هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أمنّي تَخافُ انتشارَ الحديثِ
وحظِّيَ في سترِهِ أوْفَرُ

فإنْ لم أصُنْهُ لبُقْيا عليكَ
نظرتُ لنفسي كما تنظرُ

العبّاس بن الأحنف

رِضَاكَ رِضايَ الذي أُوثِرُ
وسِرُّكَ سِرّي فما أُظْهِرُ

كفتْكَ المروءةُ ما تتّقي
وآمَنَكَ الوُدُّ ما تَحْذَرُ

وَسِرُّكُمُ في الحشا مَيّتٌ
إذا أُنْشِرَ السرُّ لا يُنشرُ

وإفشاءُ ما أنا مستودعٌ
من الغدر والحُرّ لا يَغدُرُ

أتاني رسولكَ مُستعجلًا
فلبّاهُ شعري الذي أذخرُ

ولو كان يومَ وغًى قاتِمًا
لَلَبّاهُ سيفيَ والأشقَرُ

المتنبي

افدي الأحبةَ إن غابوا وإن حضروا
‏يكفي خيالٌ لهمْ في القلبِ أحياهُ

‏لا كان لا كان من يَنسى أحبتَهُ
‏ولا رعَى اللهُ من لم يَرعَ ذكراهُ

‏الحُبُّ عهدٌ وثيقٌ لا يُقَدّسُهُ
‏إلا الوفيُّ الذي تسمو سجاياه

.....

فلو كانتِ الدُّنيا تُنالُ بفطنةٍ
وفضلِ عقولٍ نِلْتُ أعلى المراتبِ

ولكنها الأرزاقُ حظٌّ وقسمةٌ
بملكِ مليكٍ لا بحيلةِ طالبِ

.....

‌‎لا يَحْسُنُ الحِلمُ إِلا مَوَاطِنِهِ
ولا يَليـقُ الوَفَا إلَّا لمن شَـكَـرَا

صفي الدين الحِلِّي

‏قال الأصمعي قلتُ لبشَّار ما أحسنَ أبياتاً قُلتَها في المشُورة
وأنشدتُه:

إِذا بَلَغَ الرَّأيُ المَشورَةَ فَاستَعِن
برأيِ حكيمٍ أَو نَصيحَةِ حازِمِ

ولا تجعلِ الشُّورى عَليكَ غَضاضَةً
مكانُ الخَوافي قُوَّةٌ لِلقَوادِمِ

وَما خَيرُ كَفٍّ أَمسَكَ الغُلُّ أُخْتَها
وَما خَيرُ سَيفٍ لَم يُؤَيَّد بِقائِمِ

وَحارِبْ إِذا لَم تُعطَ إلَّا ظُلامَةً
شَبا الحَربِ خَيرٌ مِن قَبول المَظالِمِ

‏قال عبد الله بن الزُّبير رضي الله عنهما: ثلاثة أبيات جامعة لكلِّ ما قالته العرب وهي للأفْوَه الأَوْدي:

بَلَوتُ النَّاسَ قَرناً بَعدَ قَرنٍ
فَلَم أَرَ غَيرَ خَلَّابٍ وَقالِ

وَذُقتُ مَرارَةَ الأَشياءِ جَمْعاً
فَما طَعمٌ أَمَرُّ مِنَ السُّؤالِ

وَلَم أَرَ في الخُطوبِ أَشَدَّ هَولاً
وَأَصعَبَ مِن مُعاداةِ الرِّجالِ

‏قال الجاحظ في البيان والتبيين
(ليس أحدٌ أعجب من طرفة بن العبد وعبد يغوث بن وقَّاص الحارثي؛ وذلك أنَّا إذا قسنا جودة أشعارهما عند نزول الموت بهما لم تكن دون سائر أشعارهما). وكان عبد يغوث زعيم قومه وفارسهم، ومن الشُّعراء الّذين رثوا أنفسهم، أُسِر يوم الكُلاب الثاني، فقال هذه القصيدة حين قدموه للموت، وقد اختار القِتْلة التي اختارها طرفة بن العبد:

أَلا لا تَلوماني كَفى اللَومَ ما بِيا
وَما لَكُما في اللَومِ خَيرٌ وَلا لِيا

أَلَم تَعلَما أَنَّ المَلامَةَ نَفعُها
قَليل وَما لَومي أَخي مِن شمالِيا

فَيا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلَّغَن
نَدامايَ مِن نَجرانَ أَن لا تَلاقِيا

جَزى اللهُ قَومي بِالكُلابِ مَلامَةً
صَريحَهُم وَالآخَرينَ المَوالِيا

وَلَو شِئتُ نَجَّتني مِنَ الخَيلِ نَهدَةٌ
تَرى خَلفَها الحُوَّ الجِيادَ تَوالِيا

وَلَكِنّني أَحمي ذِمارَ أَبيكُم
وَكانَ الرِماحُ يَختَطِفنَ المُحامِيا

وَتَضحَكُ مِنّي شَيخَةٌ عَبشَمِيَّةٌ
كَأَن لَم تَرى قَبلي أَسيراً يَمانِيا

وَقَد عَلِمَت عَرسي مُلَيكَةُ أَنَّني
أَنا اللَيثُ مَعدُوّاً عَلَيَّ وَعادِيا

فَإِن تَقتُلوني تَقتُلوا بِيَ سَيِّداً
وَإِن تُطلِقوني تَحرُبوني بِمالِيا

‏أَيْنَ الذِينَ بِهِمْ كَانَتْ نَوَاظِرُنَا
تَرْعَى المَحَاسِنَ مِنْ فَرْعٍ إِلَى قَدَمِ

وَدَّعْتُ شَطْرَ حَيَاتِي يَوْمَ فُرْقَتِهِمْ
وَصَافَحَتْنِي يَدُ الأَحْزَانِ وَالهَرَمِ

البارودي

هلِ المَجدُ إِلّا السُؤدَد العَود وَاللُها
وَرَأبُ الثَأى والصبرُ عندَ المواطِنِ

الطرماح بن حكيم