هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

َدَعَوْتُكَ والدُّموعُ على خُدودي
وبُحتُ بِمـا أُكابِدُ في سُجودي

ذَكَرتُكَ يا كريمُ ونَبْـضُ قَـلبـي
يُسَبِّحُ في القِيامِ وفي القُعـودِ

لأنَّـكَ أنـتَ أرحَـمُ بالبَـرَايــا
مِـنَ الأُمِّ الحَنـونِ على الـوَليـدِ

أتَيتُ أرومُ فَضـلَكَ يــا إلـهــي
فجَنِّبني الشَّماتةَ من حَسُـودي

وهــل لِـيَ رَازِقٌ إلاَّكَ رَبِّـي
وأنتَ إليَّ أقرَبُ مِن وَريدي

.....

يَا حُمرةَ الخَدّينِ لَحظةَ مَسَّهَا
بَردُ الصَباحِ ودَاعبَ التُفّاحَا

ضَجَّ الجَمالُ مِنَ الخدودِ وأينَعَتْ
حُسْنَاً وتَمَّتْ آيةً وصَبَاحَا

أوّاهُ مِن عينِ الريامِ وقَد رَمَتْ
سَهمَاً جَسُورَاً فَاتِكاً ذَبّاحَا

أرْدَتْ زَهيدَ الشِعرِ في أبيَاتِهِ
وغَدَا يطوفُ بِوَصفِهَا سَوَّاحَا

وبِجيدِهَا لاحَتْ قِلادةُ لؤلؤٍ
ضَيّعتُ فيها القولَ والإفصَاحَا

.....

يَا سَاكِنَاً بينَ الضلوعِ وفي الحَشَا
مَن ذا بِسِرّكَ للقَصائدِ قَد وَشَى

عيني أم القَلبُ المتيّمُ عِندَمَا
أخفاكَ سِراً في الشغافِ وقد فَشَا

لِتَصيرَ إلهامَ الغَرامِ بِخَاطِري
وأصوغ شِعراً بِاشتياقكَ مُدهِشا

أنَاْ في غَرامِكَ قَد وَجَدتُ بِدَايتي
إذْ كنتُ قبلكَ في الشعورِ مُهَمّشا

لا حُبّ لي كي أشتَكيهِ صَبَابَتي
وأجوب في ليلِ النَوى مُستوحِشَا

حَتّى عَرفتُكَ وابتليتُ وخافقي
أمسَى بِحبّكَ هَائِمـــَاً مُتَعَطِّشَـــا

إنّي أحبّكَ هَلْ عَرَفتَ شكايَتي
وجنونُ وَصلِكَ في الحُشاشةِ عَشعَشا

وأصَابَني سهمُ العيونِ وهَا أنا
أشكو الهُيامَ بِما جَنى طرف الرَشا

فأتيتُ مُعتَرِفَاً بِحبّكَ والجَوَى
ومُنايَ أن تطفي لَهيبكَ في الحَشَا

.....

مابالُ قلبك بالظنون مروّعُ
ويظل بعد سجودهِ يتوجعُ

أولست تسمعُ كل ماتدعو بهِ
سمعُ الذي أعطاك سمعك أوسعُ

فاسكن وثِق أن الدعاء بمأمنٍ
ما تاه صوتك إن ربك يسمعُ

تأتيه يملؤك الظلام فما ترى
إلا فؤادك بالمحبة يسطعُ

ما خبتَ حين غفلتَ في زمن الرخا
أتخيب حين أتيتَهُ تتضرعُ

.....

رد الجبال الرواسي من مواضعها
أخف من ردّ نفس حين تنصرفُ


‏العباس بن الأحنف

زُرْ وَالِدَيْكَ وقِفْ على قَبْرَيْهِمَا
فكأنَّنِي بك قد نُقِلْتَ إلَيْهِمَا

لَوْ كُنْتَ حيثُ هُما وكانا بِالْبَقَا
زَارَاكَ حَبْوًا لا على قَدَمَيْهِمَا

ما كان ذَنْبُهُمَا إليك فطَالَمَا
مَنَحَاكَ نَفْسَ الوِدِّ مِنْ نَفْسَيْهِمَا

كانَا إذا سَمِعَا أَنِينَكَ أسْبَلا
دَمْعَيْهِمَا أَسَفًا على خَدَّيْهِمَا

وتَمَنَّيَا لَوْ صادَفَا بكَ راحةً
بجمِيعِ ما تَحْوِيهِ مُلْكُ يَدَيْهِمَا

فَنَسِيْتَ حَقَّهُمَا عَشِيَّةَ أُسْكِنَا
تحت الثَّرى وسَكَنْتَ في دَارَيْهِمَا

فَلَتَلْحَقَنَّهُمَا غدًا أو بَعدَهُ
حَتْمًا كما لَحِقَا هُما أبَوَيْهِمَا

ولَتَنْدَمَنَّ على فِعالِكَ مِثْلَمَا
نَدِمَا هُما نَدَمًا على فِعْلَيْهِمَا

بُشْرَاكَ لَوْ قَدَّمْتَ فِعْلًا صالحًا
وَقَضَيْتَ بعضَ الحَقِّ مِنْ حَقَّيْهِمَا

وقَرَأْتَ مِنْ ءَايِ الكِتابِ بِقَدْرِ ما
تَسْطِيعُهُ وبَعَثْتَ ذاكَ إليهِما

فاحْفَظْ حُفِظْتَ وصِيَّتي واعْمَلْ بِها
فعَسى تَنَالُ الفَوزَ مِنْ بِرَّيْهِمَا



وَصِيَةُ والدٍ شفِيقٍ لِوَلَدِه
حين حَضَرَتْهُ الوفاة
قصيدةٌ أوردها ابنُ الجوزيِّ
في كتابه ​بِرّ الْوَالِدَيْن

ذنبي لديكِ هوىً ما زلتُ أنقُشُه
شِعراً لعلَّه يُطربُ قلبكِ القاسي

لم تسمعيه ولم تُدنينَنِي أسفاً
واحر قلباه من زفراتِ أنفاسي

ياليت أن ذنوب الناس أجمعها
شعراً يُصاغُ بأشواقٍ وإحساسِ

علاء سالم

محبوبةً سطعت شموسُ غرامِها
فمضى الدجى وتنوَّرَتْ أيامي

خُلِقَتْ من الإشراقِ بسمة وجهها
وخُلِقتُ من شغفٍ بها وهُيامِ

هي ليلة القدر التي أُوتِيتُها
وبها اختتمتُ تنسُّكي وصِيامي

هي آية العشقِ المُطهرةُ التي
رتَّلتُ في فرضي ووِترَ قِيامي

وهي ارتواء القلب بعد يباسِه
وهي افتهامُ الشوقِ دون كَلامِ

شِعري لها دُررُ القصائدِ والغُنا
وبها عزفتُ على الورى أنغامي

علاء سالم

‏سأكتبُ عنكِ الكثيرَ الكثيرْ
ليملأَ نورُكِ هَذا الأثيرْ

فأنتِ ابتدائي وفيكِ انتهائي
بنانُ فؤادي إليكِ يُشير

وأنتِ الربيعُ وزهرُ الحقول
وحبُّكِ عطرٌ شهيٌّ مثير

سأكتبُ عنكِ اليسيرَ اليسير
فحرفي ينوءُ بحبّي الكبير

فبعضُكِ سحرٌ وكيفَ يُحيط
بهذا الجمالُ بياني الفقير

وائل ميَّا

قَلِّلْ مِنَ الأصحَابِ وانْتَقِ مُخلِصًا*
يَدنُو إلَيكَ إذَا الجَمِيعُ تَبَاعَدُوا

.....