هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وتركت أنسي بالحياة ولهوها
ولقيت كل الأنس في نجواكَ

ونسيت حبي واعتزلت أحبتي
ونسيت نفسي خوف أن أنساكَ

مالي وما للأغنياء وأنت
ياربي الغني ولا يحد غناكَ

مالي وما للأقوياء وأنت
يا ربي عظيم الشأن ما أقواكَ

إني أويت لكل مأوى في الحياة
فما رأيت أعز من مأواكَ

وبحثت عن سر السعادة جاهداً
فوجدت هذا السر في تقواك

.....

‏أكُلَّمــا جَــنَّ ليْـــلٌ بِــتَّ تــذكرُهمْ
والعمرُ يمضِي ولمْ يظْهرْ لهمْ خبرُ

حتَّى زيـاراتِ طَيْــفٍ كُنـتَ تألفُها
غابتْ وغابَ جمالُ اللَّيلِ والسَّمرُ

فأصبحَ الكـونُ لا أُنسٌ ولا طربٌ
ولا ضجيــجٌ ولا صــوتٌ ولا أثـرُ

.....

بلغ سلامى لقلب كان يسمعني
واخبره أن طول البعد أوجعني

وسله هل ينام الليل مبتهجا
وانا وحيد بقلب السهد مرتهن

كل القصائد ما عادت تواسيني
والشوق نار بقلب القلب تحرقني

أسلمت روحى لعشقك لا تجافيها
وعد لدربى فأنت العشق والسكني

أنت الذى أقسم لن يفارقني
وأنا الذى أمنت بذلك القسمي

أين العهود و أين العشق يا أملى
إرجع فكل النبض يحلف لي

أن كل قطرة عشق فى شراييني
بحروف أسمك تدعو و تنتحب

ما قيمة الأشعار إن لم تطالعها
ما قيمة العمر دون القرب يا سكنى

أراك من خلف الأسوار مستترا
فأذوب شوقا و يمسي القلب يرتجف

.....

كمْ عَاذلٍ في هَوَاكَ اليَوم يَعذِلُني
وَشَامتٍ في جَفَــاكَ اليومَ آذاني

نَالوا من القَلبِ مَانالَ الجَفاءُ بِهِ
وَأوقدوا النارَ في روحي أركاني

قَالوا سَيَنساكَ قُلتُ القَلب يَعشَقُهُ
لا يَقَنع القَلبُ لَـو أبديتُ نِسيَاني

هُمْ حَقّهم فيكَ لو قالوا وَلو عَذلوا
مَا فَسّروا فيكَ أشعَــاري وَ ألحَاني

لَم يعرفوا الحُبّ مَعذورونَ إذ جَهلوا
بأنكَ النَبضُ في قَلبي وَشِريَاني

وَأنّك الحُبّ مَهمَا زِدتَ مُبتعــِدًا
وَبَاعدَ الهَجرُ عَن لُقيَاكَ أجفَاني

وَأنّكَ السِرّ في شِعــري وَقَافيَتي
إلاكَ ما قالَ بيتَ الشِعرِ وجداني

عُدْ لي كمَا الفَجرُ لو حَلّتْ دَقائِقُهُ
وَاشطبْ منَ العمرِ تأريخي وأزماني

فَدونكَ الموتُ كمْ أرجوهُ يَأخُذُني
يَا كُلّ أهْلــي وَسُمّاري وَخِـلاني

مَا ضّر لو عُدتَ مَحبوبي لتُسكِتَهُم
وَتَنزعَ اليأسَ مِن صَدري وأحزاني

يا فِطرةَ الحبِّ مُذ شَبّتْ مُراهَقتي
يا أولّ العِشقِ لا قَبــلٌ وَلا ثَـانِ

.....

كَواكِبُ اللَّيلِ قَد لاحَتْ لِنَاظِرِهَا
‏وبَدرُ وجهَكِ عنَّي اليَومَ مَفقُودُ

‏فهَل تُرانِي أرى مِن بَرقِه خبرًا
‏أم أنَّ قلبِي بالأوهَامِ مَوعُودُ

.....

فأنت وحدك من بالحب يسكنني
‏ وأنت أجمل ما ضمته أقداري

....

أنتي المحيط الذي أوردته سُفني
وأنتي البلاد التي أسميتها وطني

....

أراك في مرايا الروح
برغم كل هذا البعد إني أراك

أمد إليك أيادي الروح
فهلا مددت لروحي يداك

همسات نبضي تغادرني إليك
فما عاد يعنيها سكن سواك

....

إنّي حملتُ من الغرام مشاعلاً
ناراً، وقلبي في الغرامِ فداءُ

وتسارعت بيَ ذكرياتٌ لَم تزل
فيها لمُقلَتِ خاطري إغفاءُ

كم طاف طيفُكِ في خيالي تبسّماً
فسرى بهِ قلبي وعاد هباءُ

لو أنّ لي يوماً إليكِ وسيلةً
لسموتُ لكنّ الطريقَ عناءُ

....

‏فقـل للساخطيـن على اللّيالي
ومن سكنوا على يأس و ناموا

سينحـسر الضباب عن الروابي
ويبدو الورد فيها فيها والخزام

ويصفو جـوّنـا بعـد انـكـدار
ويسقى أرضنا المطر الرّهام

إيلياء ابو ماضي