هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لعينيكِ سامحتُ هذا الزمانَ
وكنتُ عليه طويلَ العَتبْ

غريبٌ على الدهرِ حُسنُكِ هذا
فُديتي ولا حُسنَ إلا اغتَرَبْ

وما عادةٌ للبخيلِ العطاءُ
وما عادةٌ للكريمِ الطلبْ

ولا الحُرُ عادتُهُ أنْ يَهابَ
ولا النَذْلُ عادتُهُ أن يَهَبْ

وقد يحدثُ الحُبُ من غيرِ قصدٍ
كما اتزنت للنبي الخُطَبْ

وشعرُكِ ليلُ أمرئ القيسِ لكن
بغيرِ الهمومِ ارتخى وانسكبْ

ويا ياسمينُ خُلِقتُ خجولاً
سوى في اثنتينِ الهوى والغضبْ

ولم اكتُبِ الشِعرَ فيكِ ولكن
أحَبَكِ من نفسِه فانكتبْ

....

يا مَن يُذَكِّرُني بِعَهدِ أَحِبَّتي
طابَ الحَديثُ بِذِكرِهِم وَيَطيبُ

أَعِدِ الحَديثَ عَليَّ مِن جَنَباتِهِ
إِنَّ الحَديثَ عَنِ الحَبيبِ حَبيبُ

....

قَبَّلتُها مِن بَعيدٍ فَاِنثَنَت غَضَبًا
وَقَد تَبَيَّنَ فيها التيهُ وَالخَجَلُ

وَمَسَّحَت خَدَّها مِن قُبلَتي وَمَشَت
كَأَنَّها ثَمِلٌ أَو مَسَّها خَبَلُ

....

وكنتُ أحكي لها ما كان يُفزعني
فيصبح الخوفُ في أحضانها سكنا

وإن ضللتُ طريقا عدتُ أتبعها
وأن أردتُ مقاما كانتِ الوطنا

من عاش ليس له أنثى تظلّله
حبا فما ذاق في تلك الحياة هنا

....

الصُّبحُ فيكِ بِدايَتي وتفاؤلي
والليلُ سُكنى مُهجَتي وهُدُوئي

....

‏من أيَّ محبرةٍ أفكُّ وَثاقي
لأُريك ما ضجَّتْ بهِ أعماقي

لأريك ألفَ قصدةٍ وقصيدةٍ
صِيغتْ من الأحداقِ للأحداقِ

....

‏قُل لِي أُحِبُّكِ قَدْ مَلَلْتُكَ صَامِتًا
‏كَادَ الفُؤَادُ بِحَبْلِ صَمْتِكَ يُشْنَقُ

....

كُلُّ اتّجاهٍ إِلى عينيكِ يَأخُذُني
مِن أَينَ أَعبُرُ يا كُلَّ اتّجاهاتي

وما انهَزَمْتُ بِجيشٍ جاءَ مُعتَدِيًا
حَتّى انهَزَمتُ بِعَينيكِ البريئَاتِ

....

تأتي الشَّـدائدُ ساعـةً وتـغـيــبُ
‏وتلـوعُــك الأيَّـامُ ثـمَّ تـطــيـبُ

‏هيَ هكـذا الدُّنيـا وهـذا حالُـها
‏ما كُلُّ شربٍ في الزمانِ عذيبُ

‏إنَّ الرِّضا عـند النـوائبِ سـلوَةٌ
‏والصبرُ إن حلَّ الأسى تطبيبُ

‏ما طالَ ليلٌ أو تـداعَت كــربـةٌ
‏إلا ولـطـفُ الله مـنـك قــريـبُ

....

‏واتركِ الدنيا فمن عاداتِها
‏تخفضُ العالي وتُعليْ من سَفَلْ

‏كم شجاعٍ لم ينلْ منها المنى
‏وجبانٍ نالَ غاياتِ الأملْ

....