هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ولكِنِّي وَجَدتُ العَقلَ فيكِ
أهَمُّ مِنَ الأناقَةِ والجَمالِ

كأَنَّ كلامَكِ إلهامُ شَاعِر
يُصاغُ من الحَقِيقَةِ والخَيَالِ

.....

خلف القصيدة بيتٌ كان يجمعنا
يلهو بشرفته وردٌ وأولادُ

أسماؤهم حلم يغفو بخاطرنا
سر يؤنسنا والعمر ميعاد

كيف افترقنا وصرنا في الصدى وجعًا
ذكرى ترتلها أصوات من نادوا

ياساكن القلب ذاب القلب في تعب
ينمو به أملٌ بالله يزداد

تغدو وداعا إذا قلّبت أحرفها
همسًا يوشوش في صدر اللقا عادوا

.....

قال بشَّار بن برد:
لقد عشتُ في زمان وأدركتُ أقوامًا لو احتفلت
الدُّنيا ما تجمَّلت إلا بهم
وأنا الآن في زمان ما أرى فيه عاقلًا حصيفًا
ولا فاتكًا ظريفًا ولا ناسكًا عفيفًا
ولا جوادًا شريفًا ولا خادمًا نظيفًا
ولا جليسًا خفيفًا ولا مَنْ يساوي على الخبزة رغيفًا

ثم أنشد يقول:

وما الناسُ بالناسِ الذينَ عَهِدتُهم
‏ ولا الدارُ بالدارِ التي كنتَ أعرِفُ

ثم جاء بعد بشّار أبو الطيب المتنبي
فتحدث عن زمانه ووصف عصره قائلًا:

أَذُمُّ إِلى هَذا الزَمانِ أُهَيلَهُ
فَأَعلَمُهُم فَدمٌ وَأَحزَمُهُم وَغدُ

وَأَكرَمُهُم كَلبٌ وَأَبصَرُهُم عَمٍ
وَأَسهَدُهُم فَهدٌ وَأَشجَعُهُم قِردُ

ماذا لو عاش بشّار والمتنبي في عصرنا الحالي

وأنتِ يا بنت فجرٍ في تنفّسه
ما في الأنوثة من سحرٍ وأسرارِ

ماذا تريدين مني إنَّني شَبَحٌ
يهيمُ ما بين أغلالٍ وأسوارِ

هذي حديقة عمري في الغروب كما
رأيتِ مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ

.....

يا وحَشة اللّيلِ لا أُنس ولا سَمَرُ
ولا نُجومُ تُناجِيها ولا قَمر

.....

ولَعلَّنا مِن بَعْدِ بُعْدِ نلّتقي
ويَطِيب قلبي عندما ألقاك

.....

بيضاءُ أعطاها البياضُ تَمَيُّزاً
كالغَيمِ تَرسُمُ هَيبَةً ونقاءَ

.....

سَمرَاءُ قَدْ سَلَبَتْ فُؤادَيَ عُنوَةً
بَعضُ المَلامِحِ تَسلُبُ الأَلبَــابا

.....

‏إنِّي لأَكْتُبُ فيكِ كُلَّ قَصَائِدي
حتَّى وإنْ أخْطَأتُ فيكِ أُصِيبُ

قَدْ فُزْتِ بالعَقْلِ البَعِيْدِ عَن الهَوى
أنتِ الثَّوَابُ وكُلُّهُنَّ ذُنُوبُ

.....

‏صباحُ الحُبِّ أشْرَقَ من سَناكِ
على قلبٍ أحبَّكِ واصطفاكِ

كأنَّكِ والصَّبَا فرَسَا رهانٍ
إذا هبَّتْ يـُسابِقُهَـا شذاكِ

.....