هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

قل للذي أحصى السنين مفاخرا
يا صاح ليس السرّ في السنوات

لكنه في المرء كيف يعيشها في
يقظة أم في عميق سبات

.....

فسلم الأمر واعط الصبر واجبه
فيما ترى من صروف الدهر والغير

فحيلة المرء في الأقدار ضائعة
فاشرب صفا هذه الدنيا على كدر

وقل لرايك والأشجان تزعجه
دعها سماوية تجرى على قدر

فربما استبعد الإِنسان مخلصه
منعقد حادثة تنحل في الأثر

لله بالعبد لطف لو فطنت له
ما بعد ومك طول الليل بالسهر

العسر واليسر مقرونان قد نزلا
لا يجمع الله بين العسر واليسر

أحسن بربك ظنا في الخطوب لا
يرعك حدة ناب الخطب والظفر

كم وقعة لصروف الدهر منكرة
جلا عجاجتها في لمحة البصر

فافزع إلى الله إن نابتك نائبة
فلست تجهل ما في دعوة السحر


ابن المُقري

أَشْكُوكِ أَمْ أَشْكُو إِلَيْكِ صَبَابَتِي
أَنْتِ الدَّوَاءُ وَمِنْكِ كَانَ الدَّاءُ

.....

ما كلُّ ما يتمناه المرءُ يدركُهُ
تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ

لا يَسلَمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذى
حتى يُراقَ على جوانبِهِ الدَّمُ

إذا رأيت نيوب الليث بارزة
فلا تظنن ان الليث يبتسم

إذا أنت أكرمتَ الكريمَ ملكْتَهُ
وإن أنت أكرمتَ اللئيمَ تمرَّدا

أعزُّ مكانٍ في الدُّنا سَرْجُ سابِحٍ
وخيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ

وما ماضي الشبابِ بِمُسْتَرَدٍّ
ولا يومٌ يَمُرُّ بِمستعادِ

ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلهِ
وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ يَنْعَمُ

ولم أرَ في عيوبِ الناسِ شيئًا
كنقصِ القادرينَ على التمامِ

شرُّ البلادِ مكانٌ لا صديقَ بهِ
وشرُّ ما يكسبُ الإنسانُ ما يَصِمُ

فلا مجدَ في الدنيا لمن قلَّ مالُهُ
ولا مالَ في الدنيا لمن قلَّ مجدُهُ

ومَن جَهِلتْ نفسُهُ قدْرَهُ
رأى غيرُهُ منهُ ما لا يرى

خليلُكَ أنت لا مَن قلتَ خِلِّي
وإن كثُرَ التجملُ والكلام

ومِن العداوةِ ما ينالُكَ نفعُهُ
ومِن الصداقةِ ما يَضُرُّ ويُؤْلِمُ

وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ
فهي الشهادةُ لي بأني كاملُ

مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهوانُ عليهِ
ما لجرحٍ بميِّتٍ إيلامُ

المتنبي

تصفد الحرف والأشعار عاكفة
وهاجسي في رحاب الله معقودُ

أنخت في بابه أرجو العطاء رضى
مالى سوى عفوهِ والجود مقصودُ

.....

مضت الثلث من الشّهر المباركْ
فهل أحسنتَ فيهنّ اختيارَكْ

وهل زاد الصيامُ تُقى فؤادٍ
بهِ صحّحتَ يا صاحِ مسارَكْ

إذا لم تجتهدْ فيها فعَجّلْ
تداركْ ما بقيْ منهُ تدارَكْ

فإنّ الشّهرَ مرتحلٌ عجولٌ
فبادرْ واجعل التّقوى شعارَك

بقلمي

‏ليسَ الصَّدِيقُ الَّذي تَعلُو منَاسِبُهُ
بَلِ الصّديقُ الذِي تَزكُو شَمائِلهُ

إِنْ رَابكَ الدّهرُ لم تَفشَل عَزَائِمُهُ
أو نَابكَ الهَمُّ لَم تَفتُر وسَائِلُهُ

.....

يا صومُ أبلغ من أحبُ سلامي
وانثر لها بالحب زهر كلامي

كي تطمئنَ صغيرتي أن النوى
لم يستطع في بعدها إرغامي

وبأن مساً من هواها لم يزل
يختالُ قي صحوي وفي أحلامي

يا صومُ قد أذعنت في فِطرْي لها
وتصرُّ أن تحتّل عرش صيامي

.....

‏رِفقًا بِمَن أوصى الحَبيبُ بِقَلبها
خيًرا، وخيرُ الناسِ مَن يُدْنِيها

هي كالزهورِ بِرَوضِها تهفو إلى
قلبٍ يرِقُّ وغيمةٍ تَرويها

هي غايةُ الإحساس، يجبُرُ روحها
بعضُ الحَنانِ، وبَسمةٌ تُرضِيها

مِعطاءَةٌ تروي القلوبَ بِحُبِّها
يا ليتَنا بصَنيعِها نجزِيها

أسَفي على مَن باتَ يُوجِعُ قلبَها
وغدا بكأسِ غُرورهِ يَسقيها

إنْ كانَ ربُّ الناسِ أكرمَ قدرَها
فعلامَ يُنكِرُهُ الذي يُشقيها!

أحسِن إليها والمكارِمُ جمّةٌ
فإذا عَجِزتَ فكُنْ لها كأبيها

إنّ الرِّجالَ مَواقِفٌ وأجلُّهُم
مَن يُكرِمُ الأنثى ولا يؤذيها

.....

إن أبْطأتْ غَارةُ الأرحام وابتعدَتْ
فأقرَبُ الشَيءِ مِنَّا غَارةُ اللهِ

يا غَارةَاللهِ جِدِّي السَّيْرَ مُسْرِعةً
فِي حَلِّ عُـقْدَتِنَا يا غَارةَ اللهِ

.....