هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

خيال الليل يسكن في رؤايا
وخيل الصمت تصهل في دجايا

صراخ ال آه يصهب في فؤادي
وكل الحزن يُخلق من أسايا

سؤالٌ كشر الأنياب نحوي
ويسألني بعنف ٍ من أنايا

يعاتبي ويضنيني بماذا
ويسأل من انا ولما حنايا

يحاول مقتلي و يريد صلبي
فأهرب نحو أحضان المرايا

أيسأل من انا و انا سؤال ٌ
تذيله القنابل و الشظايا

انا طفلٌ وعمري الفُ عام ٍ
وليدي غدي وأسكن في صِبايا

أفتش داخلي عني فأحبوا
إلى أمسي ولا ألقى خطايا

انا جفن ٌ ظناه الدمع نعيا ً
انا الطوفان يعبر في حشايا

انا الموؤد في رمز الأماني
انا حلمٌ تغازله المنايا

انا أبن الريح والأمطار أمي
وخف الغيم تُمطرني الحكايا

انا وطن تؤرقه دموع ٌ
جفاف الأرض يُسقى من بكايا

انا لونٌ سماوي ٌ حنونٌ
أكابر ُ أن أعيش بلا سمايا

انا نجمٌ تؤرقه الليالي
انا ركن ٌ حبيسٌ في الزوايا

اتعرفني لتقرأ صمت بوحي
اتدرك ما تخبئه شفايا

انا عني فقيد ٌ لم اجدني
وتحملني كما طفلٍ يدايا

اواري داخلي أوجاع قومي
وأحمل فوق اكتافي الضحايا

خفافيش المساء تنال صُبحا ً
وصبحي مات حزنا ً في مسايا


....

سَلُوهــــا عَلَّها تُخبرُكــــم
بصنيعِ الشَّوقِ عِندَ الغَسَــــقِ

كيفَ بتنـا والهَـوَى يَجمعُنــا
كدموعِ الطَّلِ فـــوقَ الـــوَرَقِ

وغَـــدَونا للنَّــــوَى يَقذفُنـــا
بيدِ الإعصـــارِ نحوَ الغَــــرَقِ

أنــتِ مَن قَرَّرتِ هذا عَبَثَــاً
حينَما حَطَّمــتِ عَمداً زَورَقِي

أنـتِ مَن أوصَلتِ حُبِّي نَفَقاً
مُظلماً فانســـدَّ وجهُ النَّــــفَقِ

....

الكون عيناك لاشمس ولاقمر
والروض خداك لاغصن ولاثمر

وأنت في دوحة الأحلام أغنية
يشدو بها الحب لاناي ولاوتر

وقصة العمر أيام مبعثرة
حتى أتيت فعاد العمر يزدهر

وأينعت في رباه كل زاوية
مرت عليها فصول وهي تنتظر

ووشح النور أفاقا معطمة
كانت كواكبها في الصمت تنحدر

سكنت في الوهم حتى كدت المسه
وعشت في الحلم حتى مسه البصر

تمثال حسن به آثار معجزة
يسعى به الليل في جفني والسهر

حاولت أرسمه يوماً فشردني
وأعجزت ريشتي الألوان والصور

هذا الجمال بديع في صناعته
ماكنت أحسب أن قد حازه بشر

رهف

دعوني في القتالِ أمُت عزيزًا
فموتُ العزِّ خيرٌ من حياةِ

لَعَمري ما الفَخارُ بِكَسبِ مالٍ
ولا يُدعى الغنيُّ مِنَ السراةِ

سَتَذكُرُني المَعامِعُ كُلَّ وَقتٍ
على طولِ الحياةِ إلى المماتِ

فَذاكَ الذِكرُ يَبقى ليسَ يَفنى
مدى الأيّامِ في ماضٍ وآتِ

وَإِنّي اليَومَ أَحمي عِرضَ قَومي
وأنصُرُ آلَ عبسَ على العُداةِ

وَآخُذُ مالَنا مِنهُم بِحَربٍ
تَخِرُّ لَها مُتونُ الراسِياتِ

وَأَترُكُ كُلَّ نائِحَةٍ تُنادي
عَلَيهِم بِالتَفَرُّقِ وَالشَتاتِ

عنترة بن شداد

التعلُّقُ نتيجةُ شعورٍ بالنقص
أمّا الحُبُّ فثمرةُ شعورٍ بالانتماء

شمس التبريزي

لقدْ سألتْ ألستَ تمَلَّ مِنّي
وكلَّ اليومِ نحنُ على تلاقي

فقلتُ لها إذا ما كنتِ قربي
فإنّي رغمَ قربكِ في اشتياق

وحبُّكِ طعْمُهُ في كُلَّ يومٍ
كفاكهةٍ تَنَوَّعُ في المَذاق

ولستُ أخافُ في الدنيا كخوفي
إذا ما جاءَني شبحُ الفراقِ

ولو ضمَّ الفؤادَ هناكَ قبرٌ
سيبقى معْ فؤادِكِ في عناق

....

لأجلك تركتُ الهوى
لا هوى بعد هواكِ يهتوى

نويتكِ بيني وبين نفسي صادقًا‏
ولكُل أمرءٍ مانوَى

الحلاج

أنا المُسافِرُ والأَحلامُ تَحمِلُني
‏القلبُ بَوصَلَتِي والعقلُ مِصباحي

‏ الأرضُ بَيتي و كلُّ الناسِ عائِلَتي
‏ بالحُبِ أُوصِلُ أرواحاً بِأرواحِ

‏ آمنتُ باليُسرِ بَعدَ العُسر في ثقَةٍ
‏ بِمَن يُحَوِلُ أحزاني لأفراحِ

....

مازال صوتك في ثنايا مسمعي
‏والشوق في صدري يفتت أضلعي

‏والله إنّ الشّوق فاق تحمّلي
‏ياشوق رفقاً بالفؤاد ألا تعي

‏يازهرتي إن مرّ إسمك عابراً
‏يزداد من فرط الحنين توجّعي

‏حاولت أن أخفي هواك وكلّما
‏أخفيته في القلب فاضت أدمعي

‏بالبين قد قضت الليالي بيننا
‏لكنّ روحك لم تغب دوماً معي

....

يا صبرُ قل لي هل أنا أيوبُ
أم أنني في لوعتي يعقوبُ

أفنيتُ دهرا في انتظار أحبتي
فمتى الحبيبُ إلى الحبيب ِ يؤوبُ

ما كنتُ أحسبُ أنْ تفِرَّ بلابلي
أو أنّ شمسي في الصباح تغيبُ

ولقد سألتُ الساكبين دموعهم
أتذوبُ مِنْ نار ِ الدموع ِ قلوبُ

فالشوكُ في درب ِ الأحبة ِ ليّنٌ
والمرُّ مِن أجل الحبيب ِ يطيبُ

وهنت عظامي في انتظار أحبتي
وعدا على كل السواد مشيبُ

يا ليلُ إني موقنٌ ما أظلمَتْ
فهناك فجرٌ يا ظلامُ قريبُ

الصبرُ في عُرْف ِ العباد مرارة ٌ
لكنّ صبرَ العارفين طبيبُ

يا مَنْ يلومُ على التذكّر ِ والجوى
أيُلامُ في ذكر ِ الحبيب ِ حبيبُ

....