هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏النُّورُ أنتِ وغيرُكِ الظَّلْماءُ
فتبسَّمي كي تُشرِقَ الأضواءُ

جَفَّتْ ينابيعُ الوصال فأمْطري
واسقي الهوى أنتِ السَّما والماءُ

البدرُ أنتِ ومَن سِواكِ كواكبٌ
والغَيثُ أنتِ ومَن سِواكِ غُثاءُ

.....

هل تقرأين رسائلي يا مريمُ
أَم أنَّ قَلبَكِ بِالهَوَى لَايَفهَمُ

ردي علي فإن صمتكِ قاتلي
فالصمت يقتلُ فرحتي ويحطمُ

إن كان قلبُكِ بالمحبَّةِ عارفًا
فالصمت في شرع الغرام محرمُ

هل لي بقلبكِ أي حبٍ مثلما
قلبي بحبك يا مليحة مغرمُ

لا تتركيني احتسي كأس النوى
ردي علـيَّ فأننــي أتألــمُ

عندي شعورٌ أن قلبكِ مغرمٌ
تُخفِين حُبِّكِ والعِيُونُ تُتَرجِمُ

.....

يُــعَلّمني الــغيابُ مــقام نــفسي
وأيّ الــنّاس كــانوا لــي صــحابَا

ومــن صــانوا ودادي حــين غبنا
بــحسن الــظّن يستقصوا الغيابَا

عــرفــت الآن أي الــنّاس أوفــىٰ
وكــم مــن صــحبةٍ كــانوا سرابَا

فــقد خــابت ظــنون القلب يومًا
وبـعـض الــظّن يُــفقدنا الــصّوابَا

فــلا عُــتبىٰ لــمن خــذلوا فؤادي
ولا جـــدوىٰ نُــســائلهم عِــتــابَا

.....

من أين ابـدأ في هـــواك بيــــاني
يا من بحبك قد ملــكت كيــــاني

أوَ لست تدري أن قلبي ما ابتــلى
إلا بحســنك حينــــما أبــــلانـــي

ما دمت تجري يا حبيبي في دمي
وملكت عمري في الهوى وزمـاني

فلسوف تبقى في الوجود حكايتي
وحــديث قلــبي دائماً ولســــاني

هذي الليالي في غرامــــك كـلـها
سُكبت على كبدي وفي شريــاني

أججت بــي نار الغــــرام فخلتها
حمماً تلظى منك في وجــــداني

ومـــلأتَ بي هذا الوجود محبة
ومررت عشقاً لي على شطـــآني

أنا في هــــواك قصيدة غــــزلية
نُقشت على سقفي وفي جدراني

تتمايل الأبيات فوق صحــــائفي
فتصير من فرط الهيــام أغـــاني

ما زلت من جور التجافي أشتكي
ومن النوى والبعد عــــنك أعاني

أزلية هي أحرفي لك في الهـــوى
من قبــل آدم قبــل أي مـــــكانِ

منذ الجمال اليوسفي بك انبـــرى
حُللاً على جنبــــــيك كالرمــــانِ

منذ اشتعال الشـــوق بين دفاتري
شعــــــــراً تطّرز أحرفاً ومعــــاني

منذ انسكـــبت محبة يا منيــــتي
وجعلت فيك قصيدتي وبيــــاني

لما التقــينا حين رفت في اللــــقا
لك في المحبة والهوى أجفـــاني

تاريخك الممــــلوء في قــــارورتي
عطراً أشــــم عبيــــــــره ببنــــاني

حزت الجنان الخضر بين خمائـلـي
ولك الزهــور الحمر في بستــــاني

عــامــان مرّا مذ بدأت بك الهــوى
وبك انثـنى غصني على أفنــــاني

ولك انحنى نبضي وذابت مهجتي
وبك اهتدى من غــيه شيطـــاني

أدمنت في حبي وصــــرت لأجله
أهوى كثـيراً فـي الهوى إدمــــاني

قــــل لي بربك أين أين سنلـــتقي
ومتى ستــطفئ سيــــدي نيراني

كم هد صمتك بي جمــيع معاقلي
ولكم* تهاوت بالجــــفا أركــــاني

وسـرت لياليك البعــــيدة كلــــما
حاولت ألقــــــاها فـــلا تلقــــاني

علمته كل الرمـــاية في الهــــوى
لكــنه لما استــــــــــقام رمــــاني

لكـن لي في الحب جنة خافــــق
ومـدائن مسبـــــــوكة البنـــيانِ

فالحـب أول منـــــحة قدســــيةٍ
جـاءت الى الدنيا من الرحمــــنِ

.....

بعض المعارك في خسرانها شرفٌ
من عاد منتصراً من مثلها انهزما

ما كنت أترك ثأري قطُّ قبلهم
لكنهم دخلوا من حسنهم حرما

يقسو الحبيبانِ قدرَ الحبِّ بينهما
حتى لتحسبُ بين العاشِقَيْنِ دما

يا من حسدتُم صبياً بالهوى فرحاً
رفقاً به فهو مقتولٌ وما علما

.....

لأجل عينيكِ يحلو الليل والسهرُ
لأجلها لمْ يزل مضناكِ ينتظِرُ

لأجلِ أيامِ حبٍّ بيننا عبرتْ
وذكرياتٍ إذا زارتهُ يَنفطِرُ

لأجل ذاك الهوى يَنسى معذّبَهُ
وإن جفا قسوةً فالقلبُ يعتذِرُ

وهكذا سوف يَمضي في محبته
لعله بعد ذاك البُعدِ ينجبِرُ

.....

كَلِفْتُ بهَا وَقد تَمّتْ حِلاها
وزينها الملاحة ُ والوقارُ

فَما طالَتْ وَلا قَصُرَتْ وَلَكن
مكملة ٌ يضيقُ بها الإزارُ

قَوَامٌ بَينَ ذلِكَ باعتدالٍ
فلا طُولٌ يُعابُ وَلا اختِصارُ

وشعرٌ واصلَ الخلخالَ منها
فأضحى قرطها قلقاً يغارُ

حكَتْ فصْلَ الرّبيعِ بحُسنِ قدٍّ
تساوى الليلُ فيهِ والنهارُ

بهاء الدين زهير

أترى سيعجزُ هازمُ الأحزابِ
ملكُ الملوكِ مُسبِّبُ الأسبابِ

مَن أهلكَ الفِرعونَ في جَبروتِهِ
في الجُنْدِ والأوتادِ والألقابِ

أترى سيعجزُ عن شتاتٍ عابِرٍ
والحبْلُ ممدودٌ بغيرِ حسابِ

لكنّه يُملي وربُّكَ قادرٌ
لِيَنالَ ذو الطغيانِ شرَّ مآبِ

سبحانه على كل شيء قدير

فمكِ اللذيذ يحبني وأحبه
فالحب عندي قبلة وعناق

هذي الشفاه تهينني ببقائها
مختومة وتحيطها الأوراق

لا تسألي مني عناق عيوننا
بعد الشفاه تقبل الأحداق

ما أطيب اللقيا إذا قبلتها
وإلتفت الأرواح والأعناق

مجنونة أنتِ إذا أبعدتني
فثغورنا كقلوبنا تشتاق

.....

ما هان يومًا ودّهُ معْ أنّهُ
في حبّنا مُتقلّب الأحوالِ

يدري بأنّ مُحبّهُ ينسى الأسى
في لفتةٍ وتبسّمٍ وسؤالِ

.....