هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

بكى القمرُ الغافي لِهَمْسِ أنفاسي
كأنَّهُ يشكو الأسى لِجُلَّاسي

تبعثرتْ بينَ جَفنيهِ هواجِسُهُ
فكيفَ أنجو وهذا الليلُ حُرَّاسِي

أماهَ روحي وأضْنَاهَا التَّوَجُّعُ في
ليلٍ ثقيلٍ كظلِّ الوَجْدِ والبَاسِ

.....

وكلُّ مُرٍّ سَيَمضي مِثلَ سابِقِهِ
والله يُرسلُ بعد الحُزنِ أفراحا

.....

هذا طريقُ الراحلين فلا تعُد
وألعن فؤادِي إن بكاكَ وأرجعك

تبًا لحُبك داخلي متمردٌ
أتقيسهُ بكرامتي ما أجرأك

والله ما اجتمعا بداخل عاشقٍ
ذلُّ وحبُّ من بذلك أقنعك

قد قالهـا الخراز بُحَّ فؤادهُ
الذلُّ وكلُّ الذلِّ أن أبقى معك

.....

فَلَيتَكَ تَحلو وَالحَياةُ مَريرَةٌ
وَلَيتَكَ تَرضى وَالأَنامُ غِضابُ

وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ
وَبَيني وَبَينَ العالَمينَ خَرابُ

إِذا نِلتُ مِنكَ الوُدَّ فَالكُلُّ هَيِّنٌ
وَكُلُّ الَّذي فَوقَ التُرابِ تُرابِ

فَيا لَيتَ شُربي مِن وِدادِكَ صافِياً
وَشُربِيَ مِن ماءِ الفُراتِ سَرابُ

.....

لَستُ ذَليلًا كَي أُعزَّ بقُربِهم
أنا عَزيزٌ لا يُذلُّ جِواري

اختَرتُ نَفسِي والنُّفوسُ عَزيزَةٌ
أنا لا أَعيشُ العُمرَ دونَ خِيارِ

لكَ أن تَغيبَ لَن أموتَ بِغُربَةٍ
فالأَرضُ أَرضي والمَدارُ مَداري

.....

مازالَ صوتُك في ثنايا مَسمعِي
والشُوق في صدري يُفتت أَضلُعِي

والله إنَّ الشُّوق فاق تحمُّلِي
ياشُوق رِفقًا بالفؤادِ ألا تَعِي

حاولتُ أن أُخفي هواكَ وكُلَّما
أَخفيتُه في القلبِ فاضت أَدمُعِي

.....

‏بأيِّ الفساتين جئتِ جميلة
‏وأيَّ العقود لبست جميلْ

‏وتضحك إذ تضحكين الورود
‏ويرقص حيث مررت النخيلْ

‏وأنت الربيع وأنت الشروق
‏وأنت الأمانيُّ والمستحيلْ

.....

كَما تَشاءُ فَقُل لي لَستُ مُنتقلًا
لا تَخشَ مِنِّيَ نِسيانًا وَلا بَدَلا

وَكَيفَ يَنساكَ مَن لَم يَدرِ بَعدَكَ ما
طَعمُ الحَياةِ وَلا بِالبُعدِ عَنكَ سَلا

أَتلَفتَني كَلَفًا أَبلَيتَني أَسَفًا
قَطَّعتَني شَغَفًا أَورَثتَني عِلَلا

إِن كُنتُ خُنتُ وَأَضمَرتُ السُلُوَّ فَلا
بَلَغتُ يا أَمَلي مِن قُربَكَ الأَمَلا

وَاللَّهُ لا عَلِقَت نَفسي بِغَيرِكُمُ
وَلا اِتَّخَذتُ سِواكُم مِنكُمُ بَدَلا

.....

أرىٰ شَهرَ الصيامِ كحُب لَيلىٰ
كِلا الأمرَينِ حِرمانٌ ونورُ

وحِرماني المَحَبّةَ سَرمَديٌّ
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏ولكنَّ الصِيامَ لهُ فَطورُ

إذا رُفِعَ الأذانُ بلَلتُ ريقي
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏وما بَلَّ الفُؤاد لَها حُضورُ

صيامِي في هَواها مُستَمِرٌّ
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏ ‌‌‌‌‌‌‌فَلا عيدٌ يَهِلُّ ولا سَحورُ

.....

‏كأنكَ لا وكأني نعم
‏كأنا اقتسمنا الرضا والألم

‏متى نلتقي آه لو نلتقي
‏فكم يوجعُ الوردَ ألا يُشم

‏ولِدنا مع الحب كي نلتقي
‏وأغلى الأماني التي لم تَتِم

.....