هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏صباحٌ من نمير الماء أصفى
وعطرٌ لفّ في الآفاق لفّا

وزهرٌ باسمٌ في كلّ حينٍ
وأنسٌ حيّر الشّعراء وصفا

وطيرٌ أنعش الأجواء شدواً
وموسقَ لحنهُ وأدام عزفا

صباحٌ مشرقٌ إن جاء غنّت
حروفي وانتشت حرفاً فحرفا

يقولُ لكلّ أحبابي سلاماً
من القلبِ الذي بالشّوق رفّا

.....

شُكراً لمن أشعلوا في القلبِ حُبّهُمُ
وقدّموهُ إلى النسيانِ قُربانا

وأيقظوا فيه نبضاً صادقاً ونَسُواْ
أنّ الذي يحمِلُ الإحساسَ إنسانا

سألتكُم بالذي أوهى مشاعِرَكُم
ردّوا إليّ هدوئي للذي كانا

.....

يا من إليك غرام قلبي ينتمي
إني زرعت هواك حبا في دمي

أنت المحبة والمودة والهوى
أنت الدواء لخاطري يا بلسمي

إني اتخذتك في الحياة وسيلتي
يا ري روحي في الغرام وأعظُمي

فضع يسارك في يميني واجذب
كفي بحبٍ في هواك ومعصمي

سأظل شوقاً فيك أكتب أحرفي
ويظل ذكرك يا حبيبي في فمي

.....

‏حين غابوا لم تغبْ ذكراهمُ
لو نسينا الدهرَ لم ننْسَ هوانا

والتقينا ملء عينينا الهوى
ما سألنا العمر عن ذكرى أسانا

ونسينا المُرّ من أيامنا
ظُلْمة الليل مضَتْ والفجرُ بانا

ونسينا كل شيءٍ حولنا
نشوةُ الأشواق أنْسَتْنا الزمانا

.....

جِئنا نُؤدِّي دَورَنا ونُغادِرُ
والكُلُّ لو طالَ الزَّمانُ مُسافرُ

لا شَيءَ يَبقى غَير ذِكرٍ طَيِّبٍ
تُحكى به بَعدَ الرَّحيلِ مَآثرُ

تاريخُ عُمرِك أنت مَن يُعنى به
إن شِئت فاجعَل مَن يراهُ يُفاخِرُ

.....

يا سائلي عن حال قلبٍ مُتعبٍ
بالوجدِ يحيا والحنينِ يُنزفُ

إن التصوفَ في الهوى مذهبُ الهوى
يسمو به العشاقُ لا يتكلّفوا

فالعاشقُ المذبوحُ إن ذُكر الحمى
تجلى له وجهُ الحبيبِ فهُتفوا

يسري إليه النورُ من أعماقهِ
ويذوبُ لا ريحٌ ولا هو يعصفُ

قد باتَ يسكُنُ بين بينَ أضلعِهِ
سرٌ إذا ما بانَ ما عادَ يُخفى

فدعوا التصوفَ للعقولِ الحائرة
أما الهوى فجنونُ من يتصوّف

.....

ما بالُ قَلبِكَ يا مَجنونُ قَد خُلِعا
في حُبِ مَن لا تَرى في نَيلِهِ طَمَعا

الحُبُّ وَالوُدُّ نِيطا بِالفُؤادِ لَها
فَأَصبَحا في فُؤادي ثابِتَينِ مَعا

طوبى لِمَن أَنتِ في الدُنيا قَرينَتُهُ
لَقَد نَفى اللَهُ عَنهُ الهَمَّ وَالجَزَعا

أَدعو إِلى هَجرِها قَلبي فَيَتبَعُني
حَتّى إِذا قُلتُ هَذا صادِقٌ نَزَعا

لا أَستَطيعُ نُزوعاً عَن مَوَدَّتِها
وَيَصنَعُ الحُبُّ بي فَوقَ الَّذي صَنَعا

وَزادَني كَلَفاً في الحُبِّ أَن مُنِعَت
أَحَبُّ شَيءٍ إِلى الإِنسانِ ما مُنِعا

.....

الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الأَلسُنا
وَأَلَذُّ شَكوى عاشِقٍ ما أَعلَنا

المتنبي

أرأيتَ حيّاً ميتاً متماسكاً
متفائلاً وله الأماني قوتُ

علمٌ أنا والريح باست هامتي
من باركته الريح كيف يموتُ

كريم العراقي

فهل تلد النور أحلامنا
كما يلد الزهرة البرعمُ

لنا موعدٌ نحن نسعى إليه
ويعتاقُنا جرحنا المؤلمُ

عبدالله البردوني