هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وليسَ لنا فِي الحنين يَد
وفي البُعد كان لنا ألف يَد

سلامٌ عليك، افتقدتكَ جدًا
وعليّ السَلام فِيما افتقِد

.....

‏أيُعيدُ ليلُ البُعدِ صوتَ تلاقِ
أم ذاكَ وَهمٌ في دُجى الإشراقِ

قد كُنتُ أرجو أن نكونَ كما نما
حُلمًا جميلاً في رُبى الآفاقِ

لكنَّ صَرفَ الدهرِ فرّقَ بينَنا
وتركْتُ دمعي سابحًا بأعماقي

ما كنتُ أحسَبُ أنَّ نارَ تلهّفي
تُطفى بموجِ الحزنِ والإشفاقِ

.....

لو كُنتُ أعلمُ أنّ الحُبّ يقتُلُني
أعْددتُ لي قبلَ أنْ ألقاكِ أكفانا

لا تَعذِلوني فَإِنّي مِن تَذَكُّرِها
نَشوانُ هَل يَعذِلُ الصاحونَ نَشوانا

.....

لكن لماذا تسألين
بمـن أهيم ومن ألاقي

فلتستريحي إنني وحدي
وأحزاني رفاقي

كـالـسنـدباد بلا بحار
كالغدير بلا سواقي

ورجائي ألا تسألي
هل مت أو ما زلت باقي

.....

لا تُخفِ ما فَعَلَت بكَ الأَشواقُ
وَاشرَح هَواكَ فَكُلُّنا عُشّاقُ

فَعَسى يُعِينُكَ مَنْ شَكَوتَ لَهُ الهَوى
في حَملِهِ فَالعاشِقونَ رِفاقُ

لا تَجزَعَنَّ فَلَستَ أَوَّلَ مُغرَمٍ
فَتَكَتْ بهِ الوَجناتُ وَالأَحداقُ

وَاصبِر عَلى هَجرِ الحَبيبِ فَرُبَّما
عادَ الوِصالُ وَلِلهَوى أَخلاقُ

كَم لَيلَةٍ أَسهَرتُ أَحداقي بها
وَجدًا وَلِلأَفكارِ بي إِحداقُ

وَاسوَدَّ حَظّي عِندَهُم لَمّا سَرى
فِيهِ بنارِ صَبابَتي إِحراق

.....

وَمَن لَم يَعشَقِ الدُنيا قَديمًا
وَلَكِن لا سَبيلَ إِلى الوِصالِ

نَصيبُكَ في حَياتِكَ مِن حَبيبٍ
نَصيبُكَ في مَنامِكَ مِن خَيالِ

.....

‏يُخفي لواعِجَهُ والشَّوقُ يَفضَحُهُ
فقد تساوَى لدَيه السِّرُّ والعَلَنُ

.....

تَرَكْتَ الْقَلْبَ فِي الْأَشْوَاقِ يَحْيَا
كَأَنَّ الدَّمْعَ مِنْ أَمَلِي اعْتِرَافُ

.....

‏اشْتَقْتُ يا لَحْنَ الحَيَاةِ وعِطْرَها
هَلْ أنتِ مِثْلي يَعْتَرِيكِ تَوَجُّدُ

يالَيْتَ لي قَلْبًا يُصابِرُ في الهَوَى
أو لِلْمَشَاعِرِ جَفْوَةٌ وتَبَلُّدُ

عَصَفَتْ بنا الأيَّامُ مُذْ جَارَ النَّوى
شَوْقٌ يُلِحُّ وَمَا احْتَوَاهُ تَجَلُّدُ

.....

لا الدنيا لنا وما كُنا للدُّنيا
كلنا لله وإنَّا إليه لراجعون

.....