هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏قد قلتَ يومًا في المساءِ سنلتقي
‏تتعجّلُ اللقيا لكي لا أنتظر

‏ومضيتَ مبتعدًا تلوّحُ باسمًا
‏وأنا عيوني إليكَ تسترقُ النّظر

‏جاء المساءُ ببدرهِ لم نلتقي
‏قد طالَ حتّى اغتالَ من عُمري عُمر

‏ثق إنّني مهما يطولُ بنا المدى
‏سأظلُّ حيثُ وعَدتَ يومًا أنتظر

.....

‏يَاحَبِيبًا قَد طَالَ فِيِه سُهَادي

‏وَغَريبًا مُسافِرًا بفُؤادِي

‏سَوفَ تَلهُو بِنَا الحَيَاةُ وَتَسخَر

‏فَتَعَالَ أُحبُّكَ الآنَ أكثر

‏سَهَرُ الشَّوقِ في العُيُونِ الجميلة

‏حُلُمٌ آثَرَ الهوَى أَن يطِيلَه

‏وَحَديثٍ في الحُبِ إن لم نَقُلهُ

.....

‏يهون عليكَ بعدَ الهجر موتي
‏وقبلًا كنت تخشىٰ من فراقي

‏بربِّك ما الذي أنساك عهدًا
‏قطعناهُ علىٰ أملِ التلاقي

‏إذا أغناك عن حُبِّي حبيبٌ
‏فلا يُغني عناقٌ عن عناقي

‏ستشكو أدمعًا ستفيضُ دهرًا
‏وقلبًا إذ يئنُّ من اشتياقِ

‏فذُق بعض الذي ذاقته روحي
‏ومُت ندمًا فعدلُ الله باقِ

.....

‏يَا مَن سَقانِي كأسَ حُبِّه هَا أنَا
‏مَا بينَ وجدِي وأشتِياقِي والعنَا

‏ذُقتُ الهنَا حينَ التقينَا لحظةً
‏ومُنذ افتَرقنا لَا سُرورَ ولا هَنا

.....

يا سارق الأنفاس كيف عبثتِ بي
وانا الكتومُ الحاذقُ المتحذرُ

يا شاغِل العينينِ كيف سلبتنِي
ووقعتُ في محظُورِ ما أتحذرُ

يامالكًا قلبي كيف ملكتني
وانا الحكيم الحاكمُ المتحكم

.....

‏نطق الصباح برحمة الرحمنِ
‏من ذا الذي يرعاك أو يرعاني
‏
‏يا رب قلبي لا يشك للحظةٍ
‏أبدًا بأنك صاحب الإحسانِ

.....

‏يا هاجس الليل هل أدرگتَ مأساتي
أنا الغريق وهذا الليل مرساتي

أتيتُ نحوگ أيامي تطاردني
وأحرفُ الأمس تاهت حول أبياتي

بدايتي تنتهي والدرب ينگرني
طعمُ البداياتِ عندي گالنهاياتِ

على الخريطةِ لا سهمٌ يطاوعني
صار الشمال جنوباً من معاناتي

يا هاجس الليل أزماني مبعثرةٌ
لا اليوم يومي ولا الساعاتُ ساعاتي

خذني إليگ فوجه الصبح يقلقني
ياليلُ خذني وعرفني على ذاتي

طارق الدغيم

‏بعض الأمورِ وإن تبدو كنازلةٍ
‏يُخبّئُ الله فيها أعظمَ الفرَجِ

.....

وعن جمال لغة العيون قال ‌أحمد شوقي:

‏وإذا إلتقت عينُ الخليل خليلها
وسط الحُشود فليس للنطق ثمنُ

تكفي تعابير الوجوه كَأنها
أنهار شوقٍ فاض من كُثر الشجن

وقرأتُ في عينِ الملِيحةِ جملةً
إِعرَابها يَا أَنت إِنك موطني

لَا تفصحي بِالقول إنَّ عيونَنَا
في البَوح أَفْصحُ من كلامِ الأَلسنِ

أحلام المستغانمي