هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

فلا تحسبوا أني نسيت وجوهكم
وبالروح منها ساكن لا يغادر

سأحضنكم من بعد موتي امانياً
تهلُ على روحي بهن بشائر

واحمل أوطاني هواً وصبابة
فمن جحد الأوطان بالعهد كافر

وابعث كالناي الحزين بنغمة
تحدث عن حزني فتروي الدفاتر

وللموت في عين الغريب رسالة
يترجمها روح على البعد حائر

.....

ظّنوا بأني قد خلوت من الهوى
ما ابصروا قلباً عليك يهيمُ

نافقت حين تسائلوا عن حبنا
اظهرتُ كرهي والفؤاد متيمُ

.....

‏عَيْناكِ تُلْقي في المَجَازِ قَصيدةً
والـرِمْش جمهور يُصَفّقُ واقِفا

.....

أتظُنّ أنّي قد نَسيتُكَ لَحظَةً
‏أو أنّ طَيفُكَ راحمٌ غَفْواتِي

لا والذّي أعْطَى عُيونكَ سِحْرَها
‏ ما زلتَ تَحكمُ رَوحتِي وغَدَاتِي

.....

أَرى الدَهرَ وَالأَيامَ تَفنى وَتَنقَضي
وَحُبُّكِ لا يَزدادُ إِلّا تَمادِيا

قيس بن الملوح

مَضتَ الأيامُ على الأفنَانِ
كطائرَ يَصرَعُ في نَحبَه يعَاني

ما كانَ لليلِ الا أن يضنَيَني
أغَريَرٌ أنا طالبٌ بعضَ امَتْنانِ

انَطلِقُ إْلى احلامِ وهيَ تَّبعُدَني
كَسِيَر انا غارِقٌ بينَ الَحانَي

يقاتُلَنِي الزمانُ في كلِ حينٍ
ولَمْ يُعَرَف الَمَقتُلُ مْنَ الَجَاني

.....

وكتمْتُ آلام الحنين فأفصحَتْ
عيني وأنطقها الفؤادُ بأدمعي

الكلُّ يسمع في الوداع حنيننا
لكنّ أصدقه الذي لم يُسمعِ

ورجوتُ عيني أن تكفّ دموعها
‏يومَ الوداعِ نشدتُها لاتدمعي

‏أغمضتُها كي لاتفيضَ فأمطرت
‏ايقنتُ أنّي لستُ أملك مدمَعي

‏ورأيتُ حلماً أنني ودَّعْتُهم
‏فبكيتُ مِن ألم الحنين وهُم معي

‏مُرٌ عليَّ بأن أُودّعَ زائرًا
‏كيفَ الذين حملتُهُم في أضلُعي

.....

‏قالوا دواء الهجر هجرٌ مثله
جـازِ الذين نسوك بالنسيانِ

فـكّـرتُ ثم سألتهم متعجباً
أوكانَ تهجرُ ماءها العينانِ

.....

فَلا تَقتُليني بِالصُدودِ وَبِالقِلى
وَمِثلُكِ يا لَيلى يَرِقُّ وَيَرحَمُ

فَوَاللهِ إنّي فيكِ عانٍ وَعاشِقُ
أذوبُ غَرامًا فيكِ وَالحُبَّ أَكتُمُ

قيس بن الملوح

لقد فُضِّلتْ ليلى على الناس مثلما
على ألفِ شهرٍ فُضِّلَت ليلةُ القدرِ

قيس بن الملوح