هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا من يُعلمني نحواً وتَوريةً
تعال أخبِرْكَ ماذا يَصنع البَدلُ

لا تحسبِ الأرضَ عن إنجابِها عَقِرت
مِن كُلِّ صَخرٍ سَيأتي لِلفِدا جَبَلُ

فالغصنُ يُنبتُ غصناً حين نقطعه
والليلُ يُنجبُ صبحاً حين يَكتملُ

ستمطر الأرضُ يَوماً رغم شِحّتِها
ومِن بطونِ المآسي يُولَدُ الأملُ

البردوني

رَبُّوا البناتِ على الفضيلةِ إِنها
في الموقفينِ لهنَّ خيرُ وثاقِ

وعَليكمُ أن تستبينَ بناتكمْ
نورَ الهدى وعلى الحياءِ الباقيْ

.....

‏رَأَيْتُ جَمِيلاتِ الزَّمَانِ وَلَمْ أَزَلْ
‏أُقَارِنُ حَتَّى علّمَتْنِي تجَارِبي

‌‏فَأَدْرَكْتُ أَنَّ الحُسْنَ فِي طُهْرِ حُرَةٍ
‏تَخَافُ مِنَ الرحْمَنِِ سُوءَ العَوَاقِب

.....

‏إذا أصبحتَ مُنشرحًا هنيّا
‏وصوتُ الفألِ قد بلغ الثُّريَّا
‏
‏فسبِّح فالِقَ الإصباحِ شُكرًا
‏بأن بعثَ الصّباحَ بنفسجيّا

ما أعذب الصبح إن كانت قوافينا
تمحو من القلب يأساً كاد يؤذينا

هذا هو الصبح قد لاحت بشائره
كي يجعل الفأل نوراو مشرقاً فينا

.....

علم فؤادك أن الحسن منبعـه
نفس بإشراقها تحلو سجاياها

ترى الوجود جميلًا أينما ذهبت
كأنما هذه الدنيــا مراياهــا

.....

بين الأحبةِ كم قولٍ أعدناهُ
ولا نملُّ لَأنَّ القلبَ يهواهُ

طرائفُ الأمسِ نهوى اليومَ نكهتَها
نُعيدُ طرفتَنا والْأُنْسَ نحياهُ

.....

أنا مِـن تُرابٍ ومـاءْ
خُـذوا حِـذْرَكُمْ أيُّها السّابلةْ

خُطاكُـم على جُثّتي نازلـهْ
وصَمـتي سَخــاءْ

لأنَّ التُّرابَ صميمُ البقـاءْ
وأنَّ الخُطى زائلـةْ

ولَكنْ إذا ما حَبَستُمْ بِصَـدري الهَـواءْ
سَـلوا الأرضَ عنْ مبدأ الزّلزلةْ

سَلـوا عنْ جنونـي ضَميرَ الشّتاءْ
أنَا الغَيمَـةُ المُثقَلةْ

إذا أجْهَشَتْ بالبُكاءْ
فإنَّ الصّواعقَ في دَمعِها مُرسَلَهْ

أجلً إنّني أنحني
فاشهدوا ذلّتي الباسِلَةْ

فلا تنحني الشَّمسُ
إلاّ لتبلُغَ قلبَ السماءْ

ولا تنحني السُنبلَةْ
إذا لمْ تَكُن مثقَلَهْ

ولكنّها سـاعَةَ الانحنـاءْ
تُواري بُذورَ البَقاءْ

فَتُخفي بِرحْـمِ الثّرى
ثورةً مُقْبِلَـهْ

أجَلْ إنّني أنحني
تحتَ سَيفِ العَناءْ

ولكِنَّ صَمْتي هوَ الجَلْجَلـةْ
وَذُلُّ انحنائـي هوَ الكِبرياءْ

لأني أُبالِغُ في الانحنـاءْ
لِكَي أزرَعَ القُنبُلَـةْ


احمد مطر

لو أنّ قلبَ سليمى مثل جانبها
‏جادت عليّ بوصلٍ غير مقطوعِ

لكنهُ الصّخرةُ الصماءُ أعرفهُ
‏هيهات لا عطشي يغني ولا جوعي

سالم الخولاني

أَلا نَحنُ في دارٍ قَليلٍ بَقائُها
سَريعٍ تَدانيها وَشيكٍ فَنائُها

تَزَوَّد مِنَ الدُنيا التُّقى وَالنُّهى فَقَد
تَنَكَّرَتِ الدُنيا وَحانَ انقِضاؤُها

غَدًا تَخرَبُ الدُنيا وَيَذهَبُ أَهلُها
جَمِيعًا وَتُطوى أَرضُها وَسَماؤُها

وَمَن كَلَّفَتهُ النَّفسُ فَوقَ كَفافِها
فَما يَنقَضي حَتّى المَماتِ عَناؤُها

تَرَقَّ مِنَ الدُنيا إِلى أَيِّ غايَةٍ
سَمَوتَ إِلَيها فَالمَنايا وَراؤُها

أبو العتاهية