم أملي اي خير أرتجي
الآن جئت فهدئي روعاتي


اللهم اغفر وارحم لموتانا وموتى المسلميي

وتغيَّرت منك الطِّباعُ ولم تعد
‏تحنو عليَّ وبيَ تحسُّ وتشعرُ
‏
أنكرت مابيني وبينك في الهوى
‏أوَ مثلُ مابيني وبينك ينكرُ
‏
وتركتني للريحِ يجري زورقي
‏وِفقاً لما تهوى وكيف تُدبِّرُ
‏
كيف النجاةُ لهُ وبحركُ هائجٌ
‏ويكادُ من أمواجهِ يتكسَّرُ

.....

‏ولقيتُها قلبًا يضمُّ سعادتي
ولقيتُها دومًا لأيامي سقَت

شطرًا يُتمِّمُ شطرَ روحي قُربهَا
لافرَّق الله القلوبَ إذا التقت

.....

وكيف أهرب منه إنه قدري
هل يملك النهر تغييرا لمجراه

أحبه لست أدري ما أحب به
حتى خطاياه ماعادت خطاياه

الحب في الأرض بعض من تخيلنا
لو لم نجده عليها لاخترعناه

ماذا أقول له لو جاء يسألني
إن كنت أهواه إني ألف أهواه

.....

وقد حكى ابن بدرون في شرح العبدونية أن المأمون يحيى بن ذي النون صاحب طليطلة بنى بها قصرا تأنَّق في بنائه وأنفق فيه مالا كثيرًا وصنع فيه بحيرةً وبنى في وسطها قُبَّةً وسيق الماءُ إلى رأسِ القبةِ على تدبير أحكمه المهندسون فكان الماء ينزل من أعلى القبةِ حواليها محيطًا بها متصلا بعضه ببعض فكانت القُبَّة في غِلالةٍ من ماء سكب لا يفتر والمأمون بن ذي النون قاعدٌ فيها لا يمسه من الماءِ شيء ولو شاء أن يوقد فيها الشمع لفعل فبينما هو فيها إذ سمع منشدًا ينشد:


أتبني بناء الخالدين وإنما
بقاؤك فيها لو علمتَ قليلُ

لقد كان في ظلِّ الأراك كفاية
لمن كل يوم يعتريه رحيل


فلم يلبث بعد هذا إلا يسيرًا حتى قضى نحبه

نفح الطيب المقرئ

صباح الخير يا عذب المُحيّا
أحبّك والذّي أبقاك فِـيَّا

ومهما مرّت الأيّام مهما
نأيتَ تظلُّ في قلبي مَلِيّا

لقد ذاق الهناء نعم وربّي
حبيبٌ رحت تُدنيهِ نَجِيّا

وإني في مقامي الحب يهمي
عليك ولستُ أملك منه شَيّا

أضف قلبي إلى عدد الضحايا
لأنّي لا أراك فلستُ حَيّا

أمل الشيخ