هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏إذا ما كساك الله سربال صحة
ولم تخلُ من قوتٍ يحلُ ويعذُبُ

فلا تغبطنّ المكثرين فإنما
على قدر ما يكسوهم الدّهر يسلبُ

ابن الرومي

‏جاءته تشكو صداعاً قد ألم بها
‏من الحياة وتشكو من بلاويها

‏فضمها ثم أهدى رأسها قبلاً
‏فأغمضت عينها مما جرى فيها

‏هل أنشد الشعر كي يرضي حبيبتهُ
‏أم كان يقرأُ قرأناً ليرقيها

.....

وعلى ابتسامتك السلامُ فإنَّها
‏سرُّ التفاؤلِ في الزمان القاسي

.....

ما بين غَمضةِ عَين وانتباهتها
يغيّر الله من حالٍ إلى حالِ

.....

ازرعْ ورُودَكَ فِي دَارٍ حَللْتَ بِهَا
حتَّى يَشمَّ عَبِيرَ الوَردِ مَنْ زَارَا

أغْلى الكُنُوزِ وَراءَ المَرءِ يَترُكُها
ريحٌ تَطِيبُ إذا مَا فَارقَ الدَّارا

.....

لكم في فؤادي منزل متفرد
وحبكم في القلب حب مؤكد

وأنتم إخوة الدين والهدى
بكم تزدهي أيام عمري وتسعد

لذا أقولها أرجو من الله أجرها
أحبكم في الله والله يشهد

بقلمي

فَدَيتُكَ زائرًا في كُلِّ عامٍ
تُحَيِّ بالسلامةِ والسلامِ

وتُقبِلُ كالغمامِ يَفيضُ حينًا
ويَبقى بعدهُ أثرُ الغمامِ

وكم في الناسِ مِن دَنِفٍ مشوقٍ
إليكَ وكم شَجِيِّ مُستَهامِ

فظلَّ يعدُّ يومًا بعدَ يومٍ
كما اعتادوا لأيّامِ السِّقامِ

ومدَّ لهُ رواقُ الليلِ ظِلًّا
تَرفُّ عليهِ أجنِحَةُ الظلامِ

فباتَ وملْءُ عينيهِ منامٌ
لتنفُضَ عنهُما كسلَ المَنامِ

ولم أرَ قبلَ حُبِّكَ من حبيبٍ
كَفَى العُشّاقَ لَوعاتِ الغرامِ

ومَن رَوَتْهُ مرضَعةُ المعاصي
فقد جاءَتهُ أيّامُ الفِطامِ

.....

أبكي إلى الشرقِ إن كانت منازلُهُم
‏ممّا يلي الغربَ خوفَ القيلِ والقالِ

أقولُ في الخدِّ خالٌ حين أنعَتُها
‏خوفَ الوُشاةِ وما في الخدِّ مِن خالِ

.....

وكيف أنساهُ والذِكرى تؤرقني
‏وطيفُه في وجوهِ الناس ألقاهُ

.....

لو أنها مِن وراء الروم في بلدٍ
‏ما كنتُ أسكن إلا ذلك البلدَا

‏العباس بن الأحنف