هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا سائلي عن ما بقلبي من هوىً
هل ذُقت طعم الشوقِ أو طعم الحنينْ

إن الفؤادَ إذا أحبّ فإنه
يُمسي ويُصبح هائما في كلِّ حينْ

متخيّلا رسمَ الأحبةِ في السما
أَسَروا عيوني والفُؤادُ لهم رهينْ

روحي هناكَ تعيشُ بين أحبتي
وأنا هنا بدني يعيشُ كما السجينْ

لكنّ وصلي بالإله يُريحني
ما خاب قلبٌ بالرحيمِ سيستعينْ

فلأنت نور حياتي لدروب الحب تنير
حصّن يا ربي فؤادي فلأنت من يعينْ

.....

أَلا يَا حَمَامَ الأَيْكِ إِلْفُكَ حَاضِرٌ
وَغُصْنُكَ مَيَّادٌ فَفِيمَ تَنُوحُ

غَدَوْتَ سَلِيماً فِي نَعِيمٍ وَغِبْطَةٍ
وَلكِنَّ قَلْبِي بِالْغَرَامِ جَرِيحُ

فَإِنْ كُنْتَ لِي عَوْناً عَلَى الشَّوْقِ فَاسْتَعِرْ
لِعَيْنَيْكَ دَمْعاً فَالْبُكَاءُ مُريحُ

وَإِلَّا فَدَعْنِي مِنْ هَدِيلِكَ وَانْصَرِفْ
فَلَيْسَ سَواءً بَاذِلٌ وشَحِيحُ

.....

قَالَتْ أَرَاكَ عَلِيلَ الْجِسْمِ قُلْتُ لَهَا
مَنْ شَفَّهُ الْحُبُّ أَبْلَى جِسْمَهُ السَّقَمُ

قَالَتْ فَهَلْ مِنْ دَوَاءٍ يُسْتَطَبُّ بِهِ
قُلْتُ الْوصَالُ فَرَاحَتْ وَهْيَ تَبْتَسِمُ

فَبِتُّ فِي حَيْرَةٍ لا الْقَلْبُ مُصْطَبِرٌ
وَلا الْوُصُولُ إِلَى مَا يَشْتَهِي أَمَمُ

وَمَنْ أَطَاعَ هَوَاهُ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ
بِمَا يَكُونُ فَعُقْبَى أَمْرِهِ نَدَمُ

.....

وفي ليل الرجاء ذكرت حُباً
قديما لا تزال له شجوني

فغص النبض من بين الحنايا
وهاح القلب من بعد السكون

فرغم جفائهم ما خاب ظني
ولا نال التجاهل من حنيني

وكيف تموت أشواقي إليهم
وقد سكنوا زمانا في عيوني

إلهي مُدّهُم بالشوق دوماً
وظللهم به كي يذكروني

.....

‏حَوْرَاءُ في مُقْلَتَيْهَا حين تُبْصِرُها
سحرٌ مِن الحُسنِ لا مِن سِحرِ سَحّارِ

كأنها الشمسُ قد فاقت مَحاسِنُها
مَحَاسِنَ الشمسِ إذْ تبدو لإِسْفَار

الشمسُ تدنو ولا تصطادُ ناظرَها
ولو بَدَتْ هي صادت كلَّ نظَّارِ

ويحمِلُني الحنينُ إليكِ طِفلًا
‏وقد سلبَ الزّمانُ الصّبرَ منّي

‏وكانَ العُمر في عَينيكِ أمنًا
‏وضاعَ الأمنُ حين رحلتِ عنّي

.....

مازلتُ أعرف أن الشوق معصيتي
‏والعشق والله ذنبٌ لستُ أُخفيه

‏اشتاق ذنبي ففِي عينيكِ مغفرتي
‏يا ذنب عمري ويا أنقى لياليه

‏ماذا يفيد الأسى أدمنتُ معصيتي
‏لا الصفح يجدي ولا الغفران أبغيه

‏إني أرى العمر في عينيك مغفرة
‏قد ضل قلبي فقُل لي كيف أهديه

.....

‏لمّا التقيتكِ أحيا الحُبُّ أورِدتي
‏وأيقظَ النبضَ في روحي وأحياها

‏كأنّ دُنيايَ أهدتْني سعادتها
‏فما أرقّ وما أحلى هداياها

‏فيا لِبهجةِ عينٍ أنتِ ساكِنها
‏ويا لِفرحةِ رُوحٍ أنتِ دُنياها

‏فأنتِ ألطف إحساسٍ جرى بِدَمي
‏وأنتِ أجملُ أقداري وأحلاها

.....

مَكانُكٍ فِي قَلبي هُوَ القَلبُ كُلُّهُ
‏فَلَيسَ لِشَيءٍ فيهِ غَيرُكِ مَوضِعُ

‏وَحَطَّتكِ روحي بَينَ جِلدي وَأَعظُمي
‏فَكَيفَ تُراني إِن فَقَدتُكِ أَصنَعُ

.....

قلبي سواك على البسيطة لا يَرى
ولغير قلبك ما سَرِيْتُ وما سرى

ما كلُّ فاتنةٍ تثيرُ زوابعي
حتى وإنْ عَرَضتْ عليَّ المرمرا

أنتِ الأميرةُ والجديرةُ والتي
تبقى مليكةَ مهجتي مهما جرى

.....