هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

مررت بدارهم شوقاً إليهم
لعلي ألمح الأحباب فيها

فما من نائم في الدار يصحوا
وما من زائر يدنو إليها

سألت الجار ما الأخبار قل لي
فقال : الدار أبقىظ° من ذويها

أمَا تعلم بأن الناس تمضي
وأن الدار تنعي ساكنيها

.....

يا طارق الباب رفقاً حين تطرقه
فإنه لم يعد في الدار أصحابُ

تفرقوا فى دروب الأرض وانتثروا
كأنه لم يكن أنسٌ وأحبابُ

إرحم يديك فما في الدار من أحدٍ
لا ترجُ رداً فأهل الوُدِّ قد رحلوا

ولترحم الدار لا تُوقظ مواجعها
للدُور روحٌ كما للناس أرواحٌ

.....

‏وبي شوق إليك أعلّ قلبي
وما لي غير قربك من طبيبِ

أغار عليك من خلوات غيري
كما غار المحب على الحبيبِ

وما أحظى إذا ما غبتَ عني
بحسنٍ للزمان ولا بطيبِ

أُشاق إذا ذكرتك من بعيدٍ
وأطرب إن رأيتك من قريبِ

الشريف الرضي

بعضُ الغيابِ حضورٌ في مشاعرِنا
كم يسكنُ القلبَ أقوامٌ وإن غابوا

.....

قالوا أساءَ حبيبُهُ فأجبتهم
إن الحبيب وإن أساءَ حبيبُ

.....

رأتني وقد شبهتُ بالورد خدها
فتاهت وقالت قاسَ خدي بالورد

كم قال إن الأقحوان كمبسمي
وأن قضيب البان يشبهه قدي

وحق صفا ماء النعيم بوجنتي
وحسن الجبين الصلت والفاحم الجعد

لئن عاد للتشبيه يوما حرمته
لذيذ الكرى لا بل أذوّقه فقدي

إذا كان هذا فى البساتين عنده
فقولوا له لم جاء يطلبه عندي

.....

رَحَلوا فَأَيَّةُ عَبرَةٍ لَم تُسكَبِ
أَسَفاً وَأَيُّ عَزيمَةٍ لَم تُغلَبِ

قَد بَيَّنَ البَينُ المُفَرِّقُ بَينَنا
عِشقَ النَوى لِرَبيبِ ذاكَ الرَبرَبِ

صَدَقَ الغُرابُ لَقَد رَأَيتُ شُموسَهُم
بِالأَمسِ تَغرُبُ في جَوانِبِ غُرَّبِ

لَو كُنتَ شاهِدَنا وَما صَنَعَ الهَوى
بِقُلوبِنا لَحَسَدتَ مَن لَم يُحبِبِ

شُغِلَ الرَقيبُ وَأَسعَدَتنا خَلوَةٌ
في هَجرِ هَجرٍ وَاِجتِنابِ تَجَنُّبِ

.....

أوطاننا نحن والدنيا منافينا
هل يسأل الناسُ عن أوطاننا فينا

هوية ٌعُملةٌواسمٌ وذاكرةٌ
وغربة من عصورٍ في مآقينا

يالافتاتِ قطاراتِ الشتاتِ قفي
أُحصي المحطاتِ كم صرنا بعيدينا

في الذكرياتِ عزفنا الأغنياتِ معا
هل خاننا اللحنُ أم خُنَّا أغانينا

أحمد بخيت

الله أعلم أن الروح قد تلفت
شوقًا إليك ولكني أمنيها

ونظرة منك يا سؤلي ويا أملي
أشهى إلي من الدنيا ومن فيها

إني وقفت بباب الدار أسألها
عن الحبيب الذي قد كان لي فيها

فما وجدت بها طيفًا يكلمني
سوى نواح حمام في أعاليها

يا دار أين أحبائي لقد رحلوا
ويا ترى أي أرضٍ خيموا فيها

.....

ما عدتُ أعرفُ أينَ تهدأُ رحلتي
‏وبأيِّ أرضٍ تستريحُ ركابي

‏غابت وجوهٌ كيفَ أخفتْ سرَّها
‏هرَبَ السؤالُ وعزَّ فيهِ جوابي

.....