هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أمسِكْ لسانك إنّ الصّمتَ مَنقَبةٌ
حتى وإن كُنتَ مَحبوبًا خفيفَ دمِ

فالصمتُ يورِثُ إجلالاً لصاحبهِ
وليسَ شأنُ الفتى في كَثرةِ الكَلِمِ

كَم مِن حَديثٍ أتى في غيرِ موضِعهِ
كانت عواقبهُ في غايةِ الندمِ

مَن صاحبَ الصمتَ فليهنأ براحتهِ
ومَن تكلّمَ فليصبِر على الأَلمِ

.....

‌‎نقاتلُ أبطالَ الوَغىٰ فَنُبِيدُهُم
ويقتُلنا في السِّلمِ لَحظُ الكَواعِبِ

وليسَت سُيوفُ الهِندِ تُفني نُفوسَنا
ولكن سِهامٌ فُوِّقَت بِالحَواجِبِ

.....

‏دَعِ الأيـامَ تـفـعـلُ ما تــرومُ
ولا تَـعـبَـث بهـمَّـتِكَ الهُـمومُ

يزولُ الشَّـرُّ مثلَ الخير عنَّا
فـلا هــذا ولا هــذا يـــدومُ

سَـوادُ اللَّـيـلِ يَعـقُـبُـهُ بَياضٌ
وهُوجُ الرِّيحِ يَعقُبُها النَّسيمُ

.....

حَبِيبٌ لَسْتُ أنظُرهُ بِعيني
وفي قَلبي لَهُ حُبٌّ شَديدُ

أُريدُ وِصَالهُ ويُريدُ هَجري
فأترُك ما أُريدُ لما يريدُ

.....

‏حبس الحجاج رجلًا ظلمًا فكتب الرجل إليه رُقعةً فيها:
قد مضى من بؤسِنا أيام ومن نعيمِك أيام
والموعدُ القيامة والسجنُ جهنّم
والحاكمُ لا يحتاج إلى بيِّنة وكتب في آخرِها:

ستعلم يا نَؤُومُ إذا التقَينا
غدًا عند الإلهِ مَنِ الظَّلُومُ

أمَا واللهِ إنّ الظلمَ لُؤمٌ
وما زال الظَّلومُ هو المَلُومُ

سينقطع التلذُّذُ عن أُناسٍ
أدامُوهُ وينقطِعُ النعيمُ

إلى دَيّانِ يومِ الدينِ نمضي
وعند اللهِ تجتمِعُ الخُصومُ

إلهي أجِرْنَا مِنْ عظِيْمِ ذُنُوبِنَا
ولا تُخْزِنَا وَانْظُرْ إلينَا بِرَحْمَةِ

وَخُذْ بِنَواصِيْنَا إليْكَ وَهَبْ لَنَا
يَقينًا يَقِيْنَا كُلَّ شَكٍّ وَرِيْبَةِ

إلهي اهْدِنَا فِيْمَنْ هَدَيْتَ وَخُذْ بِنَا
إلى الحَقِّ نَهْجًا في سَواء الطِّريْقَةِ

وكُنْ شُغْلَنا عَنْ كُل شُغْلٍ وَهَمٍّ
وَبْغْيتَنَا عن كُلِّ هَمٍّ وَبُغْيَةِ

وصلّ صلاةً لا تَنَاهى عَلَى الذي
جَعَلْتَ بِهِ مِسْكًا خِتَامَ النُّبُوَّةِ

.....

مرامي أن أراكم كل آن
ولكن لا سبيل إلى مرامي

وأهوى أن أبث لك اشتياقي
فتعجز عنه ألسنة الكلامِ

إذا ما لاح برق قلت شوقا
ألا يا برق بلغهم سلامي

.....

وَكيفَ أنسَى دِيَارًا قَد تَركتُ بِهَا
أَهْلاً كِرامًَا لهُمْ وُدِّي وَإِشْفَاقِي

إذَا تَذكَّرتُ أيَّامًا بِهِمْ سَلَفتْ
تَحَدَّرت بِغرُوبِ الدَّمعِ آماقِي

فيَا بريدَ الصَّبَا بَلِّغ ذَوى رَحمِي
أنِّي مُقيمٌ عَلى عَهدِي ومِيثاقِي

.....

جاهِدْ هَواكَ ولا تَعقدْ لهُ صُلحَا

فإن الهوى إذا ساد أعمى البصيرة

وإن صُوفِح اشتدَّ طلبًا وتمسّكًا

فجاهِدهُ كأنك تُنقذُ قلبك من الغرق

ولا تُصافحه فالهوى لا يُهادن يُدمِّر

.....

‏وسألتُها عمّا يكدّر صفْوها
فبكتْ وفاضتْ بالأسى عيناها

إنّي لأحزن إن شعرتُ بحزنها
كيف احتمالي إن رأيتُ بُكاها

قالت وأدمُعها تسابق صوتها
إن الذي خلق القلوب كفاها

دعني فماء العين يروي أضلعي
إن جفّ فيها عطرها ونداها

بعض البكا إن حلّ بعد مواجعٍ
رحم القلوب من الأسى وشفاها

.....