هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لا تُسْتَطَابُ حياةٌ ليسَ يَمْلَؤُهَا
حُبُّ وعِشْقُ وَإِخْلَاصٌ وإِيْمَانُ

مَا نَفْعُ قَوْمٍ مِنَ الإِحِسْاسِ قَدْ عُدِمُوا
ولَمْ يُهَزَّ لَهُمْ فِي الحُبِّ شِرْيَانُ

مَا قِيمَةُ المَرْءِ إِمَّا خَانَ صَاحِبَهُ
أَحْقِرُ بِمَنْ غَدَرُوا بِالنَّاسِ أَو خَانُوا

يا بِئْسَ مَنْ لم يَكُنْ بِاللَّهِ ذَا صِلَةٍ
ولَمْ يَؤَثرْ بِهِ وَعْض وقُرْآنُ

.....

إِنِّي شَيْسَتْ مِنَ الْعَطُورِ جَميعُها
وَعَرَفَتْ أَطَيبُها عَلَى الإِخْلَاقِ

كل العطور سينتهي مَفْعُولُهَا
وَيَدُومُ عَطَرُ مَكَانَ الْأَخْلَاقِ

.....

سَرى لَيْلاً خَيالٌ مِنْ سُلَيْمى
فأَرَّقَني وأصْحابي هُجُودُ

فَبِتُّ أُدِيرُ أَمْرِي كلَّ حالٍ
وأَرْقُبُ أَهْلَها وهُمُ بعيدُ

عَلى أَنْ قَدْ سَما طَرْفِي لِنارٍ
يُشَبُّ لها بذِي الأَرْطى وَقُودُ

حَوالَيْها مَهاً جُمُّ التَّراقي
وأَرْآمٌ وغِزْلانٌ رُقُودُ

نَواعِمُ لا تُعالِجُ بُؤْسَ عَيْشٍ
أَوانِسُ لا تُراحُ وَلا تَرُودُ

يَزُحْنَ مَعاً بِطاءَ المَشْيِ بُدّاً
عليهنَّ المَجاسِدُ والبُرُودُ

سَكَنَّ ببلْدَةٍ وسَكَنْتُ أُخرى
وقُطِّعَتِ المواثِقُ والعُهُودُ

فَما بالي أَفِي ويُخانُ عَهْدِي
وما بالي أُصادُ وَلا أَصِيدُ

.....

إنّ اللياليَ قَد قَالت وَقَد صَدقَت
‏إن الجراحَ جِراحُ الروحِ لا الجسدِ

.....

ويكتب اللهُ خيراً أنت تجهلـهُ
وظاهرُ الأمرِ حرمانٌ من النعـمِ

ولو علمت مـراد الله من عِـوضٍ
لقلتَ حمداً إلـٰهي واسع الكرمِ

فسلّم الأمرَ للرحمـٰن وارضَ بـهِ
هو البصيرُ بحالِ العبد من ألمِ

.....

إذا ما الرِّزْقُ شَحَّ عليكَ يومـًا
وَشاحَ بوجهِهِ في السُّؤْلِ عَبْدُ

وَضـاقَ عليكَ في دُنياكَ عَيْشٌ
وكلُّ النـّاسِ عن عينيكَ صَدّوا

فَلا تَطرُقْ لِمَنْ تركوكَ بابـًا
فعندَ اللهِ بابٌ لا يُسَدُّ

إذا غَمِضَتْ عيونُ النـّاسِ ليلًا
وَأَكْحَلَ بالأسى جفنيكَ سُهْدُ

فَفي الثُّلثِ الأخيرِ من الليالي
تَوَضـّأْ وَادْعُ إنَّ القُرْبَ سَعْدُ

وَناجِ اللهَ فـي قلبٍ سليمٍ
بِدَمْعٍ من عُيــونِكَ يُسْتَمَدُّ

فَكُلّ خَبيئَةٍ للعبدِ فَوْزٌ
وأثمنُها بِلَيْلِكَ مـا تَعدُّ

سَتَقطِفُ بالدُّعاءِ رحيقَ وَصلٍ
فَحَبلُ اللهِ فــي شَهْدٍ يُمَدُّ

ويأتي الرّزقُ مَحفوفـًا بخيرٍ
وعندَ اللهِ رزقُكَ لا يُعَدُّ

.....

أوَ كلُّ من لفَّ العمامةَ والتَّحى
وأطالَ سجدةَ سهوه علّامُ

إنَّ الفقيهَ هوَ الفقيهُ بفعلِهِ
ليسَ الفقيهُ بنُطقهِ ومقالِهِ

وكذا الرئيسُ هوَ الرئيسُ بخلقهِ
ليسَ الرئيسُ بقومهِ ورجالِهِ

وكذا الغنيُّ هوَ الغنيُّ بحالِهِ
ليسَ الغنيُّ بملكهِ وبمالِهِ

....

‏ما عادَ يُجدِي فِي الحَياةِ عِتابُ
فَالقَلبُ مُضنىً والشُعورُ مُصابُ

وسِنينُ عُمرِي قَد ترنّحَ خَطْوُها
تَمضِي وفِي طرَفِ الطريقِ سَرابُ

مِن أينَ تَأتِي راحَتِي فمَشاعِري
ظَمأى وحَولِي سُدّتِ الأبوابُ

إنّي بَذلتُ الحُبَّ نَبضًا طاهِرًا
أسَفِي عَلى مَن خَيّبوهُ وَخابُوا

.....

ولو كنت مثلي في الغرام متيما
لكنت لحالي في المحبة ترحم

فكم قد شكوت الهم والوجد والهوى
اليك فلم تفهم كأن ليس تفهم

أحق إذا أشكو الجوى لا تجيبني
وتهجرني ظلماً وما أنا مجرم

.....

‏سأعودُ مُعتَذِراً لأنّيَ طيّبُ
وتضمُّنِي فرحاً لأنّك أطيَبُ

ونعودُ نهزم بالوصالِ عناءَنَا
من ذا يطيقُ الدَّهرَ وهْوَ مُقَطِّبُ

أَرَأيتَ كيف الحُزنُ أرهَقَ روحنا
والبعدُ أرَّقَنَا بليلٍ يُسهِبُ

إنّا سنرجِعُ بالوِصالِ أحبةً
وقلوبنا بعد التباعُدِ أقرَبُ

.....