هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وأزْعـــمُ أنَّ تـفـاحاً تـغَـنَّى
عـلى خـدِّين مـن وردٍ فَـتَنَّا

وأنَّ خـدودَهـا الـتـفاح بَــوحٌ
وأنَّ على اللمَى سَلوى ومَنَّا

فـقالتْ ألف شُكرٍ دمتَ خلاً
وشُـكراً مـنكَ فـيمَ قـلتَ عنَّا

أرَاكَ جُـنِنت يـا مَـن كُنْتَ صَبَّاً
كـقيسٍ فـي هوى ليلاهُ جُنَّ

أتـفاحٌ بـفصلِ الـصَّيف عـندي
فـهلْ تَـتَنَمَرَنّ وتـسخرنَّ

أجَـبتُ بلا وحـاشَا ثم كلا
فما قصدي الفواكهُ خِبتِ ظنَّا

وَمَـا أنَـا بـالذي يُـؤذِيكِ قـولاً
وَمَــا أنَــا بـالـذي يـتحَرَّشَنَّ

وإن مــع الـكِـناية حِـفـظَ مَـاءٍ
لِـوجهٍ قَـدْ يَـسيلُ إذا أبَـنَّا

فـنـركن لـلمجاز إذا اضـطررنا
ونُــدركُ أنَّ فــي الإخـفَاءِ فَـنا

ولـكـنِّي أردتُ سُــؤالَ نـحوٍ
وفـي الإعـرابِ تـفسيرٌ لَدُنَّا

لِــمَـاذا حِــيـنَ أعـرِبُـهُ بـضـمٍّ
كـمـفعولٍ بِــه لـلـنصبِ حَــنَّ

وحــيـنَ ضَـمَـمْتُهُ دُلَّا تَـنـاءَى
وزادَ دلالـــــه لــمَّــا تَــثَـنَّـي

لِـمَ الـتُّفاحُ منصوبٌ أمامي
وضَــنَّ بِـضَمَّةٍ بـالشَّوقِ ضَـنَّا

فَـجـئتكِ سـائـلاً إعـرابَ لـفظ
هلْ التّفاحُ يُعربُ اسم أنَّ

أحمد قنديل

قَلبي يُفتِّشُ بَاحِثاً عَن بَابهِ
عَن وَردةٍ حَمرَاءَ بَينَ كِتابهِ

عَن خُصلةِ الشَّعرِ المُمَيَّزِ لَونُها
عَن بَعضِ عِطرٍ عَالقٍ بِثيَابهِ

مَا زَالَ قَلبي يَقتَفي أَثَرَ الهَوَى
مُذْ بَاتَ مَصلُوباً عَلَى أَهدَابِهِ

.....

يا فاتني باللهِ ما أقساكَ
لو كانَ غيري عاشِقاً لَهَجاكَ

أعرضتَ عن قلبي السَّقيمِ تَعنُّتاً
يا ظالِمي لمّا إليه دَعاكَ

أهلكته بالنأي بَعدَ وِصالهِ
ورجعتَ تُشرقُ ثُمَّ غابَ لِقاكَ

مُتلاعِباً بالقلبِ أمْ متردِّداً
ما عدتُ أعلمُ ما مُرادُ مُناكَ

هل للعواذلِ قدْ غدوتَ مُصدِّقاً
أمْ أنَّ خوفكَ مِنْ غَدي ينآكَ

مَنْ قالَ خمري في هواكَ مُحرَّمٌ
من ذا بغيرِ جوازه أفتاكَ

لو أنّه ذاقَ الصبابةَ مرَّةً
لأباحهُ وعن الصُّدودِ نَهاكَ

لولا غَرامُكَ ما تحرَّكَ خافقي
ولمَا ذَرفتُ الدَّمعَ من نجواكَ

يا جاحِداً جُدْ بالوِصالِ تَكَرُّماً
جلَّ الّذي بالحُسنِ قد سَوَّاكَ

بعدَ الّذي قدْ كانَ منِّي يا تُرى
أتَعودُ تسألُ إنْ عَشِقتُ سِواكَ

.....

وجب الهوى لما رأيت عيونها
ورأيت منها أروع البسمات

ما شد أبياتي سوى آياتها
فكتبت شعرا رائع الأبيات

لما رأيت الحسن في كلماتها
أشرقت حتى أزهرت كلماتي

النور فيها ساكن في خدها
والورد والريحان في النسمات

.....

‏قالت جعلتُ فؤادي للهوى بلداً
وأنت حِلٌّ بهذا القلبِ والبلدِ

كل البلاد يهيمُ العاشقون بها
وأنتَ وحدكَ بين الناس في خَلَدي

.....

دقاتُ قلبي في هواكَ مواقدُ
‏وإليكَ ما أُخفي وما أنا واجدُ

‏لهفي عليكَ يكادُ يكسرُ أضلعي
‏ولديكَ شوقي راكعٌ أو ساجدُ

‏صِلْني حبيبي إنّ عشقي صادقُ
‏بل ألفُ عشقٍ بي وقلبي واحدُ

.....

يـا سـارقـا لـب الـفـؤاد أمـا ترى
جسدا تمادى فيك عشقا فانبرى

والــروح بـاتـت تـشتهيك كـانـك
عـطرا يفوح عـبيره بـيـن الـورى

فـورب هــذا الـثـغـر انـي غــارق
في حبه مـن بحره حتى الـثـرى

من من جموع العاشقين يـبلغـوا
من باع فيك حياته ومن اشترى

.....

‏وإذا البشائر لم تحِن أوقاتها
فلِحكمة عند الإله تأخرت

سيسوقها في حينها فاصبر لها
حتى وإن ضاقت عليك وأقفرت

وغداً سيجري دمع عينك فرحةً
وترى السحائب بالأماني أمطرت

وترى ظروف الأمس صارت بلسما
وهي التي أعيتك حين تعسرت

.....

‏ويوم لا أراك يضيق صدري
وتنهمر السواكب من العيون

وصالك جنتي وجفاك ناري
ومالي غير عطفك من معين

احمد شوقي

‏الشَّيبُ يَنهَضُ في السّوَادِ كأنّهُ
لَيْلٌ يَصِيحُ بجانبيهِ نَهَارُ

إنّ الشّبابَ لَرَابِحٌ مَنْ بَاعَهُ
وَالشَّيْبُ ليسَ لبائعيهِ تِجَارُ

.....