هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ما سُمّيَ القَلبُ إِلا مِن تَقَلُّبِهِ
‏وَالرّأيُ يُصرَفُ والأَهواءُ أَطوارُ

.....

حلَّت بُثينَةُ مِن قلبِي بِمَنزلةٍ
بينَ الجَوانِحِ لم يَنزِل بِها أحَدُ

جميل بثينه

إِنَّ النِّساءَ حَسَدنَ وَجهَكِ حُسنَهُ
حُسنُ الوُجُوهِ لِحُسنِ وَجهِكِ ساجِدُ

.....

بدأ الصُّداعُ يَدُكّ رأسيَ مثلما
دكّت خيولُ المسلمينَ الأندلس

.....

طوى الجزيرةَ حتى جاءني خبرٌ
فزِعتُ فيه بآمالي إلى الكذبِ

حتى إذا لم يدع لي صدقه أملاً
شرقتُ بالدمعِ حتى كادَ يشرقُ بي

.....

تُقِرّ دُموعي بِشَوقي إلَيك
ويشهدُ قلبي بطولِ الكرب

وإني لَمُجتَهِدٌ في الجُحود
ولَكِنّ نَفسيَ تَأبى الكَذِب

وإني عَلَيكَ لجَاري الدّموع
وإني عَلَيكَ لَصَبٌّ وَصِب

.....

أخفي غيابك والقصيدةُ فاضحة
‏والذكرياتُ على طريقك جارحة

‏ما زالَ صوتُك للهواءِ مُلامسًا
‏وعلى ثيابي من ثيابك رائحة

‏إن لمْ يكُن لُقياك غدًا أو بعدَهُ
‏سأعودُ وحديَ كَي أراك البارحة

.....

الدهرُ ذو دُولٍ والموتُ ذو عِللٍ
‏والمرءُ ذو أَملٍ والناسُ أشباهُ

‏يبكي ويضحكُ ذو نفسٍ مُصرَّفةٍ
‏واللهُ أَضحكَهُ واللهُ أبكاهُ

‏نلهو ولِلموتِ ممسانا ومصبحنا
‏مَن لم يُصبِّحهُ وجهُ الموتِ مَسّاهُ

‏وكلُّ ذي أَجَل يومًا سيبلُغُهُ
‏وكلُّ ذي عمَلٍ يومًا سيلقاهُ

.....

‏أهاجكَ الوجدُ أم شاقتك آثار
‏كانت مَغاني نِعمَ الأهل والدارُ

‏وما لعينك تبكي حُرقةً وأسًى
‏وما لقلبك قد ضجّت به النار

‏على الأحِبّة تبكي أم على طَلَل
‏لم يبقَ فيه أحِبّاءٌ وسُمّارُ

‏وهل من الدهر تبكي سوءَ عِشرتِه
‏لم يوف حقا ولم يهدأْ له ثارُ

هيهاتَ يا صاحبي آسَى على زمنٍ
‏ساد العبيدُ به واقتِيدَ أحرارُ

‏أو أذرف الدمعَ في حِبٍّ يفارقُني
‏أو في اللذائذ والمالُ تنهارُ

.....

أَمَتُّ في الله نفسا لا تُطاوِعُني
‏في المَكرُمات لها في الشّرّ إصرارُ

‏وبعتُ لله دنيا لا يسُودُ بها
‏حقٌّ ولا قادها في الحكم أبرارُ

‏وإنّما جزعي في صِبيَةٍ دَرَجوا
‏غُفلٍ عنِ الشرِّ لم تُوقَد لهم نارُ

‏قد كنتُ أرجو زمانا أن أقودَهُمُ
‏للمَكرُمات فلا ظلمٌ ولا عارُ

‏واليومَ سارعتُ في خَطوي إلى كفَنٍ
‏يومًا سيلبَسُه بَرٌّ وفَجّارُ

.....