هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أروع ما قيل في الأب :

لو أمطرتْ ذهباً منْ بعدِ ما ذهبا
لا شيء يعدلُ في هذا الوجودِ أبا

مازلتُ في حِجرِهِ طفلاً يُلاعبني
تزدادُ بَسمتُهُ لي كلما تَعِبا

لم يَحنِ ظهرَ أبي ما كانَ يَحمِلُهُ
لكنْ ليحملني منْ أجليَ انحدبا

وكنتُ أحجبُ عن نفسي مطالبها
فكانَ يكشفُ عما أشتهي الحُجُبا

أغفو وأمنيتي سرٌّ ينامُ معي
أصحو، وإذ بأبي ما رُمتُ قد جَلبا

ياليتني الأرضُ تمشي فوقها فأرى
من تحتِ نعلكَ أني أبلغُ الشُهبا

مهما كتبتُ بهِ شعراً فإنَّ أبي في
القدرِ فوقَ الذي في الشعرِ قد كُتبا

يامنْ لديكَ أبٌ أهملتَ طاعتهُ
لا تنتظر طاعةً إنْ صِرتَ أنتَ أبا

فالبِرُّ قرضٌ إذا أقرضتهُ لأبٍ
يُوفيكَهُ ولدٌ والبِرُّ ما ذهبا

لا تنتظر موتهُ صِلْ في الحياةِ أباً
لا ينفعُ الدمعُ فوقَ القبرِ إنْ سُكِبا

.....

وتَظَلُّ يا أبتاهُ مأوى مُهْجَتي
في حُضْنِكَ الدافي أَلمُ ُّشتاتي

و إذا أحاطتني سُيُولُ مَتَاعبي
فلأنتَ وَحْدك َقارِبٌ لنجاتي

.....

لا يُدْرِكُ الغَايَة َ القُصوى سوى رَجُلٍ
ثَبْتِ العَزِيمَة ِ ماضٍ حيثُ ينخرِطُ

إن مسَّهُ الضَّيمُ ناجى السَّيفَ مُنتصرًا
أو همَّهُ الأمرُ لم يعلق بهِ الثبطُ

فاقذِفْ بنفسِكَ في أقصى مَطَالِبِها
إنَّ النَّجَاحَ بسعي المرْءِ مُرْتَبَطُ

البارودي

‌‎سِرْ لا تَقِف فالدربُ لا يأتي إليك
والحلمُ لا يجري ليَسْقُطَ في يَدَيْك

هي هكذا الأيامُ سعيٌ دائمٌ
إن تَلتفِت للخلفِ تخسر ما لديك

.....

وصبرًا فالأمـاني مقبلات
تكادُ تكون عن قرب تكـاد

أليس الفجر يخرج من ظلام
ونور الصبح يسبقه السواد

.....

يا رب إن لكل جرحٍ ساحلاً
وأنا جراحاتي بغير سواحلِ

كل المنافي لأ تبدد وحشتي
ما دام منفاي الكبير بداخلي

.....

وإذا أراد الله منحك نعمةً
ما ردّها أحدٌ فآمن بالقدر

سلِّم أمورك للقدير فإنه
لو شاء أنزل بين كفيك القمر

سبحانه

يُــعَلّمني الــغيابُ مــقام نــفسي
وأيّ الــنّاس كــانوا لــي صــحابَا

ومــن صــانوا ودادي حــين غبنا
بــحسن الــظّن يستقصوا الغيابَا

عــرفــت الآن أي الــنّاس أوفــى
وكــم مــن صــحبةٍ كــانوا سرابَا

فــقد خــابت ظــنون القلب يومًا
وبـعـض الــظّن يُــفقدنا الــصّوابَا

فــلا عُــتبى لــمن خــذلوا فؤادي
ولا جـــدوى نُــســائلهم عِــتــابَا


.....

قل للذين مقامهم في مقلتي
ما ضرّنا إذ ناءتِ الأميالُ

‏في كل يوم تكبرون بداخلي
كالزّهرِ يورقُ في الحياةِ جمالُ

ابن الفارض

لا تحسبي أني لغيرك أكتبُ
أو أنني في غير كاسك أسْكبُ

ما غابَ طيفك عن عيوني لحظة
هذا لأنك مِن عيوني أقرَب

والله ما طاف الحنينُ بخاطري
إلا وطيفُك مِن دمي يتسربُ

لا ينبغي للشمس إدراكُ الندى
هذا المسافرُ في دمي لا يتعب

أنا إنْ نظرت إلى عيونك أرتجي
ديوان شعر في دقائقَ يُنجب

.....