هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

الوردُ يأخذ من عينيـكِ بهجَتـهُ
ويمتلي الزهرُ حُبًا حينَ يلقـاكِ

والطيرُ ينشدُ في الإصبـاحِ أُغنيـةً
ويعتلي الغصنَ كي يلقى محيّاكِ

يا أختَ صُبحٍ ووردٍ في وضاءَتِـهِ
كأنّك الزهـرُ لكن دونَ أشـواكِ

إن كانَ كلّ بني الإنسانِ من علقٍ
فأنتِ يقبـعُ وردٌ في ثنايـاكِ

.....

تَتَفَرَّدينَ عن النِّساءِ بخصْلةٍ
كتَفَرُّدي عن عالَمِ الشِّعَراءِ

أنتِ الجَمالُ حقيقةً وتَصَوُّفاً،
وأنا المُريدُ لجوهرِ الأشياءِ

الهائمونَ بحُسنِ وجهِكِ لم يروا
إلّا سَوانحَ فَيْضِهِ المُتَرائي

لم يَبلُغوا مِثْلي الوُصولَ لقُطْبِهِ
أوْ تُفْنِهِمْ أنوارُهُ كَفَنائي

حَلَّتْ بهذا القلبِ كشْفُ جِهاتِهِ
حتى رأيتُ من الأمامِ ورائي

.....

وعلى القلوب من القلوب دلائلٌ
بـالـودِّ قـبـل تشـاهــد الأرواحِ

.....

ما بينَ شوقينِ قَلبي فيك يَرتحلُ
يا قابَ قوسينِ ما للشوقِ لا يصلُ

أيوبُ صَبــــــري وبلأوجاعُ تقتــلهُ
يأسى على جرحهِ لو قيلَ يَندملُ

بُرئي من الشوقِ أنْ أشتاقَ مِلءَ دمي
حظِّي منَ الـوَجدِ يُطفيني ويشتعلُ

وأن أبَــــعثـرَ في إيقاع ضِحكته
نبضًا تخاصمَ فيه اليأس والأملُ

.....

لَيِسَِ الجمَالُ بأَثواِب تُزِينّنَا
إِن الجمال جمالَ العقلِ والأدبِ

لَيسَ اليِتَيِمُ الَذي قَد ماتَ والِدُهُ
إن اليتيم يتَيم العِلمِ وَالأدبَ

.....

وإذا رأيتكِ تضحكين تبسما
‏ذهبت هموم مشاغلي وعنائي

.....

يا حاملَ الهَمِّ إنَّ الهَمَّ قَتَّالُ
الدارُ فانيةٌ والركبُ رَحَّالُ

غداً سترحلُ عنْ دنياك تتركها
فليسَ في القبرِ لا أهلٌ ولا مالُ

فوِّضْ أموركَ للرحمن في ثقةٍ
فلمْ تخبْ عندَ ربِّ العرْش آمالُ

.....

‏كمَرّ السحابِ يمرّ البشر
فناسٌ كغيمٍ وناسٌ مطر

وناسٍ بقوا في الحياةِ طويلًا
ولم تذكر الأرضُ منهم أثر

ومهما أردنا مكوثًا فإنّا
محالٌ علينا بأن نستقر

وتمضي الحياةُ ونمضي عليها
ونبقى بها دائمًا في سفر

.....

صُنْ النفسَ واحملها على مايزينها
تعش سالمًا والقول فيك جميلُ

وإن ضاق رزقُ اليوم فأصبر إلى غد
عسى نكبات الدهر عنك تــزولُ

ولا خير في ود إمرئ مُتلون
إذا الريح مالت مال حيث تميلُ

وما أكثر الإخوان حين تعدهُم
ولكنهم في النائبات قليـــلُ

الشافعي

وما الإنْسانُ إلاّ روحُ طِفْل
تَـدَرَّجَ في الحياة إلى الممات

وشَرُّ النّاس مَنْ يَغتالُ طفلاً
بريـئاً بالخطايا المُوْبِقَاتِ

وخَيْرُ النّاس مَنْ يَبْقى كطفل
بَريء القلب مَيْمُونَ السِّمات

فَعِشْ بالطّفْل فيكَ كما عَهِدْنا
وجَدِّدْ روحَه بالمَكْرُمـات

.....