هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

كان لي في قريب عهدي حياة
يتمنى نعيمَها الأمجادُ

فاستحالت بعد النعيم عذابا
كالبياض الذي محاه السوادُ

ومحال يدوم في هذه الدنيا
نعيم، أو مسكنٌ لا يُبادُ

يا سعيرَ الفؤاد خفف لهيبي
لم يعد في الفؤاد إلا الرمادُ

ليس لي في هذه الدنيا أنيسٌ
فكأني وقومها أضدادُ

أعيَتِ النفسَ صحبةُ السوء فيها
كيف لي عن صحبةِ السوء ابتعادُ

أنا في الأسر لا أطيق قرارا
مع لئامٍ يقودهم أوغادُ

مجبر في لقائهم كل يوم
ومجاراتهم وهم أحقادُ

هنت فيهم ولا ألوذ فرارا
كهِزَبرٍ حُرٍّ دهاهُ اصطيادُ

لا همُ أفلتوه يطلب مجدًا
وافتخارا، ولا عراه اعتيادُ

طال في غربتي انتظارٌ وشوقٌ
واكتئابٌ ولوعةٌ وسهادُ

وحنيني بها لموطنِ عِزٍّ
كان يحلو به لعيني الرقادُ

وخليلٍ إذا نأتني المسراتُ
أتاني يحفُّه الإسعادُ

قد نأت عنيَ المسراتُ لكن
حال بيني وبين خِلِّي البِعادُ

وجفاني السرورُ واجتمع الهمُّ
وضاقت على اليدِ الأصفادُ

ليس للعبد في الشدائد عونٌ
من سوى الله أو له إمدادُ

فهو حسب الفتى ونعم الوكيلِ
وعليه الرجاءُ والإسنادُ

فاصطبر يا إبراهيم اصطبارا
عل ينجيك بالرحيم اعتمادُ

.....

قالت أراك عظيم الهم، قلت لها
لا يعظم الهم حتى تعظم الهمم

.....

وبعضُ الناسِ قد غابوا سنيناً
وما هزّتْ بنا الأشواقُ شعرةْ

وبعضُ الناسِ إنْ غابوا ليومٍ
نحسّ الشوقَ في الأعماقِ جمرةْ

.....

نادِ الإلهَ إذا أحاط بكَ الأسى ‏
ماخابَ من في النائباتِ دعاهُ

.....

قفَا ودِّعا نجداً ومَنء حَلّ بالحمى
وَقَلَّ لنجد عندنا أن يُوَدَّعا

بنفسي تلك الأرض ما أطيب الرُّبا
وما أحسَنَ المُصَطافَ والمُتَربَّعا

واذكر أيام الحمى ثم انثني
على كبدي من خشية أن تَصَدَّعا

تلفتُّ نحو الحي حتى وجدتني
وَجعءتُ من الإصغاء ليتاً وأخدعا

وليستء عشيَّاتُ الحمى برواجع
عليك ولكن خلِّ عينيك تدمعا

بكت عيني اليسرى فلمَّا زجرتُها
عن الجهل بعدَ الحلم اسبلتا مَعَا

الصمة القشيري

ألا ليت شعري عن عوارضتيء قَنَا
يطول الليالي هل تغيَّرتا بعدي

وعن عُلُوَيات الرياح إذا جَرَتء
بريح الخزامى هل تَهُبُّ على نجد

وعن أُقُحُوان الرمل ما هو فاعلٌ
إذا هو أسرى ليلة بثرى نجد

قيس بن الملوح

سقى الله الحيا نجداً فإني
لذو قلب إلى نجد نزوع

.....

ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد
لقد زادني مسراك وجدا على وجد

سقى الله نجدا والمقيم بأرضها
سحابا غواد خاليات من الرعد

ابن الدمينة

سقى الله نجداً والسلام على نجدٍ
ويا حبذا نجداً على النأي والبعد

نظرت إلى نجدٍ وبغداد دونها
لعلي أرى نجداً وهيهات من نجد

.....

أكرر طرفي نحو نجد وإنني
إليه وإن لم يدرك الطرف أنظر

حنينا إلى أرض كأن ترابها
إذا أمطرت عود ومسك وعنبر

قيس بن الملوح