هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

سَقَمُ الجُفُونِ ولَثْغَةٌ في الرَّاءِ
تُعييْ وتُبْكِمُ أشْعَرَ الشُّعَراءِ

فإذا تَجَمَّعتا بشَخصٍ واحدٍ
قد كانَتا كالسيفِ في الأحشاءِ

بادأتُها غَزَلاً وذاكَ مُخالِفٌ
للدينِ لكنْ حَلَّ للحَسناءِ

فكأنَّ حَتفي جاءَ في خُطواتها
إذْ أقبَلَت تَمشي على اسْتِحياءِ

إنْ أقبَلَت أحيَت وإنْ هي أدبَرَت
شِعري يَفُوق مَرَاثيَ الخَنْساءِ

ما عُدتُ أعرفُ فيكِ وصفَ مَشاعِري
أنتِ الدواءُ وأنتِ كُلُّ الداءِ

راحت تُحَمْلِقُ بعدَ أنْ أسمَعتُها
نفسي فِداءُ الأعيُنِ النَّجْلاءِ

محمد حمزة

وكنتُ أحكي لها ما كان يُفزعني
فيصبح الخوفُ في أحضانها سكنا

وإن ضللتُ طريقا عدتُ أتبعها
وأن أردتُ مقاما كانتِ الوطنا

من عاش ليس له أنثى تظلّله
حبا فما ذاق في تلك الحياة هنا

د. محمد المقرن

مساءُ النّورِ يا نورَ المساءِ
مساءُ الخيرِ يا خيرَ النِّساءِ

مساءٌ لا يليقُ بكُلِّ أُنثى
وإلّا كانَ مِن بابِ الرّياءِ

أردِّدُه وفي قلبي حنينٌ
وبي شوقٌ يُسافِرُ في دِمائي

إلى مَنْ علّمتنِي أنّ قولي
أُحِبّكِ لا يُحطِّمُ كِبريائِيْ

وأنِّي حينما أُمسِيْ غريبَاً
سألقى في ملامِحِهَا انتمائِي

ومَنْ أروَتْ ضمايَ وكانَ حالِيْ
كساعٍ في الفلاةِ بغيرِ ماءِ

هيثم الرصاص

قَبَّلتُها مِن بَعيدٍ فَاِنثَنَت غَضَبًا
وَقَد تَبَيَّنَ فيها التيهُ وَالخَجَلُ

وَمَسَّحَت خَدَّها مِن قُبلَتي وَمَشَت
كَأَنَّها ثَمِلٌ أَو مَسَّها خَبَلُ

البحتري

‏تعالي واجلسي قربي نغنّي
جمعتُ لقلبكِ الضّحكاتِ منّي

بسِاطُ الأرضِ أجمل ما تجلّى
أمانًا في عيونِ المطمئنِّ

وكأسُ الشاي خمرُ العشقِ فينا
وربّي لا أقايضه ببُنِّ

كما البسطاء كوني دون قيدٍ
وضمّيني فدهري لم يُعنّي

لقلبكِ ما تَبقّى من جنوني
فجُنّي يا ابنة الأحلام جُنّي

سارة الزين

أَسَأْتُ إلى الحَبِيبَةِ دُونَ قَصْدٍ
وقُلْتُ لها فُؤادي كالحَدِيقَةْ

تَمُرُّ بهِ كَحِيلاتُ العَذَارَى
وكُلُّ مَلِيحَةٍ تَجْني رَحِيقَهْ

وإنْ هِيَ لحظةٌ إلا وثارَتْ
كما ثارَتْ منَ الزَّيْتِ الحَرِيقَةْ

وحَاوَلْتُ التأنُّقَ باعتِذارٍ
فمَا أَجْدَتْ عِبَارَاتي الأَنِيقَةْ

غَرِيبٌ حالُ حَسْنائي غَرِيبٌ
أنَا في حَيْرَةٍ منها وضِيقَةْ

سَهِرْنَا الليلَ ساعاتٍ طِوَالاً
وصَكَّتْني بحَظْرٍ في دَقِيقَةْ

فَدَيْتُ أنَا الحَبِيبَةَ وهْيَ تَقْسو
عَلَيَّ بِصَدِّها وهْيَ الرَّقِيقَةْ

غَداً تَأْتي إلى حِضْني وتَغْفو
على صَدري وتَكْتَشِفُ الحَقِيقَةْ

د. فواز اللعبون

قالت له صِفني ببيتٍ فقال لها :

يحتاجُ وصفُكِ ألف ألف قصيدةٍ
لا ينفعُ التشبيهُ في شطرينِ

عبدالله زمزم

عيناكِ أُحْجيةٌ مُثيرٌ حلّها
بحرٌ من الأسرارِ والألغازِ

في منطقِ العشّاقِ كانت حُجّةً
لتكونَ كالآياتِ في الإعجازِ

عبدالناصر عليوي

إذا قرّبتُها منّي
تجافيني تُعاديني

أغازُلها بأشعاري
فتمحوها وتهجوني

أسايرُها إلى قلبي
فتهجرُهُ وترميني

وأحملُها على ظهري
فتطعنُهُ بسكّينِ

أداعبُها لأضحكَها
وتجرحُني لتُبكيني

وأهدي قلبَها وردًا
وبالأشواكِ ترميني

معقّدةٌ مسائلُها
ولا حلٌّ يُوافيني

عبدالله زمزم

جَاءَتْ تودِّعنِي عِندَ الرّحيلِ وَلَمْ
تَفطَن لِدمعَتهَا حتَّى توارِيهَا

روحِي فِداءٌ لدمعاتٍ تَسحُّ على
تِلكَ الخدودِ التي تَزهو لرائِيهَا

فَقلتُ: ما بالُ هذا الدَّمعُ منهمرٌ
قَالتْ ومَن قَال وانكَفَّت تدَارِيهَا

بَكت فأبكَت فؤادِي بعدَ ضمّتِهَا
فاستَرسَلَ الشَّوقُ مِن ثغرِي إلى فِيهَا

وَفوقَ وجنَتِهَا خدي وفي يَدهَا
كَفِّي ويمنَايَ لا تخطِي مرامِيهَا

ثمَّ افتَرقنَا فلا واللهِ ما هَجعتْ
مواجِعُ الوجدِ والتِّحنانُ حادِيهَا

أسائِلُ النّجمَ عنهَا فِي تألقِهِ
بليلَةٍ لا يذُوقُ النّومَ سارِيهَا

وأرقُبُ الفَجرَ في شوقٍ لعلّ بهِ
أن تَنجَلي مِن همومِ القلبِ داجِيهَا

راجح عبدالله