هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏تــزود مـن التقوى فإنك لا تـدري
‏إذا جن ليل هل تعيشُ إلى الفجر

.....

وَلَـم أَرَ كَـالأَلحاظِ يَـومَ رَحيلِهِم
بَعَثنَ بِكُلِّ القَتلِ مِن كُلِّ مُشفِقِ

أَدَرنَ عُيوناً حـائِراتٍ كَأَنَّها
مُرَكَّبَةٌ أَحداقُها فَوقَ زِئبَقٍ

عَشِيَّةَ يَعـدونـا عَنِ النَظَرِ البُكا
وَعَن لَذَّةِ التَوديعِ خَوفُ التَفَرُّقِ

.....

‏كَـمْ مِـنْ أُنَاسٍ قَـولُـهُـمْ لا يَنْـفَـعُ
‏لَكِــنَّـهُ مِـثْـلُ الـعَـقَـارِبِ يَـلْـسـعُ

‏جبرُ الخوَاطِرِ ذاك دأْبُ أُولِي النُّهَى
‏وتَـرَى الـجَـهُـولَ بِكَسْرِهَـا يَتَمَـتَّـعُ

‏فَاجْعَلْ كَلامَكَ بَلْسَــمًـا فِيْهِ الشِّفَا
‏لا مِشْرَطاً يُـدْمِي القُلُوبَ ويُـوجِـعُ

.....

ولقد ذكرتُك والغيابُ كأنهُ
سهمٌ يُمزِقُ أضلُعَ المُشتاقِ

ولرُبَّما أرجُو اللِقاء ولم يكن
إلاّ البُكاء و كثرة الأشواقِ

أقبِل وزُرني في المنَامِ فإنَّما
يحتاجُ قلبي رؤية الإشراقِ

.....

لا تُخْفِ ما صَنَعَتْ بِكَ الأَشْواقُ
وَاشْرَحْ هَواكَ فَكُلُّنَا عُشَّاقُ

قَدْ كَانَ يُخْفي الحُبَّ لَوْلَا دَمْعُكَ
الجَارِي وَلَوْلا قَلْبُكَ الخَفَّاقُ

فَعَسى يُعينُكَ مَنْ شَكَوْتَ لَهُ الهَوى
في حَمْلِهِ فالعَاشِقُون رِفَاقُ

لا تَجْزَعَنَّ فَلَسْتَ أَوّلَ مُغْرَمٍ
فَتَكَتْ بِهِ الوَجْنَاتُ وَالأَحْدَاقُ

وَاصْبِرْ عَلى هَجْرِ الحَبِيبِ فَرُبَّما
عَادَ الوِصَالُ ولِلْهَوى أَخْلاقُ

.....

لا طيف يونسني ولا صوت قريب
‏ولا يد تضمني ولا حضنٍ واعد

.....

قالت ولّادة بنتُ المستكفي:
أَلا هَل لنا من بعدِ هذا التفرّقِ
سبيلٌ فيشكو كلُّ صبٍّ بما لقي

تمرُّ الليالي لا أرى البينَ ينقضي
وَلا الصبرَ مِن رقِّ التشوّقِ مُعتقي

سَقى اللهُ أرضًا قد غدت لك منزلًا
بكلِّ سكوبٍ هاطل الوبلِ مُغدقِ

وَسُنَّةُ اللهِ في الأحبَابِ أَنَّ لَهُم
وَجْهَاً يَزِيدُ وُضُوحَاً كُلَّمَا اْبْتَعَدَا

كَأَنَّهُمْ وَعَدُونِي فِي الهَوَى صِلَةً
وَالحُرُّ حَتِّى إذا ما لم يَعِدْ وَعَدَا

وَقَدْ رَضِيتُ بِهِمْ لَوْ يَسْفِكُونَ دَمِي
لكن أَعُوذُ بِهِمْ أَنْ يَسْفِكُوهُ سُدَى

يَفْنَى الفَتَى في حَبِيبٍ لَو دَنَا وَنَأَى
فَكَيْفَ إنْ كَانَ يَنْأَى قَبْلَ أن يَفِدَا

.....

متى الوصولُ فقد ضلّت مراكبُنا
وقد صدئنا وما بانت مراسينا

ذُبنا اشتياقاً لمن نهوى ولا خبرٌ
يُحيي القلوبَ ولا صبرٌ يداوينا

.....

يا مَن يُذَكِّرُني بِعَهدِ أَحِبَّتي
طابَ الحَديثُ بِذِكرِهِم وَيَطيبُ

أَعِدِ الحَديثَ عَليَّ مِن جَنَباتِهِ
إِنَّ الحَديثَ عَنِ الحَبيبِ حَبيبُ

.....