هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ومَا لكَ مَنْ تُنَاجِي يا فُؤادِي
سِوى ربٍّ رَحيمٍ بالعِبَادِ

يقولُ لِعَبدِهِ إنِّي قَرِيبٌ
أُجِيبُ دُعاءَ عَبدِي إذْ يُنَادِي

.....

مِن التواصلِ ما يُجلى به البصرُ
وما تظلُّ له الأرواحُ تنتظِرُ

علمٌ وفنٌّ تلاقتْ في خمائلِهِ
مواهبٌ حينَ طابَ الظلُّ والثمرُ

ومِنهُ ما يُرهِقُ الأرواحَ حين ترى
مالا يطِيبُ تساقتْ كأسَهُ البشَرُ

طوبى لِمَن عفَّ منه اللفظُ وانسكبتْ
كالشّهدِ أحرُفُهُ تحلو بها الصّوَرُ

.....

إنْ يختلفْ ماءُ الوِصال فماؤنا
عذبٌ تحدَّرَ من غمام واحدِ

أو يفترقْ نسبٌ يؤلّفْ بيننا
أدبٌ أقمناه مَقامَ الوالدِ

‏أبو تمام

قَرُبت شعَائره وزَادَت بَهجتي
رَمضانٌ بي شوقٌ إليكَ كَـبـيـرُ

اللهم بلغنا رمضان وتقبله منا

وأُكرم نفسي أن أُضاحك عابسًا
وأن أَتلقـَّى بالمديح مُذمَّما

وإني لراضٍ عن فـتًى متعففٍ
يروح ويغدو ليس يملك درهمًا

يبيتُ يراعِي النجم من سوءِ حالِه
ويصبحُ طلـقا ضاحكا متـبسّما

ولا يسأل المُثرين ما بأكفِهم
ولو مات جُوعا عِفـَّةً وتكرُّما

القاضي الجرجاني

لا أَركَبُ الأَمرَ تُزري بي عَواقِبُهُ
وَلا يُعابُ بِهِ عِرضي وَلا ديني

كَم مِن فَقيرٍ غَنِيِّ النَفسِ تَعرِفُهُ
وَمِن غَنِيٍّ فَقيرِ النَفسِ مِسكينِ

عروة بن أذينة

ودّعت لم تخبُر فؤاديَ مرةً
‏من لي إذا كسرَ الفراق ذراعي

‏ودعتني يا من بليتُ بفقدهِ
‏قد كنتَ قبلًا لا تطيقُ وداعي

‏واليوم أمضي والحيـاةُ تشدّني
‏وأخوضُ بحرًا كنتَ فيهِ شراعي

‏أَسكنتُ كلّ الناسِ أغلفةَ الهوى
‏وبقيتَ وحدك من سكنتَ بقاعي

.....

ولو خيرت في وطن
لقلت هواك أوطاني

ولو أنساك ياعمري
حنايا القلب تنساني

اذا ماضعت في درب
ففي عينيك عنواني

.....

تُحبّكَ روحي والفؤادُ ومُهجتي
والقلبُ يعزفُ بالأشواقِ ألحانا

أمشي إليكَ وحبّي فيكَ يسبقني
فيضيءُ دربيَ بالأنوارِ ألوانا

في الصدرِ شوقٌ هدَّ مني أضلعي
فكأنَّ جوفي أوقَدت بركانا

وكأنَّ في عمقِ الحنينِ نهايتي
ولديكَ أرجو إذ تشاءُ أمانا

.....

إنّ القلوبَ وإن طالَ البِعادُ بها
يوماً ستُرجِعُها الذكرى لماضيها

تعودُ في لهفةٍ والشوقُ يغمُرُها
ولوعَةُ الحُبّ تسري في مآقيها

رِفقاً بها لا تلوموها على زمَنٍ
مضَى بآلامهِ فالّلومُ يؤذيها

لولا الوفاءُ وحُسنُ الظنّ ما رجَعَتْ
عطشى تحِنّ لمن يحنو ويرويها

ماقيمةُ الحُبّ إلّا في مُسامَحةٍ
تشفي القلوبَ وتُحيي كلّ مافيها

.....