هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏قالت أنا لا أعرف الأوزانا
وأريدُ مِثلكَ بالقصيدِ لسانا

قلتُ: انطقي ما شئتِ فهو بلاغةٌ
سيفيضُ حرفكِ رقةً وبيانا

ما قلتِ من قولٍ فموزونٌ على
بحرَ الجمال ويشبهُ الألحانا

.....

‏وزينةُ المرء بينَ النَّاسِ منطِقهُ
‏نصفُ الجمالِ بِلين القولِ معقودُ

.....

وإذا إلتَقت عينُ الخَليلِ خَليلُها
وَسَطَ الحُشودِ فليسَ للنُطـقِ ثمَنُ

تَكفي تعابيرُ الوجُوهِ كَأنها
أنهارُ شَوقٍ فَاضَ من كُثرِ الشَجنِ

.....

قَرُبت شعَائره وزَادَت بَهْجتي
رَمضـانُ بي شـوقٌ إليكَ كَبيرُ

اللهم بلغنا رمضان وتقبله من

ما كنت من اهل الغرام وحزبه
حتى رمتني صدفة عيناه

فبرئت في زمن خلا من حبه
وزهدت في كل الانام سواه

واقمت ما فرض الغرام وأهله
وبذلت عمري كي انال رضاه

عن حسنه ما مال قلبي لحظة
حتى غدت في مهجتي سكناه

يا ساعة الوصل الجليلة أقبلي
فكم انا مستاق الى لـقياه

.....⁩⁦

ورفعتُ كفّي للإلهِ رجوتهُ
والروحُ مِن بينِ الحنايا مُثقلةْ

أخبرتُهُ أنّي حمَلتُ مِن الأسى
ما لا تُطيقُ مَدامِعي أن تحمِلهْ

فسَرتْ بروحي راحةٌ وسكينةٌ
لتقولَ لي إنّ البشائِرَ مُقبِلة

فاليُسرُ آتٍ والهمومُ ستنجلي
والعُسرُ فينا ليسَ إلّا مرحلة

.....

كل الدروب إلى لقائكَ أُغلقت
يا بؤسَ قلبٍ لا يراكَ تجيبُ

.....

‏هَل دمعُ عَينيكَ أفشَى مِنكَ خَافيةً
وهَل غَزاكَ الأسَى كاللَّيلِ مُجتَاحَا

وهَل تفرَّدتِ الذِّكرى بمَنْ رحلُوا
واستنسَختْ مِنهمُ الأوهَامُ أشبَاحَا

وهَل دَعوتَ أحبّاءً فما سَمعُوا
وكنتَ تَحسبُهمْ فِي الحُزنِ أفراحَا

لا بأسَ هَذا الذي تَشكُوه ضِقتُ بهِ
يَومًا وبُحتُ بهِ لله فانزاحَا

.....

يا ليلُ هل لي من هُدوئكَ قطعةً
أكسو بها قلبًا بهِ الهَمُّ اعتَلَجْ

قلبٌ كأنَّ اليُتمَ أفرَغَ بُؤسَهُ
فِيهِ بيأسٍ قد تعاظَمَ واختَلَجْ

هلَّا سكبتَ لهُ مُدام سكينةٍ
يلقى بها وجه الصباحِ إذا انبَلَجْ

.....

وبأنًّ إرضاءِ الإلهِ كرامَةٌ
وبأنَّهَا الغَايَة التِي لا تُترَكُ

فعَليكَ إدراكُ الذي في تركهِ
واللهِ تُشقَى تَخسَرَنَّ وتَهلكُ

إيّاكَ أن تسعَى لإدراكِ الذي
لا نَفعَ مِنهُ غيرَ أنكَ تُنهَكُ

.....