هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

قال المتنبي كنتُ إذا دخلت على
كافور أنشده يضحك إلي
ويبش في وجهي إلى أن أنشدته :


ولما صار وُدُّ النَّاسِ خِيًّا
جزيت على ابتسام بابتسام

وصِرْتُ أشك فيمن أصطفيه
لعلمي أنه بعض الأنام


قال فما ضحك بعدها في وجهي
إلى أن افترقنا فعجبت من فطنته وذكائه

فلا تحسبي أنَّ الغريبَ الَّذي نأى
ولكنَّ مَنْ تَنْأَيْنَ عنهُ غَرِيبُ

الاحوص

أيا غافرَ الذنبِ العظيمِ وساترَهْ
ويا مَن له ذلّت رقابُ الجبابرَهْ

فعلتَ بنا مِن أولِ الأمرِ كلِّه
جميلا فأتبِعْ أولَ الأمرِ آخرَهْ

محمد الديماني الموريتاني

‏كانَ المأمون يتنقّل كثيرًا في داره من مكان إلى مكان ويُنشد قولَ أَبي العتاهية:

لَا يُصْلِحُ النفسَ ما دامتْ مُدَبّرَةً
إلَّا التنقّل من حالٍ إلى حالِ

‏ولستُ أجحدُ بِرًّا مِن أخي كرَمٍ
هيهاتَ استرُ شيئًا ليس ينسَترُ

محمد بن حمير الهمداني

‏إِذَا الأَمْسُ لَمْ يُرْجِعْ فَإِنَّ لَنَا غَدًا
نُضِيِءُ بَهِ الدُنْيَا وَنَمْلُأهَا حَمْدًا

إيليا أبو ماضي

نظر عمر بن أبى ربيعة
إلى فتى من قريش يكلم امرأة
في الطواف فعاب ذلك عليه
فذكر أنها ابنة عمه فقال
ذلك أشنع لأمرك قال:
إني خطبتها إلى عمي
وإنه زعم أنه لا يزوجني حتى أصدقها أربعمائة دينار وأنا غير قادر على ذلك وذكر من حاله وحبه لها فأتى عمر عمه فكلمه في أمرها فقال:
إنه مملق فزوجه وساق عمر عنه المهر
وكان عمر حين أسن يعني كبر في السن
حلف ألا يقول بيتا إلا أعتق رقبة
فانصرف إلى منزله يحدث نفسه فجعلت جاريته تكلمه ولا يجيبها فقالت: إن لك لشأنا وأراك تريد أن تقول شعرا
فقال:

تقول وليدتي لما رأتني
طربت وكنت قد أقصرت حينا

أراك اليوم قد أحدثت أمرا
وهاج لك الهوى داء دفينا

وكنت زعمت أنك ذو عزاء
إذا ما شئت فارقت القرينا

لعمرك هل رأيت لها سميا
فشاقك أم لقيت لها خدينا

فقلت شكا إلى أخ محب
كبعض زماننا إذ تعلمينا

فقص على ما يلقى بهند
فذكر بعض ما كنا نسينا

وذو الشوق القديم وإن تعزى
مشوق حين يلقى العاشقينا

فكم من خلة أعرضت عنها
لغير قلى وكنت بها ضنينا

أردت بعادها فصددت عنها
وإن جن الفؤاد بها جنونا

ثم دعا تسعة من رقيقه فأعتقهم.

يا مَن غَدَوتُ بِهِ في الناسِ مُشتَهِراً
قَلبي عَلَيكَ يُقاسي الهَمَّ وَالفِكَرا

إِن غِبتَ لَم أَلقَ إِنساناً يُؤَنِّسُني
وَإِن حَضَرتَ فَكُلُّ الناسِ قَد حَضَرا

ابن زيدون

فَليَحرِقُوا كُلّ النَّخِيلِ بِسَاحِنا
سَنُطِلُّ مِنْ فَوقِ النَّخيلِ نَخيلا

فَليَهدِمُوا كُلَّ المَآذِنِ فَوقَنا
نَحنُ المَآذِن فَاسمَع التَّهلِيلا

نَحنُ الّذينَ إذَا وُلِدنَا بُكرَةً
كُنّا عَلَى ظَهرِ الخُيولِ أصِيلا

.....

ولِأنَّ بَعضَ الحَالِ يصعبُ شَرحهُ
آثَرتُ صَمتًا والسُّكُوتُ مريرُ

.....