هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

من طريف الشعر

زار أبو نواس رجلاً بخيلاً يُسمَى
" أبو هند " في وقت الغداء
فتركه جائعًا دون أن يضيفه !

فأنشد أبو نواس قائلا :

أبو هند نزلت عليه يوماً
فغداني برائحةِ الطعام

وقدم بيننا لحمًا سميناً
أكلناه على طبقِ الكلام

فكان كمن سقى الظمآن ظلاً
وكنت كمن تغدى في المنام

قـلبــي (دمشقيٌّ) ولُــبنـــــانيّةٌ
عينايَ والحــبُّ القديــمُ عِراقيْ

والطّيـنُ مـكّيٌّ ومصريُّ الـهــوى
كجمال وادي النّيل في الأحداقِ

إنّي الفلسطينيُّ حتــى العـــظمِ
حتـى القدسِ حتّى غزّةِ العُشّاقِ

والــرّوحُ بين جوانحي (يمنيّةٌ)
حيثُ النّدى ومــكارمُ الأخـــلاقِ

مِن هــالِ عمّانٍ وقــهوةِ مسقطٍ
حُمِّلْتُ هذا الحُــبَّ في الأعــماقِ

لي في ذُرى تطوانَ قلبٌ عاشــقٌ
رفـقــاً به يــا مــغربَ الأشــواقِ

قــلبــي الموريتانيُّ حسّــــــانيّةٌ
أشــعــــــارُهُ قــطـ، ريّةُ الـأذواقِ

فيـهـا من الصّـومالِ عطرُ أصالةٍ
ومــن الــجـزائـرِ عـزّةٌ ومـراقــي

أُلبِسْتُ حُبَّ القيروانِ وشِعـرَهـا
وتـعـمّـدَتْ فــي (ليبِيا) أوراقــي

وقرأتُ في السودانِ ألفَ قصيدةٍ
مـكتـوبةٍ بـمـدامـعٍ ومــــــآقــي

قد يجمع المال غير آكله
ويأكل المال غير من جمعه

ويقطع الثوب غير لابسه
ويلبس الثوب غير من قطعه

فاقبل من الدهر ماتآك به
من غير عينآ بعيشه نفعه

وصل حبال البعيد إن وصل
حبل واقص الغريب إن قطعه

ولاتهين الفقير علك إن
تركع يومآ والدهر قد رفعه

لا تبدِ رأيكَ فيما لستَ تُحسِنُهُ
فيُظهِرُ الرأيُ جهلاً كنتَ تُخفيهِ

فقولُ لا علم لي خيرٌ وأكرمُ من
قولٍ يبوءُ بِذُلٍّ حين تُبديهِ

إن تُغْلَقِ الدُّنيا أمامَ وجوهِنا
بابُ الذي خَلَقَ الدُّنَى لم يُغْلَقِ

عَلَّقْتُ آمالي بِمَن خَلَقَ الدَّوَا
والدَّاءَ والأسبابَ كُلَّ تَعَلُّقِي

عِشْ مُنتَهَى الرِّفْقِ لا تُوقِدْ سَنا اللَّهَبِ
وصُنْ جَنَانَكَ عن شَيءٍ مِنَ الغَضَبِ

قد تُحرِقُ النَّارُ من أَذْكَى شرارتَها
مِن حيثُ ظَنَّ سناها غايةَ الطَلَبِ

ولا تُجادِلْ فبعضُ الخَلْقِ ليسَ لَهُ
من الجِدَالِ سِوى شَيْءٍ مِنَ الصَخَبِ

إنَّ العقولَ إذا تسمّمَ وِردُها
صدَرَت وملء إِهابِها الأسقامُ

فارعوا بني قومي بنيكم إنما
تعدو الذئابُ إذا غفا النوَّامُ

مريضُ الظنّ موبوءٌ بسوءٍ
وليس له من الأدواءِ طِبُّ

يسيءُ لأقربِ الأحبابِ منه
ومالَهُمُ بما قد ظنَّ ذَنْبُ

لا تنزلِ الناس أعلى من منازلهم
إنَّ الزيادة تشويهٌ وإيذاءُ

فالماءُ للزرعِ مِقدارٌ يعيشُ به
ولا حياةَ لما قد أغرق الماءُ

آفةُ العَقلِ في اتِّهام النوايا
وادِّعاءِ السِّقام عند الصِّحاحِ

إن يكن جُلُّ مانراه صوابا
فلماذا التفتيش في الأرواحِ ؟!