هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

فَدَيتُكِ لَيسَ لي عَنكِ اِنصِرافُ
وَلا لِيَ في الهَوى مِنكِ اِنتِصافُ

وِصالُكِ عِندِيَ الشَهدُ المُصَفّى
وَهَجرُكِ عِندِيَ السُمُّ الزُعافُ

وَقائِلَةٍ مَتى عَنها تَسَلّى
فَقُلتُ لَها إِذا شابَ الغُدافُ

أَطوفُ بِقَصرِكُم في كُلِّ يَومٍ
كَأَنَّ لِقَصرِكُم خُلِقَ الطَوافُ

وَلَولا حُبُّكُم لَلَزِمتُ بَيتي
فَفي بَيتي لِيَ الراحُ السُلافُ

أَنا العَبدُ المُقِرُّ بِطولِ رِقٍّ
وَلَيسَ عَلَيكِ مِن عَبدٍ خِلافُ

.....

‏مَنْ ذا يُحاسبني عليكِ وأنتِ لي
هِبَةُ الإلهِ ونِعْمةُ الأقدارِ

مَنْ ذا يُقَاضيني وأنتِ قضيَّتي
ورفيقُ أحلامي وضوءُ نَهَاري

مَنْ ذا يهدِّدُني وأنتِ حَضَارتي
وثَقَافتي وكِتابتي ومَنَاري

.....

مساء الخير يا عذب المُحيّا
أحبّك والذّي أبقاك فِـيَّا

ومهما مرّت الأيّام مهما
نأيتَ تظلُّ في قلبي مَـلِـيّا

لقد ذاق الهناء نعم وربّي
حبيبٌ رحت تُدنيهِ ٓ نَـجِـيّا

وإني في مقامي الحب يهمي
عليك ولستُ أملك منه شَيّا

أضف قلبي إلى عدد الضحايا
لأنّي لا أراك فلستُ حَـيّا

حننتُ إليك حتى ذاب قلبي
وصَارَ هَواكَ في روحي مُقيمًا

فرشتُ لكَ النمارق من ضلوعي
وكنتَ لمهجتي ضيفًا كريما

سَكَبْتُ لَكَ القصائد مسك بوحي
رعَيْتكَ في سفوح القلب ريما

وربي مَا نَسِيْتُكَ طَرْفَ عِينٍ
وكنتَ الخافقي دوما نديما

.....

‏عَجَبًا لَهُ يَحتَلُّ قَلبِي كُلَّهُ
‏حَتَّىٰ إذَا ضَاقَ المَكانُ تَمَدَّدَا

‏فِي خِفَّةٍ يَنسَابُ بَينَ جَوَارِحِي
‏لَم أدرِ أين مَتَىٰ وَأنَّىٰ مَا عَدَا

‏أنِّي بهِ قَد صِرتُ خَلقًا آخَرًا
‏أو قُل بأنِّي قَد وُلِدتُ مُجَدَّدَا

......

رَأيتُ بِحُلمي إنّنا إلتَقينا
مُصَادَفةً حُلوةً فِي الزِّحَامْ

حَديثٌ قَصيرٌ جَرى بَينَّنا
سُؤالٌ عَنِ الحَالِ ثُمَّ سَلامْ

وإمّا العُيونُ فَقالَت كَثيرًا
وَأزهَرَ قَلبي لِوِقعِ الكَلامْ

فَليتَ اللِقاءَ يَكونُ يَقينًا
وَليتَ الفِراقَ حَديثُ المَنامْ

.....

‏يا نشوة الروح يا روحي وريحاني
يا من محبتها عشقي وإدماني

يا من رسمت في ذهني ملامحها
حتى أراها في سري وإعلاني

إذا دنى خيالها ظلا يلازمني
وإن غاب طيفها يغفو بأجفاني

......

أرحتُ قلبي من الهوى زمنًا
فارتاحَ بالي وبِتُّ الّليلَ مُرتاحا

.....

عجز الكلام عن الكلام
والنور اطفاءة الظلام

والأمن أصبح خاءفا
والنوم يرفض أن ينام

والصدر أصبح في الورى
والخلف أصبح في الامام

والشمس باردة تخاف
الحر تخبا في الغمام

البردوني

خرَجنا ثائرينَ نُريد ُ شَهْداً
فكان الجوعُ خبزَ الثائرينا

وأَتْلفنا دفاترنا لنحظى
بآيبادات مثل العالمينا

وغيّرنا شرائحنا مِراراً
مَحونا الذاكراتِ كما مُحينا

صرخنا اْرحلْ فلم يرحلْ ولكنْ
تراحلنا فكُنّا الرّاحلينا

تدافعنا تساقينا كؤوساً
من الوهمِ الذي منه استقينا

فكان الكأسُ يبلغُ في التلاحي
كؤوساً جذرُها في الأندرينا

جهِلْنا جهْلَنا المُعتادَ حتى
تجاوزنا حدودَ الجاهلينا

ومزّقنا الذي قد كان شيئاً
يسيراً يسترُ العوراتِ فينا

فزالَ السترُ وانكشفت كما لو
بدَت أسنانُ من ضحكوا علينا

خلعنا من خلعنا يومَ شؤمٍ
مع المخلوع خلْعَ المفلسينا

تخالعنا فقال النّاسُ قومٌ
تمادوا فوق حُمقِ الخالعينا

وجرّفنا ودمّرنا وجئنا
بعاهاتٍ أحالتنا عجينا

فليت الأمسَ يرجعُ نصفَ يومٍ
نثورُ على جميعِ الثائرينا

جلال القباطي