هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ:
أَنْشَدَ رَجُلٌ مِسْعَرَ بْنَ كِدَامٍ:


لَا تَرْجِعَنَّ إِلَى السَّفِيهِ خِطَابَهُ
إِلَّا جَوَابَ تَحِيَّةٍ حَيَّاكَهَا

فَمَتَى تُحَرِّكْهُ تُحَرِّكْ جِيفَةً
تَزْدَادُ نَتْنًا إِنْ أَرَدْتَ حِرَاكَهَا

قالت وقد قَرَأَتْ في الحُبّ أَبيَاتي
أَرَاكَ أَحبَبت من دُوني الكثيرَاتِ

فقلتُ حَاشَاكِ ما أَحبَبتُ من بَشَرٍ
سِوَاك أو مَالَ قلبي للجَميلاتِ

قالت فمَن أَلهَمَتكَ الشِّعرَ هل مَلَكٌ
في أَيِّ أَرضٍ تَرَاءَى أم سَمَاوَاتِ

فقلتُ يا فِتنَتي لولا الخَيالُ على
بعض الحَقَائق عِشنا كالجَمَادَاتِ

للشِّعر أَجنِحَةٌ يَسمُو الخَيالُ بها
فهل تَغَارينَ حتَّى من خَيَالاتِي

.....

المرء لا تشقيه إلاّ نفسه
حاشى الحياة بأنّها تشقيه

ما أجهل الإنسان يضني بعضه
بعضا ويشكو كلّ ما يضنيه

ويظنّ أن عدوّه في غيره
وعدوّه يمسي ويضحي فيه

.....

وَإِذَا الصَّدِيْقُ أَسَى عَلَيْكَ بِجَهْلِهِ
فَاصْفَح لأَجلِ الودِّ لَيسَ لأَجلِهِ

.....

‏مَرَاتِبُ المَجدِ لا يَرقى لها أَبَداً
‏مَن هَمُّهُ النَّاسُ ما قالوا وما فَعَلُوا

‏وأَجمَلُ النَّاسِ أعمى عن مَسَاوِئِهِم
‏وقَلبُهُ الحُرُّ بالعَلياءِ مُنشَغِلُ

‏عمار الذبياني

لا عيبَ في الحُبِّ لو صُنّا طهارتَهُ
عن عابثٍ ما وعَى للطهرِ إدراكا

الحُبُّ وَردٌ من الرحمنِ نقطفُهُ
والعابثونَ بهِ يجنونَ أشواكا

.....

الرفقُ يُمنٌ وخيرُ القولِ أصدقُه
وكثرةُ المزح مفتاحُ العداواتِ

الصدقُ بِرٌّ وقول الزورِ صاحبُه
يومَ المعادِ حريٌّ بالعقوباتِ

.....

شعبانُ أطلقَ للفؤادِ عنانا
متشوِّقًا حتى يرى رمضَانا

ربَّاهُ أكرِمنا بتوبةِ نادمٍ
حتى ننالَ الفضلَ والإِحْسَانا

ونصافحَ النَّفحاتِ في شَهرِ العَطا
ونَرى السُّرورَ يحفُّنا ألوانا

وارفعْ مقامًا في المعالي دائِمًا
حتى نلاقي الفوزَ والرِّضْوانا

.....

لا تحسب الشعر أوزانٱ وقافية
ولا حروفٱ على لوح كتبناها

ما الشعر إلا دموع القلب من وجع
لما اختنقنا بها قهرٱ نزفناها

.....

عليك وحدَك هذا القلبُ يرتجفُ
وصوبَ قلبك دون الخلقِ ينعطِفُ

مِن نهرِ حبِّك يروي وردَ مُهجته
ومن رياضِك صفوَ الشهدِ يغترف

صوامعُ العشقِ في الآفاقِ موصدةٌ
لكنّ قلبيَ في عينيك مُعتكفُ

واللهِ ما ذُكِرت والشمسُ طالعةٌ
إلا رأيتُ شموسَ الكونِ تنكسِفُ

.....