هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏عيناكِ قيثاران ينسكبان من لحن المسـاءْْ
يستأثران بلون أطيافي وشلال الضياءْ

ويذوب في أمواجهنَّ غدي الموشح بالعناءْ
فتردد الأمواج قافيتي بلحن الكبرياءْ

.....

‏ما بين نصين نصٌ منكِ يأتيني
يا أبلغ الناس في عيني ويكفيني

كم أكره اللحن إلا منكِ يا أملي
فلحنكِ العذب أهواه ويعنيني

أبيات شِعركِ إن جاءت مكسرة
فهي الجوابرُ لي يا قرة العينِ

.....

هل شاب حبك مثل شَعرك سيدي
فرفعتَ راية شيبك استنفارا

فأجبتها ما شاب رأسي إنٍما
وقع الرمادُ بمفرقي فأنارا

من نار حبك يا حبيبة مسّني
هذا البياض أتطفئين النارا

سيعود شعري أسودا لكن لي
قلب أقر حبيبتي إقرارا

سيدوم فيه الشيب عند فراقنا
يا ليت لي في حبنا أعمارا

.....

أحِنُّ إلى أرْضِ الْحِجَازِ وَحَاجَتي
خيام بنجد دونها الطرف يقصر

وما نظري من نحو نجد بنافعي
أجَلْ لاَ وَلكنِّي عَلَى ذاكَ أنْظُرُ

أفي كل يوم عبرة ثم نظرة
لَعَيْنِكَ يجْرِي مَاؤُهَا يَتَحدَّرُ

متى يستريح القلب إما مجاور
حزين وإما نازح يتذكر

يقولون كم تجري مدامعُ عينهِ
لها الدهر دمعٌ واكف يتحدر

وليس الذي يجري من العين ماؤها
وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تَذُوبُ وَتَقْطُرُ

.....

نَم لا حُرِمتَ لَذيذَ النَّومِ يا سَكَني
وَخَلِّ عَنّي وَما أَلقى مِنَ الوَسَنِ

لا تَحبِسِ الرِّيحَ عَنّي حينَ تَنفُح لي
بِالوَصلِ مِنكَ وَلا تَنهى عَنِ الحَزَنِ

إِن كُنتَ تَكرَهُ ما يُغوى الفُؤادُ بِهِ
فَقُل لعَينِكَ لا تَنفيهِ بِالأَمَنِ

أَهوى هَواكَ يُكَلِّي لا أَخُصُّ بِهِ
بَعضي وَلَو نِمتُ مِن حُبّيكَ في الكَفَنِ

يا مَعدِنَ الحُسن في الدُّنيا وَغايَتهِ
وَيا أَميراً بِعَينَيهِ عَلى الفِتَنِ

.....

‏يا أيها الغُصنُ الضَّعيفُ البَالِي
إنَّ السِّقايةَ فِيك شِبهُ سُدى

النَّاس تسْقِي غُصنَها بتعَالي
فَيصيرُ مُخضرًّا عليهِ نَدى

أَسقِيكَ يا مغرور عشرَ ليالِي
فَتزيد عصيانًا بدون مدى

لو أنَّ بيعكَ مُمكنًا بالمالِ
لعرضت بيعك للعدو فدا

‏سَيُعيدهُ مُتحجِّجاً إهمالي
سيقول هذا الغصن بيع ردا

مَا الغُصنُ إلا قَلبي المغتالِ
بين السنين الحائرات غدا

لمْ يُرضهِ لِينٌ وطيبُ خِصالي
كلا وبِالنبض الجَريحِ شَدا

ريام

خفِّف عَنِ النَّاسِ مَا يلقونَ مِن ألمِ
‏فَإنْ عَجِزتَ فَأخرِج طَيِّبَ الكلِمِ

‏وانسُج مِنَ الفألِ أثوابًا لتُفرحَهُمْ
وَكُن كنُورٍ لهُم فِي أحلَكِ الظُّلَمِ

‏ لا يُسعِدُ النَّاس فِي قَولٍ وفِي عَمَلٍ
إلاّ امرُؤ طيِّبُ الأخْلَاقِ والشِّيَمِ

.....

‏امسح دموعك ولّ وجهك حيثما
ترتاحُ ما دمت الحياة قد اتقيت

يا أيها الإنسان إنك سائرٌ
في جنة الرحمن إن خيرًا نويت

.....

‏إلهي ترى حالي وفقري وفاقتي
و أنت مناجاتي الخفية تسمع

إلهي أجرني من عذابك إنني
أسيرٌ ذليلٌ خائفٌ لك أخضع

آمين

‏ربّاهُ والقلبُ يثوي في حـناياهُ
‏يدعو ويرجو جميلَ الصّفحِ ربّاهُ

‏فالقلبُ مُفتقرٌ والعـمْرُ مُنصرمٌ
‏فامننْ إلهَ الورى وسَوِّ مسـعاهُ

‏هذا وثاقي فـلمّا أنْ سعيتُ بهِ
‏ضلَّ المسيرُ ورحتُ أقولُ أوّاهُ

‏ربَّ الوجودِ فمنْ إلّاكَ يرحمني
‏عبدٌ هَــفا وهــجيرُ البعدِ أضناهُ

.....