هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أحب البطاريق ولست منهم
لعلي أن أنال بهم برودة

وأكره من تجارته الحرارة
وإن كنا سواءً في الوسادة

.....

أوصى بك اللهُ ما أوصت بك الصُحفُ
والشعرُ يدنو بخوفٍ ثم ينصرفُ

ما قلتُ والله يا أمي بقافيةٍ
إلا وكان مقاماً فوقَ ما أصفُ

يَخضرُّ حقلُ حروفي حين يحملها
غيمٌ لأمي عليه الطيبُ يُقتطفُ

والأمُ مدرسةٌ قالوا وقلتُ بها
كل المدارسِ ساحاتٌ لها تقفُ

ها جئتُ بالشعرِ أدنيها لقافيتي
كأنما الأمُ في اللاوصفِ تتصفُ

إن قلتُ في الأمِ شعراً قامَ معتذرًا
ها قد أتيتُ أمامَ الجمعِ أعترفُ

.....

واشْكرْ إِلَٰهَكَ إنْ رُزقْتَ بنعمةٍ
لا تنْسَ فضْلَ الواهبِ المِعطاءِ

مِن فضلِهِ مَدّ البريةَ كلها
سُبحانَهُ المُغْني بلا إحصاءِ

ادهَامُ بنُ صَالِحٍ الرَاشِدِي

سِوى حُسنِ وَجهِكَ لَم يَحلُ لي
وَغَيرُكَ في القَلبِ لَم يَحلُلِ

فَكَيفَ سَلوّي وَلي طينَةٌ
عَلى غَيرِ حُبِّكَ لَم تُجبَلِ

أَتَزعُمُ أَنّي أُطيعُ الوُشاةَ
وَأَصغي إِلى عَذَلِ العُذَّلِ

لَقَد نَصَلَ الدَهرُ صَبغَ الشَبابِ
وَصَبغُ المَحَبَّةِ لَم يَنصُلِ

عَجِبتُ لِقَدِّكَ مَع لينِهِ
يُرينا اِعتِدالاً وَلَم يَعدِلِ

يَلينُ وَفي فَتكِهِ قَسوَةٌ
وَذَلِكَ شَأنُ القَنا الذُبَّلِ

وَعَيناكَ قَد فَوَّقَت أَسهُمًا
فَمَن دَلَّهُنَّ عَلى مَقتَلي

.....

أَخَذُوا الضَلَالَةَ صَاغِرًا عَن صَاغِرٍ
إِسنَادُهُم لِفَلَاسِفِ اليُونَانِ

وَوُقُوعُ آيَاتِ الصِّفَاتِ بِأُذنِهِم
وَقعَ الأَذَانِ بِمَسمَعِ الشَّيطَانِ

الشيخ محمد بن شمس الدين حفظه الله

طيرٌ يغرِّدُ في السماءِ مناديًا
ما لي أراكَ إليَّ لسْتَ تطيرُ

فأجبْتُهُ إنَّ الفؤادَ مُقيَّدٌ
واعذرْ فإنِّي طائرٌ محظورُ

والنفسُ متعبةٌ بثُقلِ هُمومِها
لَكأنَّني مِن ضِيقِها مَسْحورُ

لكنْ بفضلِ اللهِ أبقى حازمٌ
ومفوِّضٌ أمْري لهُ وصبورُ

ادهَامُ بنُ صَالِحٍ الرَاشِدِي

وَإِن نَامَ جِفنِي كَانَ نَومِي عُلَالَةً
أَقُولُ لَعلَّ الطَيفَ يَأتِي يُسَلِّمُ

.....

يا أيّها العمرُ السريعُ خذلتني
‏ووضعتَ أحمالاً على أحمالي

‏خذني إلى عمر الصغار لأنني
‏لم أنتهِ من ضحكةِ الأطفالِ

.....

وَلي فُؤادٌ إِذا طالَ العَذابُ بِهِ
طارَ اِشتِياقًا إِلى لُقيا مُعَذِّبِهِ

البحتري

وَدَّعْتُها ولَهِيبُ الشّوْقِ في كَبِدي
والبَيْنُ يُبْعِدُ بينَ الرُّوحِ والجسَدِ

وَدَاعَ صَبّيْنِ لَمْ يُمْكِنْ وَدَاعهما
إِلاَّ بلَحْظَةِ عَيْنٍ أَوْ بَنانِ يَدِ

وَدَّعْتُها لِفِراقٍ فاشْتَكَتْ كَبِدِي
إِذْ شَبّكَتْ يَدَها مِنْ لَوْعَةٍ بِيَدِي

وحاذَرَتْ أَعْيُنَ الواشِينَ فانْصَرَفَتْ
تَعَضُّ مِنْ غَيْظِها العُنّابَ بالبَرَدِ

فكانَ أَوَّلُ عَهْدِ العَيْنِ يومَ نَأَتْ
بالدَّمْعِ آخِرُ عَهْدِ القَلْبِ بالجَلَدِ

جَسَّ الطّبيبَ يَدي جَهْلاً فقلتُ لهُ
إِنَّ المَحَبّةَ في قَلْبي فَخَلِّ يَدي

ليسَ اصْفِراري لِحُمّى خامَرَتْ بَدَني
لكنَّ نارَ الهوى تَلْتَاحُ في كَبِدِي

فقال هذا سَقَامٌ لا دَواءَ لَهُ
إِلاَّ بِرُؤْيَةِ مَنْ تَهْواهُ يا سَنَدِي

.....