هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وافترقنا فكأنّا لم نكن
أبدًا في الدار نولي المننا

ليت روحي قبل أن فارقتهم
فارقت من قبلُ ذاك البدنا

يا أُصيحابي انتهوا وانتهزوا
فرصة الأوقـاتِ فالرحلُ دنا

ابو البقاء الرندي

‏وكيفَ أُخفيكَ والأشعارُ تفضَحُني
ولوعةُ الحبِّ والأشواقُ والصُّور

ماعدتُ أقدرِ والأنّاتُ تصحبُني
متعبٌ قلبي وفيكَ الطبُّ والضَّرر

....

سأَحلُمُ لا لأُصْلِحَ أَيَّ معنىً خارجي

بل كي أُرمِّمَ داخلي المهجورَ من أَثر

الجفاف العاطفيِّ حفظتُ قلبي كُلَّهُ

عن ظهر قلبٍ لم يَعُدْ مُتَطفِّلاً

ومُدَلّلاً تَكْفيهِ حَبَّةُ أَسبرين لكي

يلينَ ويستكينَ كأنَّهُ جاري الغريبُ

ولستُ طَوْعَ هوائِهِ ونسائِهِ فالقلب

يَصْدَأُ كالحديدِ فلا يئنُّ ولا يَحِنُّ

ولا يُجَنُّ بأوَّل المطر الإباحيِّ الحنينِ

ولا يرنُّ ّكعشب آبَ من الجفافِ

درويش

‏بعضُ المواجعِ ننساها وندفنها
وبعضها في صميمِ القلبِ تكوينا

فإن أتتنا من الأغرابِ نهملها
وإن أتتنا من الأحبابِ تؤذينا

....

واجعل مروري في القلوب كغيمةٍ
تروي العطاش وتجبر المكسورًا

واملأ فؤادي من لدنك قناعةً
أني سأبقى بالعطا مأجورًا

يا رب بابك لست أطرق بابهم
قلبٌ ببابك لم يزل مسرورًا

....

ومن كان في حنايا الروحِ مسكنهُ
فلا فرق إن رأتهُ العين أو غاب

جلال الدين الرومي

‏وبرغم تحريمِ الربا لكنني
في حقِ من أهوى أراهُ حلالا

يشتاقني فأردُ شوقي ضعفهُ
ويحبني فأحبهُ أمثالا

....

‏رأيتُ بحلمي أنّا التقينا
مُصادفةً حُلوةً في الزّحامْ

حديثٌ قصيرٌ جرى بيننا
سؤالٌ عنِ الحالِ ثمّ سلامْ

وأمّا العيونُ فقالت كثيرًا
وأزْهرَ قلبي لوقعِ الكلامْ

فليت اللقاء يكونُ يقينًا
وليت الفراق حديثُ منامْ

....

كمْ بَاسِمٍ والحُزنُ يَمْلَأُ قلبهُ
والناس تَحسبُ أنَّهُ مسرورُ

وتراهُ في جبْرِ الخَواطرِ سَاعياً
وفؤادُهُ مُتصدعٌ مكسورٌ

كمْ من كتابٍ لم يكنْ عُنوانُهُ
يحكي الذي في طيِّهِ مَسطُورُ

كمْ من أناس ضخمةٌ عضلاتُهم
والقلب في أجسادهم مَذعورُ

قد يُرشِدُ العشَّاقَ درْبَ وصالِهِمْ
مُتَلوعٌ في عشْقهِ مَهجورُ

ولكم مُداوٍ ماتَ من مرضٍ بهِ
وهو الذي في طبه مشهورُ

كم خَبَّأَتْ مِنَّا الصُّدورُ حقيقةً
عن غيرِ ربِّي سِرُّها مَستوْرُ

....

ولقد كَظَمتُ الغيظَ لا مِن قِلةٍ
في حيلتي لكنّها أخلاقي

أحيا بها بين الخلائقِ هانِئًا
مُتنائِيًا عَن خِسّةٍ ونِفاقِ

مُتغافِلًا عمّن يُسيءُ لخاطري
مُترفِّعًا كالبدرِ في الآفاقِ

لكنّ لِي بينَ الحنايا خافِقًا
إنْ ضاقَ ذَرعًا ثارَ في أعماقي

فإذا تعدّى الجاهِلونَ حُدودَهُم
فالجَهلُ والطَّبعُ اللئيمُ رِفاقي

وإذا أساءَ العابِثونَ لجَمتُهمْ
وحلَلتُ عن هذا اللسانِ وِثاقي

أنا مُورِقُ الأغصانِ لَكنْ إِنْ بدا
لُؤمُ اللئامِ تمرّدَتْ أوراقي

وإذا سُقِيتُ الوُدَّ فِضتُ مَودّةً
وازدَدتُ أَخلاقًا إلى أخلاقي

....