هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لقد ذَرَفَتْ عيني وطال سُفُوحُها
وأصبحَ من نفسي سقيماً صحيحها

ألا ليتَنا نَحْيا جميعاً وإن نَمُتْ
يُجاوِرُ في الموتى ضريحي ضريحُها

فما أنا في طولِ الحياة ِ براغبٍ
إذا قيلَ قد سويّ عليها صفيحها

أظلُّ نهاري مُستَهاماً ويلتقي
مع الليل روحي في المَنام وروحُها

فهل ليَ في كِتمانِ حُبّيَ راحة ٌ
وهل تنفعنّي بَوحة ٌ لو أبوحُها

جميل بثينة

مَا عاد غيرُك للإعجاب يُغريني
فأنت عن كُل مَن فِي الكُون يكفِيني

كيف امتلكت فُؤادًا كان مُمتنِعًا
وسِرتَّ منِي إلى أقصى شراييني

إني أُحبك حُبًا لستُ أكتمـــــهُ
حتّى جرحتُ يدي ســهوًا بسكينِ

أريدُ مِنك عهُــودًا لستَ تخلِفُها
بِأن تظلَّ طوال العُـــمر ترويني

.....

لقد كتمت الهوى حتى تهيمنى
لا استطيع لهذا الحب كتمانا

لا بارك الله بالدنيا اذا انقطعت
أسباب دنياك من أسباب دنيانا

ابدل الليل لا ترى كواكبه
أم طال حتى حسبت النجم حيرانا

أن العيون إلتى فى طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قنلانا

.....

تمنيت لو أن طال في وصلكم عمري
كما طال يوم البعد أو ليلة الهجرِ

لقد كنت أشكو الليل فجراً بلا عشا
فقد صرتُ أشكوه عشاءاً بلا فجرِ

تطول ليالينا وتقصر بالذي
تصادق منها وهي سيان في العمرِ

رحلتم فما اغمضت جفني بعدكم
على هجعةٍ لكن على دمعةٍ تجرى

أذابت فؤادي لوعة الحب بعدكم
فمن لي إذا غبتم بقلبٍ من الصخرِ

فما مثلكم يُنسى ولا غير ذكركم
تمر، وإن لم تذكروا لي على ذكري

إذا شئت أن تُعصى وإن كنت قادراً
فمُر بالذي لا يُستطاع من الامرِ

.....

وظَننـتُ أنكِ قَد رَحلتِ فَأُتلِفَت
يومَ الرَّحِيلِ أيَامَهَا أعصَابي

ومَرافِئِي رَغمَ الثَّبَــاتِ تَبَعثَــرَت
وَغَـدَا فِراقَكِ مِحنَتِي وَمُصَابِي

يَا أنـــــتِ يَا حُلماً تَبَخَّـرَ فِي دَمِي
وَمَضَى يَجُـرُّ النَومَ مِنْ أهدَابِي

وَأنَا أنَا ذَاكَ المُسَافِرُ قَد بَدا
ظَمَئِي الشَّدِيدُ لِبَارِدِ العُنـابِ

وصَغِيرَةٌ كَانَت تَسِيرُ بِرِفقَتِـي
بِطُفُولَتِي حَتَّى انتَهتْ بِشَبَابِي

.....

دَعوني في القِتالِ أَمُت عَزيز
فَمَوتُ العِزِّ خَيرٌ مِن حَياةِ

لَعَمري ما الفَخارُ بِكَسبِ مالٍ
وَلا يُدعى الغَنِيُّ مِنَ السَراةِ

سَتَذكُرُني المَعامِعُ كُلَّ وَقتٍ
عَلى طولِ الحَياةِ إِلى المَماتِ

فَذاكَ الذِكرُ يَبقى لَيسَ يَفنى
مَدى الأَيّامِ في ماضٍ وَآتي

وَإِنّي اليَومَ أَحمي عِرضَ قَومي
وَأَنصُرُ آلَ عَبسَ عَلى العُداةِ

وَآخُذُ مالَنا مِنهُم بِحَربٍ
تَخِرُّ لَها مُتونُ الراسِياتِ

وَأَترُكُ كُلَّ نائِحَةٍ تُنادي
عَلَيهِم بِالتَفَرُّقِ وَالشَتاتِ

عنترة بن شداد

وإنّي أغارُ مِنْ ذاكَ الذي يراكَ
بينما عَيني مِنكَ تُحرمُ

تَنالُ أعيُنهم مِنكَ نصيبُها
وَنصيبي مِنكَ عَلى سِواي مقسّمُ

إن كانوا هم أقربُ لكَ منّي
فَليسَ سِوايَ بِكَ مُتيّمُ

.....

‏سَأظَلُ عَنْ تِلْكَ العُيُونِ أُقَاتلُ
أنا عَنْ هَواكِ وعَنْكِ لا أتَنَازَلُ

.....

وأغيبُ لكنّي أمدُّ حبالي
خوفاً عَلَيك ورغبةً لوصالي

نحن انتهينا مُذْ وضعنا نقطةً
بعضُ النقاطِ تكونُ للإكمالِ

زُرني إذا بلغَ اشتياقُك حدَّهُ
أو دَع خيالَك كي يزورَ خيالي

ما كنتَ مثلَ العابرين فإنَّهم
مرُّوا عليَّ وأنتَ سِرتَ خِلالي

.....

أَوقَفْتُـــهُ قَبْــــلَ الرَّحيـــلِ مُودِّعًـــا
فَدَنَـــوتُ أُهْدِيــــهِ الــوِدادَ لأَسْمعَـا

ومَنَعتُ دَمْعِي وابْتَسمْتُ مُصَافِحًـا
لكِـنْ هُزِمْــتُ فكَـانَ قَولِــي أَدْمُعَــا

.....