هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

إنْ راقَبُوا أو أحجَمُوا
فأنا بِهِمْ لا آبَهُ

لَستُ الذي يُفنِي عَلَى
شَطَطِ الغرامِ شَبابَهُ

أو بالذي إنْ ما هَوَى
علَّ الهُيامُ خضابَهُ

كَمْ مُعجَبٍ أبدَى بِنا
مُتَشوِّقاً إعجابَهُ

ما مَيَّزتْ عَينٌ لَنا
إتيانَهُ وغيابَهُ

علي الحمود

أفاطم إن مللتِ الوصلَ بِيني
ولا تَبلي اصطباريَ بالظنونِ

فإما أن تكوني في رحالي
وإما فلْيسَعْكِ رحالُ دوني

.....

سهرتُ والليلُ أمسى للورى سكنا
فمن يدلُّ على أجفانيَ الوسنا

أرعى كواكِبَها حتى إذا أفلتْ
ألقيتُ للطيرِ في تحنانها الأذنا

.....

فلا تحسبا هندًا لها الغدرُ وحدَها
سجيةَ نفسٍ كلُّ غانيةٍ هندُ

أبو تمام

فلستُ آسَفُ في حُبِّيكَ إنْ تلِفَتْ
أكُفُّ أهلِ الهوى عَضًّا مِن الأسَفِ

كلَّفتَني كلَفًا فيهِ ويعجبني
أنِّي أنامُ وأصحو مِنكَ في كَلَفِ

فغَالِ في ذا الجَفا أصبِرْ وضُنَّ أجُدْ
واغلُظْ أَلِنْ لَكَ وانكُثْ ما وَعَدْتَ أَفِ

تولين طالب الحسن

أَتلَفتَني كَلَفاً أَبلَيتَني أَسَفاً
قَطَّعتَني شَغَفاً أَورَثتَني عِلَلا

إِن كُنتُ خُنتُ وَأَضمَرتُ السُلُوَّ فَلا
بَلَغتُ يا أَمَلي مِن قُربِكَ الأَمَلا

ابن زيدون

فَإِن فازَ سَهمٌ لِلمَنِيَّةِ لَم أَكُن
جَزوعاً وَهَل عَن ذاكَ مِن مُتَأَخِّرِ

عروة بن الورد

ألم تَرَ أنَّ المَرءَ طولَ حَياتِهِ
مُعَنًّى بأَمرٍ لا يَزالُ يعالِجُهْ

يدورُ كَدودِ القَزِّ ينسجُ دائمًا
ويهلِكُ غَمًّا وسْطَ ما هُوَ ناسِجُهْ

أبو الفتح البُستيّ

رَبَّاهُ كَم يسَّرتَ كلَّ معَسَّرٍ
ولَمَمْتَ شَمْلِي بَعْدَ طُولِ شتَاتِ

ولَكَمْ سَألتكَ والجِبَالُ مِنَ الأسَى
فَوقِي فَصَارَتْ مِثْلَ ذرِّ فُتاتِ

مَا نَابَنِي كَربٌ يقضُّ مَضَاجعِي
إلَّا ولطفُكَ فرَّج الكرُبَاتِ

.....

يكفِيك عزفٌ على أَوتارِ أَشواقي
ما أُتعب الحُب في هجرٍ وإحراقِ

بعثرت في داخلي ميناءُ قافيتي
ففاضَ شَعرِي مُحيطاتٍ بِأَعماقي

منعت عني وصالًا جِئتُ أَطلبُهُ
ما نفع غُصنٍ بِلا زهرٍ وأوراقِ

الحبُ يسمُو إِذا تسمو مقاصِدهُ
حتى يدّون في عَهدٍ وميثاقِ

أَين العهودُ التي كُنا نُرددِها
قد كنتُ أَحسُبُهَا دِيني وَأَخلاقِي

مَنْ شَرَّعَ الهجر مَنْ أَرسَى قواعِدهُ
دستورهُ صيغَ مِنْ آلَامِ عُشاقِ

حاولتُ أَخفاءَ هذا الحُب مِنْ زَمَنٍ
لكن تأْثيرهُ في داخلي باقِ

سهران والقلبُ يشكُو اللَّيلَ مِنْ أَرَقٍ
داءُ الصبابة داء ما لهُ راقِ

مَنْ ابتَغى وصلنا نأتيهِ في لهفٍ
نسقيه عشرتُنا مِنْ شهدنا الراقي

.....