هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

صبَاحٌ يكتسي أمَلاً وبشرا
ويبعثُ وجهُه الأنوارَ نهْرَا

بحَمدِ اللهِ سبّحَ كلُّ شيء
وضَاعَ الثغرُ بالأذكار عِطرَا

فلا تلقَ الصبَاحَ على هُمُومٍ
فكم شاهدتَ بعدَ العُسرِ يُسْرا‎

.....

عَلَىٰ نَغَمِ الصَّبَاحِ تُفِيْقُ رُوْحٌ
وَتَرْجُو أَنْ يَفِيْضَ نَدَىً عَلَيْهَا

تَكَادُ تَذُوْبُ فَوْقَ يَدَيْهِ شَوْقاً
وَكَمْ بَانَ الظَّمَا مِنْ مُقْلَتَيْهَا

صباح الخير أَعْذَبُ مَا يُغَنَّىٰ
فَيَشْرَبُ كُلُّ مَنْ يُصْغِيْ إِلَيْهَا

.....

افتش الناس بحثا عن شبيهتها
فالله يخلق بين الناس اشباها

عبثاً احاول يامن ليس يشبهها
الا سواها فليت الروح تفداها

.....

قالتْ سَألْتُكَ بالّذي رفَعَ السَّما
أتُحِبُّني أمْ كانَ حُبُّكَ مُفْتَعَلْ

أقَصَدتَني في كُلِّ بَيْتٍ صغتَهُ
في كلِّ شَطْرٍ أوْ مَقالٍ مُرتَجَل

فَرَدَدتُ أنْشِدُ في هَواها قَصائِداً
وكَتَبْتُ في عَيْنَيْها أبْياتَ الغَزَلْ

قالَتْ تَمَهَّلْ في الكِتابَةِ إنَّني
أخْشى عَلى قَلْبي الرَّقيقِ مِنَ الفَشَل

قُلْتُ الهَوى عَهْدٌ سَيَبْقى بَيْنَنا
لنْ يَعرِفَ التَّغييرَ أوْ فَنَّ الدَّجَل

قالَتْ فَدَيْتُكَ كَمْ أحِبُّكَ يا أنا
وتَبَسَّمَتْ والوَجْهُ يَعلوهُ الخَجَل

وتمايَلَتْ كالبانِ فَوْقَ قَصائِدي
قالتْ فَزِدني مِنْ جَميلِ المُرتَجَل

فَتَسارَعَ الحَرفُ الرَّقيقُ على فَمي
كَخَليَّةٍ فاضَتْ بِقَطَراتِ العَسَل

فَتَلَعثَمَتْ خَجَلاً وقالَتْ إنَّني
يَكْفي فُؤادي القَليلُ مِنَ الجُمَل

.....

أنا لو يشر قلمي إلى كبد السماء
لتساقطت من فلكها الأقمار

وأكاد أنتظم السماء قصيدة
تشدو بها الاجيال والأعصار

واخط في نحر الشموس قوافيا
لتدل عن تاريخنا الاثار

واكاد اختزن الكواكب في فمي
لتضيئ فكري عندما احتار

والشعر ما استنشقت من نفحاته
ارضي وفاح نسيمه المعطار

.....

إذا تبدل قلبًا كنت تألفه
فأرفق به لا تزد في اللوم والعتب

من جار في البعد فالأشواق ترجعه
لو يصدأ القلب يبقى الشوق كالذهب

.....

إِنْ يحسدوني فإِني لا أَلُومهمُ
قبلي من الناس أَهلُ الفضلِ قَد حسدوا

فدام لي ولهم ما بي وما بهمُ
ومات أكثرهم غيظًا بما يجدُ

أنا الذي يجدوني في صدورهمُ
لا ابتغي صدراً منها ولا أردُ

وما أُؤمّلُ مِن أَمر يسوؤُهمُ
إِلّا وعندي لَهُم من مثلهِ مَدَدُ

بشار بن برد

أَفاطم لو شهدتِ ببطن خبتٍ
وقد لاقى الهزبر أخاكِ بشرا

إذن لرأيتِ ليثاً رام ليثاً
هزبراً أَغلباً لاقى هزبرا

يدل بِمخلبٍ وبحد نابٍ
وباللحظاتِ تحسبهن جمرا

وأَنتَ تريد للأشبال قوتاً
ومطلبي لبنتِ العمِّ مهرا

وفي يمناي ماضي الحدّ أَبقى
بضرب قراع الخطبِ إِثرا

أَلم يبلغكَ ما فعلت ظباهُ
بكاظمةٍ غداة لقيتُ عمرا

نصحتك فالتمس يا ليث غيري
طعاماً إِن لحمي كان مُرا

فلما ظن أَنّ الغش نصحي
وخالفني كأنّي قلت هجرا

فمشى ومشيت من أَسدين راما
مراماً كان إذ طلباه وعرا

هززت له الحسام فخلت أَنّي
شققتُ به لدى الظلماء فَجرا

فخرَّ مضرجاً بدم كأني
هدمت به بِناء مشمخرا

وقلت له يعز عليَّ أَني
قتلت منافسي جلداً وقهرا

ولكن رمت شيئاً لم يرمه
سواك فلم أُطق يا ليث صبرا

فلا تجزع لقد لاقيت حراً
يحاذر أن يعاب فمت حرا

عمرو بن معد يكرب

ويهل صوتك كالضياء يهزني
ويدق بابي موقظا أفراحي

فتسافر ألأشواق بين جوانحي
ويضيء همس شذاك ليل صواحي

وتحلقين على مشارف أحرفي
نغماً يشكل بسمتي ونواحي

فاذا نأيت بكت عليك محابري
وشكت عيون الليل فيك جراحي

أدمنت عمق الحزن في عينيك
وجمعت أقداري علي كفيك

أين الطريق إلى ذراك وكيف لي
بهنيهة أرتاح بين يديك

طال الغياب علي فؤاد معذب
حيران مهجته تذوب عليك

فيم انتظاري والضياع يلفني
أنأى فيثنيني الحنين إليك

لاشيء يطفىء نار حبك في دمي
الا أوار النار في شفتيك

قد كان حبك في ضباب زماني
قبساً يقيني شقوة الأحزان

ويضيء أوردتي شموخك في دمي
فأتيه في ألق على أقراني

وأسير فوق الشوك يحملني الهوى
وسناك في عيني وفي وجداني

.....

‏جفاءُ البُعدِ قد بَانا
ولم أنساكَ أحيانا

فليسَ سواكَ يسكنني
بما يأتي وما كانَ

ملاكٌ في سِماكَ أرى
ولو حسِبوكَ إنسانا

فَمَن قال الجوى وهمٌ
كفى بالدّمع برهانا

صبرتُ كصبْرِ يَعقوبٍ
فأينَ قميصُكَ الآنا

.....