هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وقد يعيشُ الفتى حتّى يُقالَ له
ما ماتَ عند لقاءِ الموتِ بل عاشا

.....

ما عادَ يُجدي في الحياةِ عِتابُ
فالقلبُ مُضنىً والشعورُ مُصابُ

وسنينُ عُمري قد ترنّحَ خَطْوُها
تمضي وفي طرَفِ الطريقِ سرابُ

من أينَ تأتي راحتي فمشاعري
ظمأى وحولي سُدّت الأبوابُ

.....

وتمرُّ أقدارٌ عليك كئيبةٌ
فيراك ربّ القلب تصبر راضِيا

ولسَوف يُعطي بالرِضا ما تَرتَضِي
مِن بعد أن تُمسي وتُصبحُ دَاعيا

الجَبرُ بعد الكَسرِ عادةُ ربِّنا
لن يترُكَ الرّحمنُ قلبكَ باكِيا

.....

لست ذليلاً لكي اعزّ بقربهم
انا عزيزٌ لا يُذلّ جواري

اخترتُ نفسي والنفّوس عزيزة
انا لا أعيش العمر دون خيار

لك ان تغِيبَ لن أَموتَ بِغُربَة
فالأرض أرضي والمدار مداري

.....

ياساهِراً لَعِبَت أَيدي الفِراقِ بِهِ
فَالصَبرُ خاذِلُهُ وَالدَمعُ ناصِرُهُ

إِنَّ الحَبيبَ الَّذي هامَ الفُؤادُ بِهِ
يَنامُ عَن طولِ لَيلٍ أَنتَ ساهِرُهُ

ابو فراس الحمداني

‏يا رَبِّ صَلِ على الذي أدْنَيْتَهُ
‏مِنْ قَابَ قَوْسيْنِ الجَنَاب الأقْرَبا

‏صَلّى وسلَّمَ ذو الجَلالِ عَلَيْكَ يا
‏مَنْ نُورُ طَلْعَتِهِ يَشُقُّ الغَيْهَبَا

صل الله عليه وسلم

وتراهُ يصمِتُ كـي يُواريَ حُبَّهُ
وبقدر مـا تُخفَى المحبَّةُ تُعلَمُ

عبثاً يخبِّئُ سِـــرَّهُ في صَمتِهِ
من قالَ أن الصّمتَ لا يتكلّمُ

.....

تَركتُ ظُنونَ النّاسِ عنِي ورَأيُهم
فَقد كَان يَكفِيني صَحيح ظُنوني

وأعرفُ مِن نفسِي الذي يَجهلُونه
وافهَمَ ذاتي في جَميع شُوؤني

و لا أرقبُ التَقدِير في عَينِ نَاقصٍ
إذا كانَ قَدري كاملاً في عيُوني

.....

الدَهرُ يُفنينا وَنَحسَبُ أَنَّهُ
يُفني بِنا أَيّامَهُ وَلَيالِيَه

فَإِذا مَشى فينا الفَناءُ فَراعَنا
خَلَقَ الخَيالُ لَنا الحَياةَ الثانِيَه

إِنَّ الحَياةَ قَصيدَةٌ أَبياتُها
أَعمارُنا وَالمَوتُ فيها القافِيَه

.....

بَلغوّها أذا أَتيتُم حِماها
أنني متُ في الغرامِ فِداها

وأَذكروّني لَها بكلِ جميلْ
فَعساها تُحنُ عَساها

أنَّ روحي تُناجِيها
وعَينيَ تَسيرُ أثرَ خُطاها

لَم يُشفِني سِوى أملي
أنني يوماً أراها

.....