هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

نُجالسُ الليلُ والأفكارُ تسرقُنا
نُخاطب النجمَ حيناً كي يُسلينا

أماتَ الحُب أم مُتنا بهِ ألمًا
وهذا الشوقُ هل للحبَّ يهدينا

وهل للوعدِ حقٌ قد يعودُ بهِ
عناقُ الدفءِ أو ذِكرى تلاقينا

.....

يا سارق الأنفاس كيف عبثتِ بي
وانا الكتومُ الحاذقُ المتحذرُ

يا شاغِل العينينِ كيف سلبتنِي
ووقعتُ في محظُورِ ما أتحذرُ

يامالكًا قلبي كيف ملكتني
وانا الحكيم الحاكمُ المتحكم

.....

الزهر ينبت بعد الرعد والمطر
وظلمة الليل تُحلي طلة القمر

فاصنع من الحزن جسرا للعبور به
نحو السعادة وسط الهم والكدر

واعلم بأن سواد العين يجعلها
وسط البياض محل الحسن والبصر

فجرعة الماء لا تحلو بلا ظمأ
وذروة الشوق لا تأتي بلا سفر

وابذر من الخير ِ ما لا ترتجي ثمراً
يأتيك في يوم ضيق ٍ اطيبُ الثمر

.....

‏أما كفاني ما ألقاهُ مِن زمني
حتى أُغالِبَ فيكَ الشوقَ والزمنا

الرافعي

ألا يا نسيـم الفجر سلـم علـى فـجـري
فقد غاب في الليل الطويل من الهجر

تـضـيءُ الـلـيـالـي بالـنـجـوم وبـدرهـا
وَ ليلُ الجفـا من غـيـر نـجـم ولا بــدر

.....

أدعوكَ يا ربِّي وقلبي مُوقنٌ
أنَّ الدُّعاءَ يُغيِّرُ الأحوالا

لمَّا عرفتكَ قد نجوتُ بسَجدةٍ
وأنا الذي ظَنَّ النَّجاةَ مُحالا

.....

عُبَيدُكَ يا مولاي أَدرِكُه إنَّهُ
وحيدٌ فريدٌ والزَّمانُ شديدُ

وقد ذهبتْ أيامُهُ وتَنكَّرت
عليه أمورٌ واضطَرَبنَ عُهودُ

.....

‏قُل لي صباح الخير أو سلِّم بها
لـيظـل حُـبـك في دمي مُتوقِّدا

هـذا غَرامك في عيونِك قد بدا
قـل لـي أُحـبـك لا تـكـن مُتردِّدا

كـل الـزهــور تـقـولـهـا بـعبيرهـا
ويـقـولها العصفورُ إن هـو غـرَّدا

.....

وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي
وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا

وَما استَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ
إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُمْ رِكابا

.....

يا جَنَّةَ الخُلدِ أُبدِلنا بِسِدرَتِها
وَالكَوثَرِ العَذبِ زَقّومًا وَغِسلِينَا

كَأَنَّنا لَم نَبِت وَالوَصلُ ثالِثُنا
وَالسَّعدُ قَد غَضَّ مِن أَجفانِ واشِينَا

إِن كانَ قَد عَزَّ في الدُّنيا اللِّقاءُ بِكُمْ
في مَوقِفِ الحَشرِ نَلقاكُم وَتَلقونَـــا

ابن زيدون