هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وإذا اجْتُبِيتَ لِغايةٍ محمودةٍ
بَادِر فما تدري عن الأيامِ

هيَ مِنحةٌ جاءتكَ تورِثُ عزّةً
وتُنيرُ عندك جذوةَ الإلهامِ

فترى أمامَكَ غيرَها ممدودةً
يدها لِتَعلوَ في مقامٍ سامي

ما كلُّ بادرةٍ تنالُ أخا حِجىً
إلا لِمنْ جُبِلوا على الإقدامِ

....

صباحَ زهورِ وادينا الحبيبِ
‏وماءِ النّبعِ والغُصنِ الرَّطيبِ

‏صباحَ حَفيفِ أغصانٍ وظلٍّ
‏وساقيةٍ وشَدْوِ العَندَلِيبِ

‏صباحَ الطَّلِّ فوقَ الزهرِ يَزهو
‏بألوانِ الفراشاتِ العَجيبِ

‏صباحَ سعادةٍ وصباحَ خيرٍ
‏وتوفيقٍ وغُفْرانِ الذُّنوبِ

....

بَصِّر فُؤَادَكَ لا تَعِش فِي غَفلةٍ
فَالعمرُ مَاضٍ والحَياةُ ستنقَضِي

هذا الصّباح أتاكَ ينْشُدُ بسمةً
هلاّ ابتسمت لنا مع الإشراق

صباحُ الخير يا وجهًا جميلًا
أضاءَ لحُسنه نورُ الصباحِ

....

مهما تميزتِ النساءُ بِرِقَّةٍ
فلبعضهنَّ صرَامَةُ الحَجّاجِ

ولبَعضهِنَّ مِن الرِّجالِ ملامحٌ
لا تخدعَنَّكَ مَسحةُ المكياجِ

....

ذُنُوْبِي مِثْلُ اَعْــدَادِ الرِّمَالِ
فَهَبْ لِي تَوْبَةً يَا ذَا الْجَلالِ

وَعُمْرِي نَاقِصٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ
وَذَنْبِي زَائِـدٌ كَيْفَ احْتِمَالِي

اِلهِي عبْدُكَ الْعَاصِي اتَاك
مُقِرًّا بِالذُّنُوْبِ وَقَدْ دَعَاكَ

اِنْ تَغْفِـر وأنتَ لِــذاكَ أهْـلٌ
وإن تَطرُد فَمَن نَرجُو سِوَاكَ

آمين

فَاِزرَع طَريقَكَ بِالورودِ وَبِالسَنا
لا يَحصُدُ الإِنسانُ إِن لَم يَزرُعِ

وَاِعمَل لِكَي تَمضي وَتَبقى رِقَّةً
في مَبسَمٍ أَو نَغمَةً في مَسمَعِ

أَو صورَةً مِثلَ الرَبيعِ جَميلَةً
في خاطِرٍ أَو ناظِرٍ مُستَمتِعِ

....

لا تُؤذِ قلبَكَ بالذين تَنكّروا
أنتَ امرؤٌ منهمْ أجَلُّ وأطهرُ

أنجاكَ ربُّكَ منهمُ فإلى متى
ستَظَلُّ أنتَ لِلؤمِهمْ تتذكّرُ؟

لو قَدَّرَ الرحمنُ خيراً فيهمُ
لم يَخسَروا ودَّ امرئٍ لا يُخسَرُ

الآن قمْ واسجدْ لربِّكَ سجدةً
واشكرهُ لا كان الذي لا يشكر

....

‏وقرّرْتُ الرحيلَ لأنّ نفسي
رأتْ أنّ المُقامَ هنا إهانَةْ

فآثرتُ البقاء بها بعيدًا
لأكرمَها وأرفعَها مكانَةْ

إذا ضاقتْ عليك الأرض يومًا
وأنكرك الزمانُ وعِشْتَ رانَهْ

ترَحّلْ في البلادِ وكن عزيزًا
لغيرِ اللهِ لمْ يُسلِمْ جَنانَهْ

....

‏أقبِل على الفجرِ طلقَ الوجهِ مبتسماً
وانسَ الرزايا التي في الصدرِ تختلِجُ

كأنني ألمحُ الأفراحَ مقبِلةً
وقد سرى من قميص الغائب الأرَجُ

ليلُ الهمومِ الذي قد كان يرهقُنا
قد فرّ لما رأى الآمالَ تنبلجُ

ضاقت بنا وطأةُ الآلامِ فانفرجتْ
ما أذّنَ الفجرُ إلا أذّنَ الفـــرَجُ

....

إذا ما الصّبحُ عانقَ خيطَ فجرٍ
وَنَادَى بالصَّلاةِ وَبالفَلاحِ

فَبَادِر وَاصْفُفِ الأقدَامَ حَتّى
يَكونُ القَلبُ دَومًا في انشِراحِ

....