هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

عِش مِثلَمَا تَهوَى فَإِنَّكَ رَاحِلُ
نَجمٌ أَضَاءَ وَعَن قَرِيبٍ آفِلُ

مَهمَا عَلَوتَ السَّامِقَاتِ مِنَ الذُّرَى
فَكَمَا عَلَوتَ فَأَنتَ حتماً نَازِلُ

اليَومَ أَنتَ حَقِيقَةٌ مَزهُوَّةٌ
وَغَدَاً خَيَالٌ فِي التَّوَهُّمِ مَاثِلُ

اغنَم صَبَاحَكَ قَبلَ يَغشَاكَ الدُّجَى
فَالعُمرُ فَانٍ وَابنُ آدَمَ زَائِلُ

.....

جنب فؤادك ما استطعت من التعبْ
واحفظ لوجـــهك ماءه عند الغضبْ

وقل الســــلام علـــى الذين تعلموا
حســن التعامل والتواصل والأدبْ

واحمـــل جَمالك في المواطن كلها
شعـــرا به تبقى القـوافي كالذهب

واشكر قلوبا كــــــــم تحن لشكرها
وابلغ بحلمك في الورى أعلى الرتبْ

طبّب جـــروح العاشقين وكن لهم
في الحب من جرح النوى أمًّا وأبْ

.....

‏إذا ألقى الزمانُ عليك شرا
وصار العيش في دنياك مُرا

فربُّ الكون ما أبكاك إلا
لتعلم أن بعد العسر يسرا

فمُدَّ يديك للرحمن دوماً
فربك لن يرد يديك صفرا

.....

يَعيشُ المرءُ ما استحيا بخيْرٍ
ويبقى العودُ ما بقيَ اللَّحاءُ

إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي
وَلَمْ تستحِ فافعَلْ ما تشاءُ

.....

في أبحر الأحزان قلبي غارقٌ
متلوّعٌ متوجّعٌ مُرتابُ

في بعدهم ما للحياة حلاوةٌ
والدمع بعد رحيلهم ينسابُ

رحلوا فأظلمتِ الحياة ببعدهم
بِرَحيْلِهم تتفتَّتُ الأعصابُ

فمتى يكون لنا لقاءٌ بعدما
علِقت بروحي لهفةٌ و غِيابُ

يا ليتهم بعد الرحيل تذكّروا
أني بآلام البعاد مصابُ

يا ربّ لطفكَ في الغياب فإنه
يدمي القلوب وذكرهمْ غلّابُ

فارحم أيا ربّاه قلب متيّمٍ
فقدَ الأحبَّة فالفراقُ عذابُ

.....

دخل شاعرٌ على الأديب
جمال الدين بن نباتة فرأى في منزله
نملًا كثيرًافأنشد يقول:

مالي أرى منزل المولى الأديب به
نملٌ تجمّع في أرجائه زمرا

فأجابة ابن نباتة بقوله:

لا تعجبن إذن من نمل منزلنا
فالنمل من شأنها أن تتبع الشعرا

جسمي معي غير أن الروح عندكم
فالروح في غربة والجسم في وطن

فليعجب الناس مني أن لي بدنا
لا روح فيه ولي روح بلا بدن

.....

صنعاءُ يا أنشودةً عبقت
وأجاد في إنشادها الأزلُ

إن أبعدتني عنك عاصفةٌ
وتفرّقت ما بيننا السُّبُلُ

فأنا على حُبّي وفي خجلٍ
روحي إلى عينيك تبتهلُ

ألقاك منتصراً ومنكسراً
وعلى جناح الشعر أرتحلُ

يجتاحُني شوقٌ ويسحقُني
شوقٌ وفي التّذكار أشتعلُ

ما نجمةٌ في الأفق عابرةٌ
إلاّ هتفتُ بها متى نصلُ

ومتى على الكفّين راحمةً
هذا الغريب الدّار ينتقلُ

نُقُمٌ تُلوّحُ لي منائرُهُ
عبر البحار وتومئُ الشُّعلُ

إني إلى*صنعاء يحملُني
وجهُ النهار وترحلُ الأُصُلُ

وأعودُ طفلاً كلّما ذُكرت
ويغيبُ وسط حريقي الرّجُلُ

فمتى تظلّلُني مآذنُها
ويضيءُ من أحضانها الجبلُ

.....

‏مَلَلتُ أناجي البَدرَ والليلَ والمَسَا
لِهَجرِكِ يَا نَجوايَ مَا عُدتُ قَادِرَا

أراكِ بِكلِّ النَاسِ صُبحَاً يَنوءُ بي
وفي خَلَجاتِ الليلِ أمسَاً وحَاضِرَا

وإنَي لأخفي الدَمعَ عَن سَائرِ الوَرى
وغيركِ مَا نَادَمتُ خِلاً مُسَامِرا

وكنتُ عَصِيَّ الدَمعِ حَتّى بِوحدَتي
فَما كَشفَ الحسّادُ إلّايَ خَاسِرَا

عَجزتُ بأن أخفيكِ سِرّاً بِخَافقي
وكفَّ سَوادُ العينِ يَبكيكِ سَاهِرَا

تَعَالي وفكّي القيدَ عَن سِرِّ حُبّنَا
وقولي لكلِّ الناسِ أحببتُ شَاعِرَا

وبوحي فَما بِالحُبِّ لومٌ إذَا هَوى
فؤادُ فتاةٍ صَاحَ بالحبِ جَاهِرا

تَعَالي فَهذا الليلُ أمسى مُؤرّقي
وغيركِ دونَ النَاسِ مَا رُمتُ سَامِرَا

فَقَد رَبحَ العُذّالُ في كِسرِ خَاطِري
ولستُ أناجي اليومَ إلّاكِ جَابِرَا

.....

قِفْ فَوْقَ جُرْحِكَ صَابِراً مُتَفَائِلاً
فَالفَأْل ُ لِلعَيْش السَّعِيْد طَرِيْقُ

لَا تَأْس َ إِنْ ضَاقَتْ عَلَيْك َ فَإِنَّمَا
فَرَجُ الحَيَاةِ يَجِيْءُ حِيْنَ تَضِيْقُ

.....