هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏وإنَّ الله يقدرُ يا فؤادي
‏فلا صعبٌ على ربّي تعالى

‏ومنْ يدري لعلَّ الفجر يُدني
‏أمانينا وإنْ كانت مُحال

.....

‏أَما عَلِمَت عَيناكَ إِنّي أُحِبُّها
‏كَما كُلُّ مَعشوقٍ عَليمٌ بِعاشِقِ

‏أَلَم تَرَ عَيني وَهيَ تَسرُقُ نَظرَةً
‏إِلَيها عَلى خَوفٍ بِعَبرَةِ وامِقِ

‏أَراني سَأُبدي حُبَّهُ مُتَعَرِّضًا
‏وَإِن لَم أَكُن في الحُبِّ مِنهُ بِواثِقِ

.....

‏يا ساحِرَ الطَرفِ أَنتَ الدَهرُ وَسنانُ
‏سِرُّ القُلوبِ لَدى عَينَيكَ إِعلانُ

‏إِذا اِمتَحَنتَ بِطَرفِ العَينِ مُكتَتَمًا
‏ناداكَ مِن طَرفِهِ بِالسِرِّ تِبيانُ

‏تَبدو السَرائِرُ إِن عَيناكَ رَنَّقَتا
‏كَأَنَّما لَكَ في الأَوهامِ سُلطانُ

.....

‏يا حبيبي هدأَ الليلُ
ولم يسهَرْ سِوانا

‏لا الدُّجى ضمَّدَ جُرحَيْنا
ولا الصّبحُ شَفَانا

‏لا الهوى رقّ على الشّاكي
‏ولا قاسِيهِ لانا

غدونا غرضِ الرامي
‏كما شاءَ رمانا

‏وافِني بالله نطرقْ
‏هيكل الحب كلانا

‏ساعة نبكي على الكأس
‏ونشكو من سقانا

.....

‏يلومُ العقلُ قلبيَ ليسَ يَدرِي
‏بأنَّ الحُبَّ سحرٌ يعتريهِ

‏أنا الدَّمعُ المسافرُ لستُ أَدرِي
‏مَتَى تَحنُو الدُّروبُ فألتقيهِ

‏لِنَبنِي فوقَ ذاكَ الغيمِ قصرًا
‏ونحتضنُ الغرامَ ونستقيهِ

.....

‏لا شيءَ عندي قد يُقالُ لننتهي
‏لا شيءَ عندي أفتديهِ لأُرجعَك

‏لا شيءَ عندي كي أُدثّرَ وحدتي
‏إلا زيارةَ مَنْ عرفْتَ وموضعَك

‏خُذني إليكَ وإنْ نويتَ فراقنا
‏خُذني نديمًا في الطريق أُودّعك

‏خُذني ولو ذكرىً جِواركَ تصطلي
‏وإذا نويتَ فراقنا خُذني معك

.....

يا فوز من نال الشهادة صادقًا
تمحى الذنوب إذا الدماء تقطّرُ

وإذا الزهور تعطّرت بعبيرها
مسكٌ تفوح جراحه وتعطّرُ

وحواصل الطير المنعّم مسكنٌ
أرواحهم فيها تعيش وتعمرُ

ولهم منازل في الجنان وصحبةٌ
ومعين خيراتٍ يزيد ويكثرُ

ولهم من الحور الحسان رضاهمُ
وسيشفعون لأهلهم إن يحصروا

ما مسهم موت ولا في فتنة
في القبر لا لن يُسألوا أو يُقهروا

ما مات من نال الشهادة مخلصًا
سيروا إلى تلك الحياة وشمروا

إنّ الذين تقطّعت أوصالهم
في الله شُدُّو بالحديد وسمّروا

وتمشطت دون العظام لحومهم
وعلى المفارق في الرؤوس تنشّرُ

يرجون لو كانوا أشد تألـمًا
لـمّا يرو تلك المكارم تنشرُ

وإذا الاله دعا وقال سلوهمُ
ما يشتهون ليكرموا وليأجروا

قالوا نريد العود للدنيا لكي
نلقى الشهادة في الوغى ونكرّرُ

فأمضوا بجدٍ من مجدٍ همة
وتذكروا ساح الجهاد تذكروا

إخوانكم شدوا سروج مطيهم
كابول شدّت والنجائب ضمّرُ

وتذكروا أهل الجزيرة إخوة
تركوا النعيم إلى الجهاد وغادروا

تركوا النساء وأهلهم وديارهم
لله واقتحموا الصعاب وكبروا

واسأل فلول الروس كيف صمودهم
واسألهمُ كيف المعاقل دمروا

من مصر ساروا والجزائر أنجبت
وسواهمُ من كل قطر قد سروا

يمن بإيمان وصدق عزيمة
أحرارها ساروا ولم يتقهقروا

واذكر بلاد الرافدين وشامنا
منها الأشاوس للوغى قد شمروا

منهم قضى نحبًا ومنهم
ناظرٌ ما بدلو وأراهمُ ما غيروا

أهدي إلى تلك المعاقل دعوة
وإلى الذين تجهزوا ليغادروا

شدو الرحال إلى الجهاد عساكمُ
أن تقتلوا في الله أو أن تنصروا

وعساكمُ أن ترهبوا أعدائكم
فالقدس تبكي واليهود تجاسروا

قتلو النساء وشردوا أطفالنا
هدموا المساجد والمنازل دمروا

ونساء اقصانا تنادي ويحكم
لا من يجيب ولا للكسر يجبروا

واتجهزوا يا اخوتي لعدوكم
وتسلحوا بالحق لا تتأخروا

همو حي على الجهاد فأنه
عز إذا ما نستجيب ونفخر

وأدعو لاخوان لكم قد شدهم
قيد العدو بسجنهم فتصبروا

ان تذكروهم بدعاء أمانه
او يذكروكم فدموع تسطر

والحمد لله الذي يهدي وما
يهدي سواه ولا يعين ولا ينصر

.....

نقاتلكم على قدمٍ وساقِ
وتطحنكم دواليبُ السواقي

بأمسٍ سُمتمونا السُّمَّ كُؤسًا
فأمّا اليوم مسقيٌّ وساقي

وعلى مواويلِ الجزيرةِ قِفْ بنا
حيناً فياما القمحُ فيها موَّلا

قُل آنَ للحُزنِ الذي كابَدتِهِ
خمسينَ بَرداً قاتِلاً أنْ يَرحَلا

الرَّقّةُ الحسناءُ نعرِفُ حُسنَها
والدَّيرُ يعرِفُ جُودَها مَن مَيَّلا

أنس الدغيم

لإدلبَ الفضلُ بعدَ اللهِ يا وطني
لولا الذي قدّمتهُ لم نُعِد شبرا

حقٌّ على كلِّ حرٍّ أن يُمَجِّدَها
وأن يُدبّجَ فيها النثرَ والشّعرا

أمٌّ حمتنا وأعطت فوقَ ما مَلَكت
حتى بلغنا بها الأمجادَ والنصرا

حذيفة العرجي