هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وإن غابَ طيفُهمُ فالقلبُ يعرفُهمْ
وفي الحنايا لهمْ ذِكـــرى وأسبابُ

نُصغي لنبضِهمُ في كلِّ خاطـــرةٍ
كأنّهـــــــــمْ بينَنا ما غابَ أحبابُ

.....

ولَيلى ما كَفاها الهَجرُ حَتى
أباحَت في الهَوى عرضي وديني

فقُلتُ لَها ارحَمي أُمي فقالَت
كَذا خَط اليَراعُ عَلى الجَبين

فَدَع قَلَقَ الصِغارِ وَكُن صَبوراً
وَهَل في الحُبِّ يا أُمّي اِرحَميني

.....

‏ما راقبوكَ ولكن أنتَ مُنفَعِلٌ
يا مِحوَرَ الكَونِ إنَّ الكَونَ مَشغولُ

.....

‏الكلبُ سيدُ قومه
في الكهف يقتات العظام

والذئب أمسى حارساً
يحمي الأرانب والحمام

والثعلبُ المكارُ
يضحك من غباءٍ مستدام

والظبيُ إن يعدو
من الصياد تلحقْه السهام

والأمن أصبح خائفاً
والنوم يرفض أن ينام

عجز الكلامُ عن الكلام

‎البردوني

وَما تَنْفَعُ الخَيلُ الكِرامُ وَلا القَنَا
إذا لم يكُنْ فوْقَ الكِرامِ كِرامُ

.....

‏ياليت قلبكَ مثلما
أشتاق أو أحنو يحــنُّ

أو أنه إن غبتُ مثلي
حين يهجرني أُجنّ

فمتى يعودُ لطبعه
هذا الحنون وأطمئنُّ

.....

‏أوهكذا كالحلم ترحلُ فجأةً
أوليسَ قبل الليل يُنتظرُ الشفق

أين الذي قالوه في كتب الغرام
عن الوداع عن النجوم عن الأرق

.....

ما عدتُ أنظرُ خلفي لا لضعفٍ
بل إنّ قلبي ضاقَ بالأحمالِ

قلنا سنرحلُ إن تخلّوا مرّةً
ومضيتُ وحدي والسكونُ سؤالي

هل كان يُوجَعُ إن رجعتَ بصمتِهِ
أم كانَ أقسى أن أعودَ لحالي

.....

يا من تركتَ القلبَ ممتلئَ الأسى
لا زلتَ في صدري كأنّك حاضرُ

غادرتَ لكن لم تُغادر خاطري
بعضُ الرحيلِ بقاءُ قلبٍ عاثرُ

.....

ما عدتُ أرجو من ودادك لحظةً
إنّي اكتفيتُ وعزّ نفسِي كافِ

قل للذي ألقى المودّةَ جانبًا
لا يرجُ رجعةَ من غدا جوّافِ

.....