هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

غَابُوا وَزَادُوا فِي الغِيَابِ سِنِينَا
غَابُوا لِيَزدَادَ الحَنِيـنُ حَنِينَا

غَابُوا وَمَا عَلِمُوا بأنَّ غِيَابَهُمْ
سَلبَ السَّعَادَةَ واسْتَحَالَ أنِينَا

هَذِي عُيُونِي قَدْ بَكتْ لِفِراقِهِمْ
دَمعاً مُذِيباً لِلجُفُونِ سَخِينَا

أوَّاهُ لَو عَادُوا لَقَالُوا لَيتَنَا
لمْ نَترُكِ الصَّبَّ الكسِيرَ حَزِينَا

.....

زُرني إذا بلغَ اشتياقُك حدَّهُ
أو دَع خيالَك كي يزورَ خيالي

ما كنتَ مثلَ العابرين فإنَّهم
مرُّوا علي وأنتَ سِرتَ خِلالي

يا حب عمري قد ارهقت قافيتي
كانما في دمي تـــجري وأفكاري

ان كنت بحرا فهذا المد اعشقه
وجزر بـــوحك الحان لأوتاري

القلب يعشق من بالحب يغمره
والله يشهد في الحالين ابحاري

كل القصائد فی عینیك اکتبها
وکل آه علی الافواه من ناري

اني احبك ما زالت تهدهدني
فوق النجوم وتهدیني باسفاري

عهدي سیبقی کعهد الامس احفظه
بین الحنایا وفي طیات اشعاري

یعقوب قلبي في عیني یوســفه
مهما تناءت عن الاحباب اقداري

.....

ماذا جنيتُ لكي تغيِّبَ طيفَنا
وتصدُّ عني والدجى باتَ مُحالِ

هل كانَ ذنبي أنْ عشقتُك مُغرمًا
أمْ أنّ قلبي في هواكَ هوى اللَّيالِ

لا لم أعد أقوى على هجرانِكم
روحي تموتُ وأنتَ عن قلبي تبالي

عُد لي فإنّ العمرَ من دونِ الهوى
ريحٌ تهبُّ ولا تُبشِّرُ بالظلالِ

إنْ كنتَ ترضى أنْ أذوبَ منَ الأسى
فاسألْ فؤادي عنْ جراحِ الانفصالِ

يا من ملكتَ الروحَ هل ترضى لها
وجعَ التمنِّي أوْ عذابَ الاعتلالِ

إني وهبتُكَ مهجتي لا عنْ ندى
فاذكرْ عهودَ الحبِّ في زمنِ الوصالِ

لو أنّ صدّكَ عنْ هوى روحي قضاءٌ
قد كانَ يكفي أنْ تهونَ ولا تبالي

لكنَّ هجركَ زادَ قلبي لوعةً
والنّبضُ ينشدُ منكَ ألحانَ الوصالِ

قد كنتُ أُخفي في فؤادي لوعتي
واليومَ جفَّ الدمعُ في عيني حلالي

يا من جعلتَ الشوقَ نارًا في دمي
أطفئْ لظاها كي أُعانقَكَ بِحالي

لا تتركني في غياباتِ الجوى
أشتاقُ قربَكَ يا نسيمَ الاعتدالِ

إنْ كنتَ تدري ما بقلبي من أسًى
فاعلمْ بأنّي لا أطيقُ لكَ مِثَالِ

عودي فإني في الغرامِ مُتيّمٌ
ولغيرِ عينيكَ الهوى كانَ المُحالِ

قد ضاقَ بي هذا الدجى من بعدِكم
فالشمسُ تغربُ في عيوني باكتمالِ

ما كنتُ أدري أنَّ هجركَ قاتلي
حتى رأيتُ الدمعَ يروي لي الليالِ

إني وقفتُ على رُبا ذكراكَ يا
وجعَ المنى والعمرُ منكَ بلا مآلِ

ما الحبُّ إلا أنْ تكونَ مشاعري
في راحتيكَ وفي عيونِكَ لا أُبالي

إنْ كنتَ تهواني فلم تهجرْ كذا
إنّ الهوى روحٌ يُراعى باعتدالِ

.....

اخلصت فيكي محبتي وحنيني
وحجبت عن كل الانام عيوني

وجعلت قلبكي وجهتي ومنارتي
وضياء ايامي ونور سنيني

ياعشقة روحي يا ربيع محبتي
يا مهجة ملكت زمام يقيني

انتي الحبيبة والرفيقة دائما
لا غير وجهكي عالما يعنيني

ملكتي الغرام حشاشتي وتحكمت
عيناكي في عقلي وفيض جنوني

فترفقي بالقلب انه لم يزل
يشتاق للوصل الذي يحييني

انتي الحياة ونور وجهكي جنتي
يا انهار الحب التي ترويني

زأد الفؤاد محبة وتقربا
وثقي دائما انكي بعيوني

.....

لكِ أنْ تَجُودي إنْ أرَدْتِ وَتَحْرمِي
وَلِيَ الرِّضَا أنْعَمْتِ أمْ لمْ تُنْعِمي

مُسْتَسْلِمٌ فِي الحُبِّ مَا لِيَ حِيلةٌ
مَا حِيلةُ المُسْتَضْعَفِ المُسْتَسْلِمِ

وَيَلذُّ عِنْدي مِنْكِ مَا هُوَ مُؤْلِمٌ
مَا كانَ مِنْكِ لَدَيَّ ليْسَ بِمُؤْلِم
ِ
مَا لِيْ خَيَارٌ غَيْرَ حُبِّكِ فانْصِفي
قلبيْ كَمَا يَهْوَى هَوَاكِ أو اظلِمِي

إنَّ الذيْ يَشْكُو الحَبيبَ وَإِنْ قَسَا
مَا كانَ فِي شَرْع ِ الغَرَام ِ بِمُغْرَم

.....

ليلي دعاني لأَمْرٍ كنتُ أخشاهُ
قدْ رفَّ جفني وليلُ السُهْدِ أضناهُ

هذي الجوارحُ في الذكرى تعذبني
حتى ظننتُ بأنَّ الموتَ ذكراهُ

لو كنتُ أعلمُ أنَّ الحبَّ يقتلني
ماكنتُ أبذلُ ذاكَ العمرَ أهواهُ

أو كنتُ أعلمُ أنَّ الغدرَ في دمهِ
حُسْنٌ تَشَبَّثَ في قلبي فأرداهُ

كنْتُ التجأْتُ إلى سوقِ الهوى جَزِعاً
أبيعُ قلبي لجزَّارٍ وأنساهُ

ليلي دعاني ودعوى الليلِ واجبةٌ
لعاشقٍ جُرِّحَتْ في الحبِّ عيناهُ

فباتَ يشكو النوى والروحُ شاهدةٌ
ويحفرُ الدمعُ في خديهِ مجراهُ

ويلطمُ القلبَ في قَهرٍ يعاتبهُ
منْ ذاقَ ذُلَّ الهوى يدري خفاياهُ

ياغادةً ضَمَّخَتْ هجراً ضفائِرَها
وكحَّلتْ رمشها الجاني بقاياهُ

سمراءُ تعْصِفُ بالعينينِ سُمْرَتُها
وتسْلُبُ اللبَّ بعضاًمنْ سجاياهُ

ويرجفُ القلبُ رجفَ الطير إنْ بزغتْ
والنفسُ تخشى لفرط الحسن لقياهُ

والروحُ ظمأى لوعدٍ منكِ أرقُبُهُ
مثل الخمور يُذيبُ القلبَ سُقياهُ

سُحْقاً لودٍّ حَوَتْهُ اليومَ أوردتي
كالخُبْثِ أمسى يؤودُ الصدرَ سُكْناهُ

.....

مـازلـتُ فـي أمَـلٍ أراكَ وإنّـنـي
في كلِّ شيئٍ في الوجودِ أراكـا

ثِـقْ أنَّ طيفَكَ لايُفارقُ أعْـيُنـي
وكـأنَّ صـوتَـكَ غـرَّني وصَداكـا

فأتيهُ في الأحلامِ أرْسـمُ لوحـةً
والـروحُ تَـدْفَعُنـي لـكي ألْـقـاكـا

.....

قالت كرهتك قُلتُ لا تتعجّلي
إن القُلوب بطبعِها تتقّلب ُ

ولعلَ قلباً سائقاً لعِنادهِ
يوماً سيرجعُ للوصالِ ويطلبُ

يكذبِ الليلُ حينَ الليلُ أخبرني
أنّ الذي غابَ دهراً لن يعودَ غَدا

أنا كرهتُكَ لا أُخفيكَ من زَمنٍ
وصرتُ أكرهُ من كُرهي لكَ البلدا

ما ضرّ قلبكَ إذ أعطيتُهُ أملي
لو كانَ وفّى لأحلامي بما وعدا

لقد منحتُكَ احساسي وعاطفتي
وما رأيتُ عدا الإهمالَ والعُقَدَا

.....

إني وإياك كالمنفيِّ عن وطنٍ
أيُّ البلادِ رأى لم ينسهِ الوطنا

وما أطافَ بقلبي في الهوى أملٌ
إلا بعثتَ عليهِ الهمَّ والحزنا

ليهنكَ اليومَ أني ممسكٌ كبدي
وإنها قطعٌ تجري هنا وهنا

وفي الجوانحِ شيءٌ لستُ أعرفهُ
لكنّ أهل الهوى يدعونهُ شجنا

يبيتُ ينبضُ قلبي من تقلبهِ
حتى إذا ذكروا من هاجهُ سكنا

فهل رثيتَ لمن لو بثَّ لوعتهُ
معَ الصباحِ لأبكى الطيرَ والفننا

وهل تعللنا يوماً بموعدةٍ
وإن تكن لا تفي سرّاً ولا علنا

أو أنّ نفسي على كفيكَ لانحدرت
ولو دفنتُ لما باليتَ من دُفنا

وذو الشقاوةِ مقرونٌ بشِقْوَتهِ
أنى تقلّبَ جرت من خلفهِ المحنا

.....

قُل لِلخَيالِ: إِذا أَرَدتَ فَعاودِ
تُدنِ المَسافَةَ مِن هَوىً مُتَباعِدِ

فَلَأَنتَ فِي نَفسي وإِن عَنَّيتَني
وبَعَثتَ لِي الأَشجانَ أَحلى وافِدِ

.....