هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا ويَح أُمك كم لبثتِ ببطنها
‏فلقد صُعُقتِ من الجمالِ المُبهِرِ

‏فالحسنُ هذا لا اظنُ بأنهُ
‏قد صِيغَ يا عمري بتسعةِ أشهُرِ

.....

مازالَ صوتُكِ في ثنايا مَسمعِي
والشُوق في صدري يُفتت أَضلُعِي

والله إنّ الشّوق فاق تحمّلِي
يا شُوق رِفقاً بالفؤادِ ألا تَعِي

حاولتُ أن أُخفي هواكِ وكُلّما
أخفيتهُ في القلبِ فاضت أدمُعِي

.....

لأَنكَ الضَّوءُ لا تَحتاجُ فَلسَفةً
ولا بَيانَ فقيهٍ في رُؤَى السُّننِ

أَحتاجُ نوركَ إيضَاحاً لقافيتي
بِقربكَ العَزْمُ لم يضعفْ ولم يَهُنِ

حسبِي ضِياؤكَ أطيافاً تَمرُ ضُحى
وفي الَمسا نَجمةً في أَوَّلِ الوسنِ

أَلوانكَ السَّبعُ لو في نَاظِرِي اكتملَتْ
بدتْ بغيرِ رِياءٍ أجْملَ الوَطنِ

.....

إذا بان الصباحُ ذكرتُ وجهاً
‏متى ماطلّ أشرق كالصباح

‏خذوا كلَّ الصباح لها وقولوا
‏صباحُ الخيرِ يا أحلى صباح

.....

أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ
وَأَعجَبُ مِن ذا الهَجرِ وَالوَصلُ أَعجَبُ

أَما تَغلَطُ الأَيّامُ فيَّ بِأَن أَرى
بَغيضًا تُنائي أَو حَبيبًا تُقَرِّبُ

وَيَومٍ كَلَيلِ العاشِقينَ كَمَنتُهُ
أُراقِبُ فيهِ الشَمسَ أَيّانَ تَغرُبُ

المتنبي

ما ليْ أَحِنُّ لِمَنْ لَمْ أَلْقَهُمْ أَبَدَا
وَيَمْلِكُونَ عَلَيَّ الرُّوحَ والجَسَدَا

إني لأعرِفُهُم مِنْ قَبْلِ رؤيتهم
والماءُ يَعرِفُهُ الظَامِي وَمَا وَرَدَا

وَسُنَّةُ اللهِ في الأحبَابِ أَنَّ لَهُم
وَجْهَاً يَزِيدُ وُضُوحَاً كُلَّمَا اْبْتَعَدَا

كَأَنَّهُمْ وَعَدُونِي فِي الهَوَى صِلَةً
وَالحُرُّ حَتِّى إذا ما لم يَعِدْ وَعَدَا

وَقَدْ رَضِيتُ بِهِمْ لَوْ يَسْفِكُونَ دَمِي
لكن أَعُوذُ بِهِمْ أَنْ يَسْفِكُوهُ سُدَى

.....

أرى بدرَ السماءِ فلا أُبالي
إلى نقصٍ يؤولُ أم اكتمالِ

وذاكَ لأنني شاهدتُ أنثى
تربَّعَ حُسْنُها فوقَ الجمالِ

وجبْراً للخواطرِ لستُ أنفي
بأنَّ البدرَ محمودُ الخصالِ

.....

حَدِث خَيَالكَ عَمن أَنتَ تَهْوَاهُ
عَسَى بِطَيفٍ مِنَ الأَحلَامِ تَلْقَاهُ

.....

‏أحبّك كَيف لا تسأل
‏فَهذا الردّ قد يخذل

‏أحبّك مِلئ ما وسِعت
‏سَماواتي وما تَحمل

‏أحبّك عدّ ماء البحرِ
‏والشلّال والجَدول

‏أحبّك حينَما تأتي
‏بملء السّعد أو تُقبل

‏أحبّك حينما تمضي
‏بملء الشوقِ أو ترحل

‏أحبّك دُون قيدٍ قد
‏يقيّد حبّك الأجمَل

‏أحبّك قدر ما اتسَعت
‏فضَاءاتي فهل أُكمِل

.....

شيّدتُ قصرًا من الكتمانِ أسكنُهُ
بينَ المجازِ وتحريفِ العباراتِ

وحينَ طافتْ على الذكرى أماكِنُنَا
تفجّر الشوقُ وانهارتْ مَجازاتي

.....