هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

إن طَالَ لَيْلُكَ لَا تَأْبَهْ لَهُ أَبَداً
فَإِنَّ لِلفَجْرِ قُرْآناً وَمِحْرَابَا

وَثِقْ بِرَبِّكَ وَانْظُرْ مَا يَكُوْنُ غَداً
سَيَفْتَحُ اللهُ أَبْوَاباً وَأَبْوَابَا

.....

‏وَفِي الْقُلُوبِ ضَجِيجٌ لاَ نَبُوحُ بِه،
بَعْضُ الْكَلاَمِ بِقَلْب الْحُرِّ مَوْؤُدُ

.....

عَوِّدْ لٍسانَك قولَ الخيرِ تنجُ بـه
مِنْ زلَّة الّلفظِ لا مِنْ زلَّةِ القَدَمِ

واحرِزْ كلامَكَ مِنْ خِـلٍّ تُنادِمُـهُ
إنَّ النَّـدِيـمَ لَمُشـتَقٌّ مِـنَ النَّـدمِ

.....

قل للذين تتابعتْ أحزانهم
الله ربُّ البائس المحزونِ

يا أيها المهموم ربك قادرٌ
نجّا ببحرٍ مظلمٍ ذا النونِ

إنّ الذي فَلقَ البحار بلحظةٍ
ما كان تعجزه دموع عيونِ

خلف المواجع لو علمتَ بشائرٌ
مخبوءةٌ في قول ربك كوني

.....

فاجعل لِسانِكَ في غمدٍ ليحفَظهُ
لا يجرحنَّ فؤاداً ليس يلتئِمُ

بين الشِفاهِ وأسنانٍ لتسجِنهُ
فلا نراهُ سِوى إن كُنتَ تبتسِمُ

.....

وأَمْنحُها نفْسِي ورُوحي وأَدْمُعِي
ولو طلبتْ مني الزِّيادَةَ زِدْتُها

.....

كَلِفٌ بِحُبِّكِ مولَعٌ ويَسُرُّني
أنّي امرُؤٌ كَلِفٌ بحُبِّكِ مولَعُ

البحتري

أدمَنتُ صوتَـكَ والإدمانُ أذواقُ
فالعَينُ تَعشقُ والآذان تَشــــتاقُ

في رَنَّــةِ الحَرفِ أنغامٌ وسلطَنَـةٌ
كذلك الصَّــمتُ أسرارٌ وآفاق

للعاشقينَ كَلامُ الحُبِّ مسبَحةٌ
في كل لؤلؤةٍ شهدٌ وترياق

بينَ السُّطورِ سُطورٌ لستُ أفهمُها
وأغلَبُ الظَّنِّ أهدابٌ وأحداقُ

تطلُّ مِنْ شُرفَةِ الماضي وتسألني
هل أنتما في النَّوى سالٍ وتَــوَّاق

أحتاجُ صَدرَكَ فوقَ الغيمِ يحملُني
سريرَ عشقٍ عليه الوردُ أطواقُ

أحتاجُ صَبركَ يحميني فيا ألمي
من آفة الشكِّ فالوسواسُ سَرّاقُ

أدمنتُ كُلَّـــكَ تَطويني وتَنثُرُني
في اللّيلِ عَتمٌ وفي الإصباحِ إشراقُ

كُن لي طبيباً فهذا الشوقُ أتلفني
يامالكَ الرّوحِ إنَّ الحبَّ أخلاق

.....

‏وبنيتُ في قلبي لقلبكَ منزلاً
وعشقتُ قلبي حِين أمسَى منزلَك

إن شِئتَ قلبي يا حبيبَ فهاكَ هُو
أو شئتَ مني الرُّوح أنتَ فهيتَ لَك

يا ليتَ هذا العمر يُهدى ليتهُ
لوهبتُ عُمري يا حبيبَ العُمرِ لَك

.....

أيا شيخَ الهوى ما حُكمُ صومي
شربتُ مدامعي من دونِ قَصْدِ

وقل لي ما نِصابُ الدّمعِ منّي
إذا ما ســــالَ وضّاءً بخدّي

وما حُكمي إذا أطلقتُ طَرفي
إلى طيفٍ أتاني بعدَ بُعدِ

و هل أنا إنْ طربتُ بنبضِ قلبي
على شوقي له جاوزتُ حدّي

.....